نظم مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية – سيكوديل بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، وجمعية ثسغناس للثقافة والتنمية، ونادي سينما الريف، يوم الأحد 17 غشت 2025 مائدة مستديرة بالناظور حول: “مساهمة مغاربة العالم في التنمية: التحديات والفرص”.
وعرفت هذه المائدة المستديرة مشاركة كل من عبد الرحمان بهيوي، مستشار استراتيجي بالوكالة البلجيكية للتعاون الدولي ENABEL، وخبير دولي في الهندسة القروية وقضايا الهجرة. ومختار غامبو رئيس مؤسسة الأطلسية بنيويورك، الولايات المتحدة، وأستاذ سابق بجامعة ييل، وعضو سابق بمجلس أوروبا وسفير سابق للمغرب في كينيا وبوروندي وممثل دائم لدى الأمم المتحدة للبيئة والإسكان.
وقام بتسييرها صالح العبوضي رئيس مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية – سيكوديل.


وتُعقد هذه المائدة المستديرة على هامش المعرض المتنقل: “بلجيكا بلادي: تاريخ بلجيكي مغربي” الذي ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج بالناظور من 15 إلى 24 غشت 2025.
وقد عرض عبد الرحمن بهيوي في مداخلته تجارب ENABEL في استقطاب المقاولين من مغاربة العالم للاستثمار المنتج في المغرب بالتعاون مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب CGEM.
ومن خلال هذه التجارب تطرق بهيوي إلى أهمية التواصل مع مغاربة العالم من أجل إقناعهم بالفرص التي يوفرها المغرب للاستثمار، مؤكدا على وجوب البحث عليهم في الدول التي يقيمون فيها، وعدم الانتظار أن تأتي المبادرة منهم.
ومن المهم حسب المتدخل التركيز على المشاريع التي فيها ابتكار وقادرة على توفير فرص الشغل.
وهنا تكمن، حسب بهيوي، ضرورة التعامل والتنسيق مع المجتمع المدني في بلدان الإقامة من أجل اكتشاف هذه المشاريع التي تقود إلى التنمية والاستثمار المنتج في البلد الأصلي.
كما أكد على أهمية التواصل والتوفر على المعلومة في عملية الإقناع.
من ناحية أخرى أشار المتدخل إلى دور المجالس المنتخبة والجماعات المحلية في تشجيع الاستثمار المنتج للمقاولين والكفاءات المغربية بالخارج.
وهو الأمر الذي يقتضي -في رأيه- مراجعة صلاحيات هذه المجالس والجماعات وإدراج الاشتغال على قضايا الهجرة ضمن أدوارها وصلاحياتها.
أما مختار غامبو فتحدث أيضا في بداية مداخلته عن دور المجتمع المدني في تقريب المسافة بين مغاربة العالم والوطن.
كما أشار إلى ضرورة رد الاعتبار لمساهمة مغاربة العالم في التنمية المحلية والجهوية والوطنية، مؤكدا توفر المغرب على بنية تحتية مهمة لاستقبال الاستثمار.
وذكّر غامبو بخطاب جلالة الملك محمد السادس في الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء الذي أشاد فيه “على وجه الخصوص، بروح الوطنية التي يتحلى بها المغاربة المقيمون بالخارج، وبالتزامهم بالدفاع عن مقدسات الوطن، والمساهمة في تنميته”.
وفي هذا السياق تحدث المتدخل عما سماه بالعقد الأخلاقي بين مغاربة العالم ووطنهم المغرب.
وقال غامبو في مداخلته إنه لا يجب اختزال مساهمة الجالية في التحويلات المالية، إذ هناك أمور أخرى تساهم بها الجالية في التنمية الشاملة للمغرب.
وذكر في هذا الصدد وصول المنتخب المغربي لكرة القدم لنصف النهاية في كأس العالم بقطر؛ هذا الفريق الذي يضم العديد من مغاربة العالم، وهذا الإنجاز الذي كان له أثر إيجابي على المغرب كانتعاش السياحة.
وهو ما يجعل من هؤلاء قوة ناعمة في دعم التنمية الشاملة في المغرب.
وعلاقة بموضوع الكفاءة بالخارج تساءل غامبو عمن يحدد الكفاءة؟ وذكر أن الكفاءة مرتبطة بالمردودية ومدى استفادة البلد منها.
وفي ختام مداخلته ذكر غامبو ضرورة تحويل التنمية إلى استثمار، والتركيز كذلك على إفريقيا خاصة الغربية، لأن إفريقيا هي المستقبل كما أن المغرب مستقبل إفريقيا.
وفي هذا السياق بين المتدخل أهمية الاستثمار في المبادرة الأطلسية المغربية، مضيفا أن المغرب قد دخل مرحلة الريادة وأن أفضل فئة لمواكبة هذه المرحلة هم مغاربة العالم.