احتضن مجلس المستشارين يوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 لقاء دراسيا نظمه الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية ومؤسسة أساتذة الطب بالقطاع الحر، حول موضوع “هجرة الكفاءات الطبية المغربية: التشخيص واستشراف الحلول”.
في هذا الإطار سجل رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، وجود تنافس شرس بين دول العالم لجذب الكفاءات الطبية المغربية وكذلك مهنيي الصحة.
وأشار اليزمي في تصريح نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن الاقتراحات الأولية للمجلس لمواجهة ظاهرة هجرة الكفاءات الطبية تتمثل بالأساس في إشراك مغاربة العالم في هذا النقاش وكذلك في المؤسسات الجديدة من قبيل الهيئة العليا للصحة والوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية وكل الوكالات الأخرى الجاري إنشاؤها، ووضع سياسة ترابية لجلب الكفاءات وتفعيل تدابير استثنائية بهذا الخصوص.
وفي كلمة خلال هذا اللقاء دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، إلى سن سياسة عمومية مضبوطة لتأطير هجرة الكفاءات الطبية المغربية، مبرزا أن هجرة الأدمغة في المجال الطبي ليست بالضرورة سلبية بل تنطوي على إيجابيات عديدة.
كما أوضح الوزير، بحسب نفس المصدر، أن هذه الهجرة تتيح الانفتاح على القيم الكونية وعلى الحضارات ومقارنة المؤهلات والفكر والقناعات، إضافة إلى التكوين والبحث العلمي الذي يتلقاه الطبيب أو الباحث الذي هاجر إلى بلد آخر؛ واستعرض في هذا السياق أسباب الهجرة غير المؤطرة للأدمغة الطبية والتي تتمثل أساسا في قلة الفرص التي تكون متاحة على المستوى الوطني وعدم جاذبية المهن الصحية والراتب الشهري، إلى جانب المحيط الاجتماعي والسوسيو اقتصادي والثقافي.
من جانبه، قدم عميد كلية الطب بالرباط إبراهيم لكحل حلولا ومقترحات للحد من هجرة الأدمغة وتتمثل في تحسين جاذبية القطاع العام ومراجعة مدة التعاقد وإقامة شراكات دولية من خلال تحويل الهجرة إلى حركية مؤطرة ورافعة للمنظومة الصحية وإعطاء قيمة مضافة للطبيب المغربي ومواكبة الأطباء في مسارهم، إضافة إلى تشجيع العودة من الخارج وتحسين بنية وظروف العمل.
أما رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين، عبد السلام اللبار، فقد أكد وفق نفس القصاصة أن هذا اللقاء يهدف إلى خلق فضاء علمي تفاعلي لتحليل الظاهرة من زوايا متعددة تجمع بين البعد الكمي والنوعي، وتربط بين التشخيص الدقيق وصياغة بدائل استراتيجية واقعية تستفيد من التجارب الدولية وتراعي خصوصيات السياق المغربي.
إقرأ كذلك: دراسة ترصد ضعف الحضور السياسي للمهاجرين في إسبانيا