بعد الجلسة الافتتاحية التي أطرها كل من الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج وسفير المغرب في دكار وكذا الكاتب العام لوزارة المرأة والأسرة والطفولة السنغالية، تواصلت أشغال ملتقى مغربيات إفريقيا : مسارات وتحديات، التي ينظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج بالعاصمة السنغالية دكار، بتقديم مجموعة من العروض الأولية حول الهجرة المغربية إلى إفريقيا.
وترأست جلسة العروض وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن السابقة، نزهة الصقلي التي سردت محطات من مسار نضال المرأة المغربية في سبيل اكتساب حقوقها والذي توجته بتبوئها مكانة بارزة في الدستور المغربي لسنة 2011.
وتوقفت الوزيرة السابقة على بعض مكتسبات المرأة المغربية ابتداء من مدونة الاسرة سنة 2003 التي قالت إنها شكلت لبنة أساسية لفك الحصار على حقوق النساء في جميع الميادين، إضافة إلى قانون الجنسية سنة 2007 والذي بموجبه أصبحت الأم تمنح جنسيتها المغربية لأولادها، “مع تسجيل بعض التراجع في هذه المكتسبات من خلال وجود امراة واحدة في الحكومة المغربية الحالية” تضيف الصقلي.
من جانبه كشف مدير معهد الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس بالرباط، يحيى أبو الفرح، في عرضه عن نتائج دراسة ميدانية أنجزها بتنسيق مع مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، سلط من خلالها الضوء على الخصائص التي تميز الهجرة المغربية نحو الدول الإفريقية خصوصا نحو السنغال والكود ديفوار.
وأعتبر أبو الفرح ان الطابع التجاري الذي هيمن تاريخيا على هذه الهجرة بجميع مكوناته، إلا أن العقود الأخيرة عرفت بعض التحولات بعد ان بدأت مكونات اخرى بالبروز في الهجرة المغربية إلى الدول الإفريقية كفئة الطلبة خصوصا في ميدان الطب حيث أن ثلث الطلبة بكلية الطب بالسنغال هم مغاربة، ومن بين التحولات التي أوردتها الدراسة سرعة اندماج المغاربة في المجتمع السينغالي وارتفاع نسبة الزواج المختلط بين المغاربة والسينغاليات، وكذا ظاهرة التأنيث التي شهدتها الجرة المغربية سواء من خلال هجرة النساء انفسهن او عبر التجمع العائلي أو القادمات من اجل الدراسة، وهو ما نتج عنه ارتفاع عدد النساء المقاولات وتطور العمل الجمعوي للمهاجرين المغاربة سواء في السنغال او الكوت ديفوار.
أما أهم الإشكالات التي تواجه الهجرة المغربية النسوية نحو الدول الإفريقية فقد لخصتها الدراسة في غياب مناهج دراسية قريبة من المناهج الدراسية المعتمدة في المغرب، وغياب مدارس مغربية لتعليم الاطفال اللغة العربية، وكذا بعض المشاكل القانونية المتعلقة بالطلاق والإرث، وكذا قلة الرحلات الجوية بين المغرب ودول إقامة المهاجرين المغاربة في إفريقيا.
كما عرفت جلسة العروض تقديم عرض حول موقع النساء في العلاقات بين المغرب وإفريقيا، للباحثة بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس، خديجة بوتخيلي؛ وآخر حول “الهجرات والتنمية الاقتصادية بإفريقيا، للمكلفة بالبحث في المنظمة الدولية للهجرة لغرب ووسط إفريقيا، لوسي موتوان؛ بالإضافة إلى عرض للباحث الجامعي المغربي سعيد سوقراط بعنوان “هجرة اليد العاملة المغربية إلى إفريقيا جنوب الصحراء”.
ونورد لكم فيما يلي نصي العرضين الاخيرين: