صورة أ. ديلسوار
بقلم ناتالي بيران
إذا كانـت «العـودة الأخـيرة» للبلـد الأصـل لا تـزال هـي الاختيـار المفضـل لـدى عـدد مـن الأشـخاص المسـنين المنحدريـن مـن المغـرب، فـإن هنـاك توجهـا آخـر بـدأ يتقـوى مـع ظهـور طلـب متزايـد عـلى الدفـن في بلجيـكا، وهـو توجـه يبرز علـى الخصـوص لـدى قدمـاء المهاجريـن. إنـه فعـل يحمـل الكثـير مـن الرمزيـة ويعكـس الأبعـاد المتداخلـة للهويـة الثقافيـة والدينيـة في سـياق مـن العولمة.
لقـد تأخـر تكيـف الأطـر القانونيـة لجعلهـا تحـترم المعايـير الدينيـة والثقافيـة للجاليـة المسـلمة. ومسـألة التوفيـق بـين الدفـن في مقابـر الجماعـات الترابيـة وبـين الطقـوس الإسـلامية تطـرح مشـكلا عويصـا. فتدبـير المقابـر يدخـل، طبقـا للقوانـين الجــاري بهــا العمــل، في صلاحيــات الجماعــات المحليــة. وقــد تعــين انتظـار الثمانينـات مـن القـرن المـاضي لـكي يتـم تحديـد أوائـل البقـع الأرضيـة المخصصـة لدفـن المسـلمين في بعـض مقابر لييج وفارسـيان وأنتويـرب وهوتالن. غـير أن السـلطات السياسـية تـرددت طويلا في الاسـتجابة لهذا الطلـب، متذرعة بـأن طقـوس الدفـن الإسـلامية تطـرح مشـاكل بخصـوص الصحـة العامـة.
ومـن ثـم سـعت عـدة جماعـات، وخصوصـا منهـا التـي تسـتقبل نسـبة كبـيرة
مـن المسـلمين بـين سـاكنتها، إلى العمـل عـلى حـل هـذا المشـكل. غـير أن ذلـك لم يكـن بـدون صعوبـات. فقـد تعـين انتظـار 2002 لحضـور افتتـاح أول مقـبرة مخصصـة لـكل الطوائـف الفلسـفية والدينيـة المعـترف بهـا مـن قبـل الدولـة الفيدراليـة.