تنطلق اليوم الخميس 13 نونبر 2025 الجلسة الإقليمية المخصصة لإفريقيا ضمن برنامج “الحوار الدولي حول الهجرة” (IDM 2025) التابع لمنظمة الهجرة الدولية، وذلك بعد افتتاح الدورة في مدينة جنيف يوم أمس 11 نونبر، على أن تتواصل فعالياتها أيضا يوم 24 نونبر الجاري، وفقا لبرنامج الدورة.
وينظم هذا الحدث العالمي قبيل انعقاد مجلس منظمة الهجرة الدولية في دجنبر 2025، والذي سيتضمن جزءا رفيع المستوى تحت عنوان “مواءمة السياسات الإنمائية من أجل نتائج أفضل للهجرة”، بالتوازي مع التحضيرات الجارية للمنتدى الدولي الثاني لاستعراض الهجرة الدولية، وسيجمع ممثلي الدول ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة وأصحاب المصلحة مثل المجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات والأوساط الأكاديمية والمصارف الإنمائية المتعددة الأطراف ومنظمات الشتات، فضلا عن المهاجرين ومجتمعاتهم المحلية، لمناقشة الفرص الهامة للاستفادة من الهجرة التي تدار بشكل جيد من أجل اتخاذ إجراءات إيجابية.
منصة عالمية للعصف الفكري والسياسات
يمثل “الحوار الدولي حول الهجرة” فضاء سنويا تنظمه منظمة الهجرة الدولية لتجميع صانعي القرار والخبراء وممثلي المجتمع المدني والمنظمات الدولية والإقليمية، بهدف مناقشة أبرز التحديات والفرص المرتبطة بالهجرة. وتأتي نسخة هذا العام تحت شعار “الحفاظ على هجرة مدارة بصورة سليمة”، في ظل تنامي الضغوط المرتبطة بحركات الهجرة عبر العالم، وتزايد الحاجة إلى مقاربات أكثر شمولية وتنسيقا.
وتنظم الدورة الحالية في جنيف بنسق هجين (حضوري / افتراضي)، وتتناول محاور أساسية تشمل حوكمة الهجرة، حماية حقوق المهاجرين، وإدماجهم في المجتمعات المستقبلة. وتشير المنظمة إلى أن الهجرة – إذا ما أديرت بشكل فعال – قادرة على أن تسهم في النمو الاقتصادي وتقوية المجتمعات، لا أن تنظر إليها فقط على أنها عبء أو تهديد.
إدارة الهجرة تتطلب تعاونا دوليا فعالا
وتركز دورة 2025 على تحقيق توازن بين الأبعاد الإنسانية والتنموية والأمنية للهجرة، مع تسليط الضوء على السبل الكفيلة بجعلها عاملا إيجابيا في تحقيق التنمية المستدامة، بدل النظر إليها فقط بوصفها أزمة أو تهديدا.
وأوضحت المنظمة، في بيانها الرسمي، أن إدارة الهجرة بصورة سليمة تتطلب تعاونا دوليا فعالا، وسياسات قائمة على البيانات الدقيقة، وحماية حقوق المهاجرين، وتعزيز الإدماج المجتمعي. كما شددت على أن الهجرة يمكن أن تسهم بشكل ملموس في تحفيز النمو الاقتصادي وتبادل المهارات، إذا ما أديرت بطريقة عادلة ومنسقة بين الدول المرسلة والمستقبلة.
تحديات متنامية وسياقات جديدة
ينظم هذا الحدث في سياق عالمي يتسم بزيادة النزاعات، وتغير المناخ، واتساع الفوارق الاقتصادية، ما يجعل ملايين الأشخاص حول العالم مضطرين إلى النزوح بحثا عن الأمان أو فرص أفضل للحياة.
وتشير المنظمة إلى أن الهجرة غير النظامية باتت تمثل تحديا معقدا يتطلب حلولا جماعية تتجاوز المقاربات الأمنية الضيقة، عبر الاستثمار في التنمية المحلية، وتعزيز قنوات الهجرة النظامية، وتطوير أنظمة حماية فعّالة للمهاجرين.
كما ينتظر أن تناقش الدورة قضايا الهجرة المناخية، ودور التكنولوجيا في تتبع التحركات البشرية وإدارة الحدود، إضافة إلى سبل إدماج المهاجرين في الاقتصادات المحلية وتفادي التمييز ضدهم في أسواق العمل.
نحو رؤية عالمية متوازنة للهجرة
يؤكد تنظيم هذا الحوار أن الهجرة لم تعد قضية إقليمية أو مؤقتة، بل أصبحت قضية هيكلية ترتبط بمستقبل التنمية البشرية والأمن الإنساني العالمي. ومن ثم، تدعو منظمة الهجرة الدولية إلى بناء رؤية مشتركة للهجرة كظاهرة طبيعية يمكن أن تكون محفزا للتنمية والتقارب بين الشعوب، لا عاملا للانقسام أو الخوف.
وبذلك، يشكل “الحوار الدولي حول الهجرة 2025” محطة جديدة لتجديد الالتزام العالمي بضرورة إدارة الهجرة بذكاء وإنسانية وعدالة، بما يضمن كرامة المهاجرين ويخدم المصالح المشتركة للدول والمجتمعات.







