دعا الكاتب المغربي الطاهر بن جلون إلى التفكير في اتحاد متوسطي يتجاوز الانقسامات السياسية والأيديولوجية، ليصبح كيانا ثقافيا واقتصاديا موحدا، في كلمة له خلال انطلاقة الدورة الأولى من اللقاءات المتوسطية بطنجة، بالاحتفاء به مساء أمس الخميس، وذلك بفضاء معرض ذاكرة ابن بطوطة بـ”برج النعام” بقصبة طنجة.
وأبرز الكاتب المتوسطي بن جلون ضيف شرف حفل افتتاح، أن البحر الأبيض المتوسط ليس مجرد بحر، بل يمثل رؤية للعالم، وطريقة في الإحساس والتعبير والحياة، موضحا أن المتوسط هو جغرافيا تطبع أسلوب الحياة من خلال المشاعر والأحاسيس والكلمات والشعر.
وأشار الطاهر بن جلون، في هذا الحدث الثقافي الدولي المنظم بمبادرة من مؤسسة “فنون البوغاز – فنون المضيق”، إلى أن الثقافات المتوسطية كثيرا ما تجد صعوبة في التعايش مع أنماط حياتية أخرى في العالم، وفق ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء.
ويهدف منظمو اللقاءات المتوسطية بطنجة، المنظمة بشراكة مع دار النشر “غاليمار” ومعهد العالم العربي والمؤسسة الوطنية للمتاحف ومكتبة “الأعمدة” بطنجة، إلى أن يكون جسرا ثقافيا بين المغرب وإسبانيا وفرنسا ولبنان، ومنصة ثقافية منفتحة ومتجذرة في وبين ساكنة مدينة طنجة.
ويتضمن جدول أعمال هذا الملتقى المنظم إلى غاية 22 يونيو، موائد مستديرة حول اللغات، والحدود، والمنفى، والضيافة، وقراءات شعرية موسيقية مع غروب الشمس، ولقاءات مع دور نشر مرموقة، وندوة حول التعايش الديني بالمغرب، وحوار أدبي بين الطاهر بنجلون ومصطفى كبير عمي، بالإضافة إلى صبحية شعرية تليها حفلات موسيقية في فضاءات حميمية.
كما يعرف مشاركة 32 كاتبا ضمن موائد مستديرة متعددة اللغات، بالعربية والفرنسية والإسبانية، كما ستقام مسارات من المعارض المعاصرة في كل من أروقة كينت ودار الفن وإبراهيم آرت، لفتح حوار مع الكلمات واقتراح رؤى تشكيلية حول البحر الأبيض المتوسط.
جدر بالذكر أن هذا الحدث، الذي ينظم تحت إشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، سيقام في أماكن رمزية متعددة داخل قصبة طنجة ومن ضمنها متحف ابن بطوطة ومسرح رياض السلطان، يجمع بين الموسيقى، والأدب، والفنون، من خلال برمجة منفتحة على عدة مجالات، حيث تم تقديم قراءات في نصوصه، وتقديم شهادات لأصدقائه، وعبور جمالي وحسي بين كتاباته.