أظهرت بيانات رسمية جديدة أن عدد المغاربة المقيمين في إسبانيا تجاوز المليون شخص لأول مرة، ما يعزز مكانة الجالية المغربية كأكبر جالية أجنبية في البلاد، متقدمة بفارق كبير على باقي الجاليات، كما كشفت أن 9 ٪ فقط لديهم دراسات أعلى.
وبحسب الأرقام الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء الإسباني، بلغ عدد المواطنين المغاربة المقيمين في إسبانيا 1,092,892 شخصا، وكما كشفت صحيفة “إل ديباثات”، فإن المواطنين المغاربة من بين المجموعات الأجنبية الأكثر عددا، حتى منتصف عام 2025، بزيادة قدرها 3.2% مقارنة بالسنة الماضية، ليحافظ المغاربة على صدارتهم كأكثر الجنسيات الأجنبية حضورا في إسبانيا، يليهم الرومانيون ثم الكولومبيون.
وتعود هذه الزيادة إلى عوامل متعددة، أبرزها لم شمل الأسر، والحصول على تصاريح إقامة لأسباب إنسانية أو اقتصادية، إضافة إلى تزايد نسبة الشباب المغاربة الذين يلتحقون بإسبانيا للدراسة أو العمل في قطاعات الزراعة والبناء والخدمات.
حضور متجذر في المجتمع الإسباني
يشير التقرير إلى أن المغاربة يشكلون نحو 16% من مجموع الأجانب المقيمين في إسبانيا، ويتركز حضورهم بشكل أساسي في الأقاليم الفلاحية مثل كتالونيا، الأندلس، وبلنسية، حيث يساهمون بشكل لافت في الاقتصاد المحلي، خاصة في قطاعات الزراعة والخدمات والرعاية الصحية.
كما يلاحظ التقرير أن الجالية المغربية تشهد ارتفاعا في نسبة حاملي تصاريح الإقامة طويلة الأمد، ما يعكس استقرار الكثير من الأسر المغربية في إسبانيا، وتزايد أعداد المواليد من أصل مغربي في السنوات الأخيرة.
ومن بين المجموعات الأخرى ذات الصلة، وصل 53.2٪ من المهاجرين المولودين في أوكرانيا بين عامي 2022 و2023، يليهم الكولومبيون (40.1٪) والبيروفيون(35.9٪) ، من ناحية أخرى، تسجل دول مثل الإكوادور والمملكة المتحدة وفرنسا نسب أقل من الوافدين الجدد.
أبعاد اجتماعية واقتصادية
ومع ذلك، على الرغم من أن المغاربة هي المجتمع الأجنبي الأكثر عددا، فإنها تقدم واحدة من أدنى المستويات التعليمية: 9 ٪ فقط لديهم دراسات أعلى. بشكل عام، تبلغ النسبة المئوية للمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي الحاصلين على تعليم عال 24.7٪، بينما أكمل 28.7٪ التعليم الابتدائي أو أقل.
وفقا لتقرير المعهد الوطني للإحصاء (INE) ، فإن المولودين في ورومانيا 13.7٪ والجمهورية الدومينيكية (17.0٪) يسجلون أدنى نسب من خريجي التعليم العالي بعد المغرب.
هذا ويحظى الملف المغربي باهتمام في السياسات الإسبانية المرتبطة بالهجرة، نظرا لحجم الجالية المغربية ودورها في الاقتصاد الإسباني، خصوصا في القطاعات التي تعاني من نقص في اليد العاملة، إلى جانب حضورهم الواضح في برامج التكوين المهني والاندماج الاجتماعي التي تدعمها السلطات الإسبانية.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الأرقام تعكس عمق الروابط الاجتماعية والاقتصادية بين المغرب وإسبانيا، في ظل العلاقات المتقلبة بين البلدين أحيانا، لكنها تظل محافظة على التعاون في ملفات الهجرة والتعاون الأمني ومكافحة الهجرة غير النظامية.
إقرا كذلك: العنصرية تحرك العنف ضد المهاجرين في “طوري باشيكو”