تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، افتتحت بمدينة مراكش مساء يوم الثلاثاء 13 نونبر 2018 أشغال اللقاء الدولي حول “اليهود المغاربة: من أجل مغربة متقاسمة” الذي ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج بشراكة مع مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب.
وفي كلمة ترحيبة في افتتاح هذه التظاهرة الثقافية أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، أن تشريف هذا اللقاء بالرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تظهر العناية التي يوليها جلالته للجالية اليهودية المغربية سواء داخل الوطن أو خارجه.
وعبر بوصوف عن ارتياحه لمستقبل العلاقة بين المغرب وجاليته اليهودية عبر العالم، بالنظر للتفاعل الكبير لأفراد الجالية اليهودية ورغبتها في المشاركة في هذا اللقاء، مبرزا التعلق الذي يظهره اليهود المغاربة بوطنهم الأم وبثقافته أينما كانوا.
جوانب من حياة اليهود في المغرب في الخمسينات
وتم خلال اليوم الافتتاحي لهذا اللقاء تدشين معرض فوتوغرافي للمصور إلياس هروس، من تنظيم وزارة الثقافة والاتصال بعنوان: “مسارات اليهود المغاربة بالأطلس والصحراء »، والذي يقدم جوانب من حياة اليهود المغاربة وبعض أشكال حضور الثقافة اليهودية في المجتمع المغربي من خلال تعابير كالأدب والموسيقى وفن الخياطة والفنون البصرية، وهو ما حاول التقاط أدق تفاصيله إلياس هروس في أربعينات القرن الماضي بلغة بصرية شفافة من اجل مقاومة النسيان وبهدف الانخراط في كتابة الذاكرة الجماعية.
وفي كلمة خلال افتتاح هذا المعرض، نوه وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج بالدور الذي تقوم به الجالية اليهودية المغربية في التعريف بالمغرب وإبراز عمق التعايش وعقلانية تدبير الاختلاف، مؤكدا المكانة المهمة التي يحظى بها المكون العبري، والتنصيص الدستوري علي كرافد من روافد الثقافة المغربية.
المتحف اليهودي المغربي: عشرون سنة من حفظ الذاكرة
كما تم بالموازاة مع ذلك، افتتاح معرض المتحف اليهودي المغربي ومؤسسة الثراث الثقافي اليهودي المغربي، بعنوان « إعادة تأهيل البيَع والمقابر اليهودية المغربية »، الذي يذكر بالعمل الذي تقوم به لأزيد من عشرين سنة مؤسسة الثراث الثقافي في ترميم المقابر اليهودية عبر المملكة، وهو دعوة إلى اكتشـاف مواقـع الذاكـرة، والملقابر التي أعيد تأهيلها عقب قرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصيانة وترميم كافة أماكن العبادة والقابر وضمنها مقابر اليهود.
السفير المتجول سيرج بيرديكو أكد بهذه المناسبة على الأهمية التي يوليها المغرب للمكون اليهودي، مؤكدا على أن هذا المعرض هو تتويج لعشرين سنة من عمل مؤسسة الثراث اليهودي المغربي في ترميم وبناء البيع والمقابر اليهودية.
وشدد الأمين العام لمجلس الجالية اليهودية بالمغرب على أن الموروث الثقافي اليهودي المغربي هو ملك لجميع المغاربة ليس داخل الوطن فقط بل أيضا المقيمين في الخارج.
« ياحسرة على دوك الأيام »
كما شهد اليوم الافتتاحي لهذا اللقاء الذي شراك فيه حوالي 200 شخصية مغربية مسلمة ويهودية من المغرب ومن الخارج، من فاعلين جمعويين وأساتذة جامعيين وصحافيين وإعلاميين ورجال أعمال وباحثين وفنانين، عرض الشريط الوثاثقي « يا حسرة.. دوك ليام » من إجراج سيرج بيرديكو ومارك بيرديكو.
ويسلط الشريط الوثائقي الضوء على حياة اليهود المغاربة، وتعايشهم جنبا إلى جتب مع المغاربة المسلمين، في اندماج تام، كما يعكس غنى الموروث الثقافي اليهودي المغربي المتمثل في العديد من مظاهر الحياة اليومية كالطبخ واللباس والغناء والحفلات، وذلك في مختلف المدن المغربية كمراكش، وفاس، ومكناس، والدار البيضاء.
واختتم اليوم الافتتاحي من اللقاء الدولي حول اليهود المغاربة: من أجل مغربة متقاسمة بأداء مجموعة من الأغاني من الموروث الثقافي اليهودي المغربي، مع الجوق الأندلسي لمدينة وجدة.
هيئة التحرير
