عاشت مدينة إسن الألمانية خلال الفترة الممتدة من 29 شتنبر إلى غاية 06 أكتوبر 2013 حدثا دوليا متميزا، يتمثل في تنظيم تظاهرة ثقافية دولية من طرف دائرة المبادرة للأديان بمدينة إسن. وذلك بهدف إبراز أهمية التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب والدول.
وقد ساهم أعضاء المنتدى الألماني الغربي لجيل المستقبل بألمانيا، وهو هيئة غير حكومية تأسست منذ سنتين تقريبا بمبادرة من بعض الطاقات والأطر المغربية المقيمة بألمانيا، في فقرات هذه التظاهرة الثقافية التي أرادت أن تكون تعبيرا عن التنوع الثقافي والحضاري الذي تتميز به ألمانيا.
تميز حفل الافتتاح بحضور عدة شخصيات في مقدمتها عمدة مدينة إسن، والقنصل العام للمملكة المغربية بدوسلدورف، وقنصل إسبانيا، وقنصل إيطاليا، وقنصل تركيا، ومسؤول الثقافة والاندماج، ومسؤول الشؤون الاجتماعية، والمسؤولون عن الكنائس، والجمعية الثقافية اليهودية، والمسؤولون عن المساجد، وأعضاء المنتدى لألماني المغربي لجيل المستقبل، وأعضاء دائرة مبادرة للأديان. فضلا عن العديد من الشخصيات السياسية والعلمية …
تميز حفل الافتتاح أيضا بالاستماع إلى كلمة رئيسة الحكومة لولاية فيست، وكذا كلمة اللجنة المنظمة، وكلمة عمدة مدينة إسن، كما تم الاحتفاء بالثقافة المغربية والمغاربة وخاصة المغاربة الحاضرين في حفل الافتتاح.
وقد اختار المنظمون لهذه التظاهرة شعارات وأنشطة لكل يوم، من أيام الأسبوع، فهناك يوم الشباب، ويوم الأطفال، ويوم البيئة، ويوم الأديان، ويوم الثقافات… كما اختتمت هذه التظاهرة بتنظيم مباراة في كرة القدم لنيل كأس الأمم بهذه المناسبة، تتنافس حوله عدة فروق محلية.
ومن الأشياء المهمة التي أضفت جمالية على هذه التظاهرة هو صنع سفينة بقلب مدينة إسن ترمز إلى سفينة النبي نوح عليه السلام ، وقد زينت جوانبها بلوحات فنية مختلفة. وهي تروم في بعدها الإنساني ترسيخ القيم المشتركة بين الأديان. كما تقام على ظهرها بعض الأنشطة الثقافية والترفيهية والفنية. وقد كان لي شرف تثبيت إحدى اللوحات الفنية إلى جانب شخصيات أخرى.
وقد عمل أعضاء المنتدى الألماني المغربي لجيل المستقبل بألمانيا على إعداد رواق مغربي يضم صورا ووثائق مهمة تؤرخ لوجود المغاربة في ألمانيا وإسهامهم الفعال على مدى خمسة عقود. كما أقيم بجانب هذا الرواق فضاء مغربي لتقديم الشاي والحلويات المغربية للزوار على الطريقة المغربية الأصيلة… ومن المقرر أن يساهم الأطفال المغاربة في تقديم نشاط فني وهم يرتادون الزي المغربي الأصيل.
وللإشارة فقد حظي الرواق المغربي بزيارة عمدة مدينة إسن الذي عبر عن إعجابه بهذا الرواق، الذي يتردد عليه كل يوم المئات من الزوار.
عبد القادر بطار
باحث وأستاذ جامعي مغربي