صورة توماس ماي ليندر
باسـتعمال السـيارة أو الشـاحنة الصغيرة أو عبر الحافلة أو الطائرة، يعود قرابة مليونـين مـن المغاربـة إلى البـلاد خـلال العطلـة الصيفيـة، لزيارة العائلـة، ولكن أيضــا وبشــكل متزايــد لغــرض الســياحة، في تنقــل فصـلي لــه آثــار اقتصاديــة وسياسـية لا تنكـر، ينتظـره المغاربـة سـنويا بفـارغ الصـبر. ولا يـزال يُرمـز إلى هـذا الترحـال البـشري بالصـور الشـهيرة لسـيارات وشـاحنات صغـيرة محملـة بأكـوام مـن المتـاع وصفـوف انتظـار في الموانـئ، وذلـك رغـم أن انتشـار النقـل الجــوي منخفــض الســعر، وكــذا التحـول المجتمعــي نحــو طلــب الاسـترخاء، والمتعـة جعـل تلـك السـيارات المحملـة بالمتاع تختفـي تدريجيا. وقد سـاهمت عمليــة «مرحبــا» لمؤسســة محمــد الخامــس للتضامــن في تســهيل اســتقبال مئـات الآلاف مـن المسـافرين في ظـروف أحسـن.
ورغـم كل شيء فـإن هـذا الطقـس الأسـطوري الغنـي بالصـور النمطيـة يبقـى حركـة جماعيـة تبعـث روح الهويـة لـدى أفـراد الجاليـة وتحيـي لـدى الأقدمـين مـن بينهم حلـم العـودة. كـما أن الحكايات العائليـة حـول هـذه الرحـلات تمثـل جـزء لا يتجـزأ مـن ملحمـة الهجـرة، مـن مرحلـة اختيـار الهدايـا للأحبـاب إلى الوجبات عـى قارعـة الطريـق السريـع، فاجتيـاز إسـبانيا، وأخـيرا إسـفلت الطريـق المغربيـة الـذي يعلـن عـن قـرب نهايـة الرحلـة.