قال إدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج إن الهجرة المغربية تواجهها عدة تحديات يجب التفكير في مواجهتها وفق استراتيجيات مندمجة.
واعتبر اليزمي في كلمته ضمن اللقاء الذي نظمته الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج يوم الاثنين 29 يوليوز 2013 بمناسبة الاحتفال بالذكرى الرابعة عشر لعيد العرش، إن هذه الإشكالات تهم على الخصوص تفعيل المقتضيات الدستورية التي جاءت بها الفصول الخمسة في الدستور المغربي المتعلقة بمغاربة العالم، وكذا الاشكالية الثقافية وكيفية إيصال الثقافة المغربية الى الأجيال الجديدة من مغاربة العالم، ثم إشكالية التأطير الديني للجالية المغربية بالخارج أخذا بعين الاعتبار قوانين وتاريخ وتنوع كل دولة على حده من دول الاستقبال.
كما أبرز رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج ضرورة الوقوف لدى بعض النقاط المتعلقة بالتحصيل العلمي وضرورة تجاوز الفشل الدراسي لدى فئة من أبناء مغاربة العالم، داعيا إلى تعبئة الموارد البشرية والكفاءات المغربية بالخارج من أجل الإسهام في تنمية المغرب.
من جهته نوه الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج عبد اللطيف معزوز، في هذا اللقاء المنظم حول موضوع مساهمة مغاربة العالم في التنمية الجهوية، بانخراط أفراد الجالية المغربية في جميع مجالات التنمية التي يعرفها المغرب والذين لا تقتصر أهميتهم فقط في إرسال التحويلات المالية، مذكرا في هذا الصدد بالأهمية التي يوليها الملك محمد السادس لهذه الفئة من المواطنين المغاربة ومعتبرا أن إشراك ممثلين للجالية المغربية في مناسبة الاحتفال بعيد العرش يهدف إلى ربطهم بوطنهم الأم وترسيخ الهوية المغربية بينهم وهو دليل على الاهتتام الدؤوب، بالنظر لما يقومون به في خدمة القضايا الوطنية وانخراطهم في دينامية التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي يعرفها المغرب.
كما سلط عبد اللطيف معزوز الضوء على الاستراتيجية الوطنية للهجرة المغربية في افق 2030 التي وضعتها الحكومة المغربية والتي تأخذ بعين الاعتبار مرافقة المهاجرين في جميع المراحل سواء خلال مرحلة الاستعداد للهجرة وكذا خلال الهجرة وأيضا عند العودة إلى ارض الوطن، بهدف تحسين ظروف العيش والاندماج في دول الاقامة، والمحافظة على الهوية مغربية، وتعبئة مغاربة العالم من أجل انجاح ثنائية العلاقات بين المغرب وبلدان الاقامة.
كما عرف اللقاء حضور وزير الاقتصاد والمالية نزار بركة، الذي ذكر بمجموعة من المخططات التي وضعتها الحكومة لتشجيع استثمار مغاربة العالم في أرض الوطن كإصلاح صندوق دعم استثمارات مغاربة العالم، و تخفيض نسبة الضريبة على الأرباح بالنسبة للمقاولات الصغرى من 30 إلى 10%، إضافة إلى الغاء الغرامات والزيادات على جميع الضرائب المستحقة بما فيها الجبايات المحلية قبل يناير 2013، على أساس الاستفادة منها قبل دجنبر 2013.
أما الوزير المنتدب في الخارجية والتعاون، يوسف العمراني فقد أبرز في كلمته خلال هذا اللقاء ضرورة التواصل بين المغرب وأبنائه في الخارج خصوصا في ظل التحولات الي تعرفها بعض الدول التي يقيمون بها، وشدد في هذا الإطار على أن قضايا الجالية المغربية بالخارج هي من أولويات السياسة الخارجية للمغرب التي يرعاها بشكل يومي صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزا أنه كانت هناك شراكة استراتيجية مع فرنسا وإسبانيا وكل البلاغات المشتركة مع هذه الدول تضمنت صيانة حقوق وحماية الجاليات المغربية.
كما دعا العمراني مغاربة العالم الحاضرين إلى الانتظام في جمعيات المجتمع المدني بدول الإقامة من أجل التكتل في مجموعات قوية قادرة على إسماع صوتها في ظل التحديات الجديدة التي تواجه الهجرة المغربية، لمساعدة الدبلوماسية المغربية في الدفاع عن حقوق مغاربة العالم، مضيفا أن المغاربة أينما تواجدوا فهم يمثلون دولتهم في بلدان الاستقبال لذلك فهم مدعوون إلى التعريف بالخطوات التي خطاها المغرب في عدة مجالات سواء على المستوى الجهوي أو على مستوى الشراكات الاستراتيجية مع أغلب دول الإقامة والوضع المتقدم مع أوروبا أو دوره في مجلس الامن.
من جهته تحدث، الوالي مدير هجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، خالد الزروالي، عن المنظومة الأمنية المغربية والاستراتيجية المندمجة التي نهجتها الدولة في هذا المجال والتي وفرت الأمن والاستقرار لخلق فضاء جيد للتنمية، وأكد وجود تعليمات لتسهيل استثمار أفراد الجالية المغربية بالخارج من خلال شبابيك الاستثمار الجهوي، معتبرا من جهة أخرى أن وزارة الداخلية تعمل على تسهيل ظروف عودة مغاربة العالم مشيدا بعمل مؤسسة محمد الخامس للتضامن كشريك أساسي في تنظيم عملية العودة.