في “بورتوبيلو” غرب لندن، حيث تنبض الحياة المغربية في قلب العاصمة البريطانية، اختار أربعة شباب أن يجعلوا من صوتهم مساحة مفتوحة للتعبير عن هموم وأحلام الجالية المغربية. هكذا وُلد مشروع “ماروكافيلا تيفي” (Marocafellatv)، أول بودكاست مغربي في بريطانيا.
صوت مغربي ينبض من “المغرب الصغير”
في حي “بورتوبيلو” غرب لندن، المعروف بلقب “المغرب الصغير” لاحتضانه جالية مغربية وازنة، وُلد مشروع إعلامي شبابي جديد يسعى إلى أن يكون صوت الجيل المغربي في المهجر: “ماروكافيلا تيفي”، أول بودكاست مغربي من نوعه في بريطانيا.
شباب بهوية مزدوجة ورؤية واحدة
أربعة أصوات تجمع بين الانتماء المغربي والتجربة البريطانية، يتقاسمون نفس الطموح: جعل ثقافتهم المغربية مرئية ومسموعة، حيث يجتمع أربعة شباب، وهم: محمد، وطارق، وهشام، ولوبنا، ليقدموا حلقات تعكس نبض جالية مغربية تبحث عن فضاء للتعبير والمشاركة.
يلتقي محمد ورفاقه أسبوعيا، خلف الميكروفونات لتسجيل حلقات تفتح فضاءات للنقاش حول قضايا الهوية، الاندماج، الثقافة، والتجارب المعيشية للجالية المغربية.
من الموضة إلى الميكروفون: إبداع يربط الأجيال
محمد، مؤسس علامة أزياء شبابية تنبع تصاميمها من زخارف التراث المغربي، وسّع مشروعه الإبداعي بإطلاق بودكاست يروي قصصًا ومعيشًا من الجالية.
فقط سبق لمحمد، صاحب المبادرة ورائد أعمال شاب، أن أسس علامة “ماروكافيلا” للأزياء المستوحاة من الرموز المغربية، قبل أن يضيف للبصمة الإبداعية للمشروع منصة سمعية جديدة، يقول لوكالة المغرب العربي للأنباء: “نحن أبناء لندن بجذور مغربية، ونريد أن نجعل من هذا البودكاست منصة لإبراز مواهب الجالية والتعريف بثقافتنا”.
حديث الهوية والاندماج بروح مرحة
بلغة قريبة من الشباب، تستعرض حلقاتهم مواضيع متنوعة تمتد من الزواج والتقاليد إلى ريادة الأعمال والحياة في الشتات المغربي، فإلى جانب محمد، يضفي طارق، الناشط في المجال الاجتماعي، نَفَسا حيويا على الحوارات بأسلوب يجمع بين الجدية وخفة الظل، فيما يقدم هشام، الموظف بالقطاع الخاص، مقاربة واقعية حول تحديات الجالية. أما لوبنا، أصغر أفراد الفريق والعاملة بقطاع العقار، فتمنح البرنامج بعدا نسويا من خلال نقاشات تتناول قضايا الأسرة، التقاليد، دور المرأة، أو تحديات الاندماج…
رسائل تتخطى حدود لندن
الحلقات التي تُبث أسبوعيا بالإنجليزية لم تبق محصورة في بريطانيا، بل وصلت إلى جاليات مغربية في كندا، فرنسا، والخليج، لتجعل من التجربة منصة عابرة للقارات. شعارهم: “أول بودكاست مغربي في بريطانيا يربط المغاربة عبر العالم”.
ولا يقتصر جمهورهم على أبناء الجالية فقط، بل يستهدفون أيضا المجتمع البريطاني الأوسع. تقول لوبنا: “نريد أن نبرهن أن الثقافة المغربية أعمق من مجرد صور نمطية؛ إنها غنية بالقيم، مفعمة بالإبداع، ومنفتحة على العالم”.
وبفضل انتشار المنصة عبر الإنترنت، وصلت صدى حلقاتهم إلى الجاليات المغربية في كندا، فرنسا، ودول الخليج، ما يجعل من هذه المبادرة تجربة عابرة للحدود تعكس دينامية جيل جديد يعتز بهويته ويعيد صياغتها بروح عصرية.
جيل جديد.. جسر بين الوطن والمهجر
“ماروكافيلا تيفي” ليس مجرد بودكاست، بل انعكاس لحيوية جيل مغربي مهاجر يعيد صياغة هويته، ويفتح جسورا بين جذور ضاربة في المغرب وآفاق ممتدة نحو العالم.
هذا المشروع يعكس أيضا ظاهرة أوسع بين شباب الجاليات في أوروبا، الذين يلجؤون إلى الوسائط الرقمية لتشييد جسور بين الثقافات والأجيال، سواء عبر البودكاست أو اليوتيوب أو العلامات الإبداعية.
وبلغة مليئة بالصدق والمرح، يسعى الفريق إلى ترسيخ صورة المغرب كحضارة حية ومتعددة الأبعاد، حيث يلتقي الجذور بالأفق العالمي.