نظمت جمعية ثسغناس للثقافة والتنمية، بتعاون مع مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية – سيكوديل ونادي سينما الريف، يوم السبت 16 نونبر 2025 لقاء بالناظور حول: “ملامح الأدب النسوي في المهجر، من خلال رواية “احكيه لأحد ما” لرشيدة لمرابط، المتخصصة في القانون والكاتبة البلجيكية المغربية، والتي صدرت باللغة الفلامانية وتمت ترجمتها إلى اللغة العربية بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج.
ويُعقد هذا اللقاء على هامش المعرض المتنقل: “بلجيكا بلادي: تاريخ بلجيكي مغربي” الذي ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج بالناظور من 15 إلى 24 غشت 2025.
وفي مهاد تسييره لهذا اللقاء، أبرز الأستاذ جمال الدين الخضيري أن هناك مجموعة من الكفاءات النسائية المغربية عبر العالم اللواتي استطعن أن ييدعن في مجال الأدب النسائي المرتبط بالهجرة وأن يثبتن ذاتهن ويحصدن جوائز مرموقة.
وأشار إلى أن المرأة اذا توفرت لديها مجموعة من الشروط يمكن أن تبدع وتتميز أدبيا وروائيا.
أمّا الناقد الأستاذ عبد الرزاق العمري فأشار في بداية قراءته لرواية رشيدة لمرابط إلى أن هذا اللقاء يعدّ احتفاء بالجالية المغربية ببلجيكا التي أسهمت في بناء صرح بلجيكا في مختلف المجالات.
وعلاقة بموضوع اللقاء بيّن العمري أن هناك تنوعا وتناميا للأدب النسائي المغربي في المهجر، وأنه يتم إنتاجه في العديد من بلدان العالم وبمختلف اللغات.
وذكر الناقد أن الكاتبة والمحامية والقانونية رشيدة لمرابط تكتب برؤية غير ذكورية، وأنتجت أدبا مختلفا عن الآداب الذكورية.
وقال العمري إن رواية “احكيه لأحد ما” لرشيدة لمرابط تتطرق لمجموعة من القضايا الإشكالية المرتبطة بالتاريخ والأخلاق والسياسة، وأن هذا الكتاب يدعونا للقراءة بل ويحرجنا.
وتدور أحداث هذه الرواية في مرحلة الحماية أي مغرب ما قبل الاستعمار، وأثناء حكم المولى عبد العزيز وتكالب القوى الأجنبية على المغرب.
هذه الرواية التاريخية تخلد ذاكرة المغاربة الذين استقدموا قسرا (الكوم) للمشاركة في الحرب العالمية الأولى إلى جانب فرنسا.
وقال العمري إن هذه الرواية جريئة؛ رواية كتبت بالدم، وتضمنت قسطا كبيرا من المحاكمة الجريئة لزمن كان منبوذا وقاسيا على المغاربة وعلى الأفارقة.
وأثناء سرده لوقائع ومشاهد هذه الرواية، ذكر العمري أن في هذا العمل الأدبي محاكمة للغرب وللوعي السائد آنذاك في المغرب على مستوى الأخلاق والسياسة…
وقد عبّر الناقد عن هذه المسألة بإشارته إلى أن هذه الرواية مؤلمة تُحاكم التاريخ.
كما بيّن أن هذه الرواية ذات نزعة نسائية تتضمن بصمة تاريخية، وهي رواية وليست حكاية ولكن كُتبت بقالب حكائي وبعقلية “سينيراستية”.
هذه الرواية التاريخية، في نظر العمري، مسكونة بالذاكرة، وكُتبت بأسلوب فيه نسبة من التجريب؛ وهو من خصوصيات الأدب النسوي الذب يُقحم وسائل سردية جديدة.
يُشار إلى أن هذه الرواية قد فازت بجائزة المجتمع الفلمنكي وجائزة الثقافة للجامعة الكاثوليكية في لوفان.