في إطار مهرجان “تويزة” للثقافة الأمازيغية بأوروبا، المنظم من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج، ومؤسسة أركان وجمعية مرموشة، احتضن مجمع راي بالعاصمة الهولندية أمستردام ندوة حول موضوع : المغرب سوق ناشئة ذات آفاق: التطورات الاقتصادية والفرص الواعدة”.
في بداية مداخلته خلال هذه الجلسة قدم عبد الله متقي، عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، نبذة عن المجلس ومهامه ومكوناته قبل التطرق إلى النموذج التنموي للمناطق الجنوبية الذي وضعه المجلس.
وقدم عبد الله المتقي معطيات من التشخيص الذي قام به المجلس للمناطق الجنوبية وفق مقاربةتشاركية بمساهمة جميع الفاعلين المعنيين ومقاربة حقوقية من خلال الانطلاق من المرجعية الحقوقية، والذي أظهر بأن هذه الأخيرة تمثل 59 في المائة من التراب المغربي إلا أن مساهمته الاقتصادية تبقى ضعيفة ولا تتعدى 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام، كما أن اقتصاد المناطق الجنوبية يبقى غير متنوع وتبقى الدولة اول المستثمرين.
وأضاف المتقي بأن النموذج التنموي للمناطق الجنوبية يقو على ثلاثة محاور أساسية هي التنمية اقتصادية، والمشاركة الفعلية للسكان، ودور الدولة كواضعة للقانون وحامية له، والأهداف المتوخاة من ذلك هي خلق مائة وعشرين الف منصب شغل، ومضاعفة النسيج الداخلي الخام للمنطقة وتخفيض البطالة بنسبة النصف.
أما سفير المغرب بهولندا، عبد الوهاب البلوقي فقد أكد على أهمية جلب واستقطاب الاستثمارات الأجنبية بالنسبة للمغرب باعتبارها تشكل قمة اولويات الحكومة المغربية، وذكر في هذا الإطار باجتماع سفراء المغرب في العالم خلال غشت الماضي، والذي تمحور حول موضوع تطوير الدبلوماسية الاقتصادية ودور السفارات في استقطاب ومرافقةرالمستثمرين على ضوء الرسالة الملكية التي تلاها وزير الخارجية المغربي خلال اللقاء المذكور.
وعن دور السفارة في جلب وتشجيع الاستثمارات الهولندية بالمغرب قال البلوقي، إن دوره يكمن في التعريف بالمؤهلات الاقتصادية التي يتميز بها المغرب وفرص الاستثمار التي يوفرها سواء على مستوى الاستقرار السياسي والقدرة على تقبل الآخر، وكذلك حوافز اقتصادية والإطار القانوني الذي يتطور ليتكيف مع احتياجات المستثمرين الأجانب، لمساعدة هؤلاء المستثمرين على اتخاذ قرار مبني على أسس ومعطيات سليمة، بالرغم من بعض المعيقات التي قد تواجهه خصوصا تلك المتعلقة بالجانب البيروقراطي.
من جهته تحدث رئيس مقاطعة غرب أمستردام منير باضوض، عن استثمار المهاجرين في منطقته خصوصا المغاربة والأتراك، وأكد بخصوص الاستثمار في المغرب فشل التسويق للبلاد كوجهة اقتصادية معروفة لدى المستثمرين الأجانب.
“بالرغم من الموهلات التي يتمتع بها المغرب والتحولات التي عرفها، لكن ليس هناك تسويق جيد لهذه الوجهة،
وكان من الممكن الاستفادة من ظروف الأزمة الاقتصادية لجلب الاستثمارات الأوروبية التي توجهت نحو دول أوروبا الشرقية”، يضيف باضوض.
أمستردام- محمد الصيباري
تصوير: مفدي الطالبي