هاجر، ابنت مهاجر مغربي يقيم في فرنسا منذ 1962، تدرس في ثانوية “راسينغ” بباريس، تلقت قبل أربعة أيام من اجتيازها لامتحان الباكالوريا مراسلة رسمية تجبرها على مغادرة التراب الفرنسي في ظرف شهر.
حلم مع وقف التنفيذ
أحلام التلميذة المغربية المقيمة في فرنسا منذ ازيد من 11 سنة في ولوج إحدى كليات الطب الباريسية بعد الإعلان عن نتائج الباكالوريا يوم 4 يوليوز المقبل، إما ان تنصفها المحكمة الإدارية وتلغي قرار ترحيلها وتمنحها بالتالي إقامة قابلة للتجديد، أو أنها ستتكسر على رصيف مطار شارل دوغول أو أورلي يوم 11 يوليوز تاريخ انتهاء المهلة التي حددتها السلطات الولائية لرحيل هاجر.
وإذا كان القانون الفرنسي قد كان في صف هاجر عندما كانت تعيش رفقة ابيها وهي لم تصل بعد سن 18 إلا ان طلب الحصول على الإقامة الذي قدمته في يناير2013 لم يحظى بالموافقة ولم تتلقى أي رد في غضون الأربعة أشهر الموالية لتاريخ النظر في الملف مما يعني ضمنيا وفق القوانين الفرنسية رفض الطلب. إلا ان وسائل الإعلام الفرنسية ومنها “ليكبريس” أرجعت قرار رفض ملف الإقامة إلى زيارة قامت بها هاجر للمغرب ما بين 2009 و2010 لاعتناء بأمها المريضة دامت لمدة سنة، وهي الفرضية التي لم تتلقى عنها الجريدة أي جواب رسمي.
تضامن وخيبة أمل
خلف قرار ترحيل التلميذة المغربية وهي في غمرة الاستعداد لاجتياز امتحانات الباكالوريا موجة استياء لدى أصدقاء هاجر الذين لم يتأخروا في التعبير عن تضامنهم معها وقاموا بنشر عريضة عمومية تجاوز عدد الموقعين عنها 1350 شخص تطالب بوقف ترحيل التلاميذ الذين قضوا جل سنوات حياتهم في فرنسا، “هذه التلميذ تريد ان تصبح طبيبة، ونحن في أمس الحاجة إلى أمثالها لمعالجة المرضى في القرى، لماذا نحرمها من ذلك؟” تتساءل العريضة؛ نفس التجاوب عرفته مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بلغ عدد المتضامنين مع التلميذة المغربية 980 شخص في الفايسبوك.
وإذا كان التضامن الواسع التي حظيت به التلميذة المغربية قد شكل دعما نفسيا لها إلا أن نبأ ترحيلها أثر على تركيزها خلال الامتحانات وجعلها تشعر بالحسرة والخيانة مثلما أكدت في رسالة نشرت على موقع جريدة “لو نوفيل أبسيرفاتور“: “لدي رغبة في معرفة لماذا هذا البلد الذي تبنيته واحببته لا يريدني على أرضه؟” تضيف هاجر.
قضية هاجر التي اعادت طرح النقاش العمومي في فرنسا بخصوص قانون دخول وإقامة الأجانب، تعيد إلى الاذهان قضية مماثلة تعود اطوارها إلى أكتوبر الماضي حيث قامت السلطات الفرنسية باستدعاء تلميذة غجرية تدعى ليوناردا ديبراني عندما كانت برفقة تلامذة آخرين في حافة مدرسية، وترحيلها رفقة عائلتها إلى كوسوفو بعدما تم رفض طلب العائلة باللجوء في فرنسا.
محمد الصيباري