18 سنة، طالب في السنة الثالثة بالجامعة الحرة لبروكسل
بخصــوص مســاري الــدراسي، أظهــرت تميـزا منــذ المرحلــة الابتدائيــة، حيــث أتيـح لي أن أتجــاوز مسـتوى دراسـيا إلى المسـتوى الـذي يليـه في سـنة دراسـية واحـدة. وكانـت أمـي تتابعنـي بـكل عنايــة، وترتبــط بعلاقــات طيبـة مــع كل النــاس في محيطــي الــدراسي.
قضيـت في المسـتوى الثالـث مـن الثانـوي سـنة دراسـية في المغـرب حيـث اسـتفدت مـن التعليـم في البيـت ودرسـت في السـنة نفسـها مقـرر الفصـل الرابـع. لكـن فيـما عـدا والـدتي لم أجـد الكثـير مـن الدعـم. ومعلـوم أن مـن الصعـب الالتـزام بنظـام تعليمـي حـين يكـون المـرء في البيـت، حيـث يتعـين بـذل الجهـد وإبـداء الرغبـة في العمـل، عـلى حـين أن الطفـل في مثـل تلـك السـن يكـون أميَـل إلى طلـب المتعـة والاسـترخاء…
حـين اجتـزت امتحانـات الفصـل الرابـع نجحـت فيهـا كلهـا تقريبـا علـما أنها فوق مسـتواي بسـنة. وقـد سـجلت نفـسي في الثانويـة لكـن لمـا لم يكـن عنـدي الكثـير مـن المـواد لاسـتدراكها فقـد كنـت قليـل الالتـزام بحضـور الـدروس. وقـد نصحنـي المحافـظ بـأن أجتـاز امتحانـات القبـول في التعليـم العـالي بحكـم أن سـني آنـذاك لم تكـن تسـمح لي باجتيـاز امتحانـات نهايـة التعليـم الثانوي.
اقتنيـت كتـب المنهـج الـدراسي وعكفـت عـى الدراسـة في البيـت (كان ذلـك في فـترة وبـاء كوفيـد) ثم اجتـزت الاختبـارات. مضى الصيـف كلـه في ذلـك، وحـين نجحـت كان في ذلـك مفاجـأة رائعـة، كـما تعـين عـلي الاختيـار سريعـا. وبإلقـاء نظـرة عـى برامـج ومناهـج مختلفـة وجـدت نفـسي عـى الفـور منجذبـا نحـو هندسـة التدبـير. وانـصرم الصيـف فالتحقـت بالجامعـة وأنـا ابـن الخامسـة عـشرة.
ولمــا جــاءت امتحانــات القبــول متزامنـة مــع كوفيــد أجــرى الجميــع الامتحــان مــن البيــت، وبالتــالي لم يكــن هنــاك جانــب اجتماعــي ينبغـي أخــذه في الحسـبان. وقـد مـر الانتقـال إلى الجامعـة بـكل سـهولة ويـسر، حيـث نشـأ تفاهـم بينـي وبـين كثـير مـن الأشـخاص الذيـن كان أغلبهـم يجهلـون حقيقـة سـني. وكانـت السـنة الأولى تحـد كبـير اسـتمتعت بـه.