عرفت سنة 2014 هبوب رياح التميّز على شخصيات مغربيّة مقترنة بالهجرة، ممكّنة البعض من فرض التواجد على أعالي المستويات، كما جعلت آخرين يحضرون ضمن لحظات قويّة من مساراتهم الشخصية والمهنيّة.
هسبريس رصدت عينة من مغاربة العالم استطاعت البروز خلال العام المشرف على الانقضاء، مشعرين بقدراتهم على التألق أكثر فأكثر خلال القادم من الزمن ضمن مجالات نشاطاتهم المتباينة.
أسماء بوجيبار
اسماء بوجيبار سجلت إسمها خلال 2014 كمتألقة في مجالها العلمي بإعتبارها أول امرأة مغربية وإفريقية تحصل على منصب في وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، وهي في ربيعها السابع والعشرين، حيث أوصلها عشقها للعلوم وحبها للأبحاث والدراسات في مجال علوم الأرض والكون إلى أن تضمن لها موطئ قدم في وكالة “ناسا” إلى جانب علماء من شتى أنحاء العالم.
ابنة الدار البيضاء المنحدرة جذورها من الريف المغربي، تمكنت بفضل جديتها وانضباطها الدراسي المتألق، سواء في شعبة العلوم بثانوية “ليوطي” بالبيضاء، أو في تخصص علم البراكين وتمايز الكواكب في الجامعات الفرنسية، من أن تبصم على موقع بارز لها بين علماء الكواكب.
أحمد بوطالب
لا يتنازع إثنان حول كفائته ومهنيته العالية في تسيير ثاني أكبر المدن الهولندية، ولا ينكر أحدا مدى التأثير القوي للرجل الذي يشغل منصب عمدة لروتردام، ولا ينكر أحدا أحقيته بالتتويج خلال سنة 2014 رجل السنة في المملكة الهولندية من طرف منبر إعلامي، وهو القادم للمملكة كمهاجر باحث عن أفاق أرحب لصقل مداركه ومعارفه الحياتية.
استطاع أحمد بو طالب خلال سنوات تواجده بالمهجر قادما من أيت سيدال بإقليم الناظور من رسم مسار موفق أهله ليتدرج عبر مراحل في مسؤوليات عدة وصولا إلى عمودية مدينة روتردام حيث أستطاع أن يغير المدينة على نحو إيجابي وبمشاريع ملموسة أجمع الهولنديون على أهميتها.
ويترأس أحمد أبو طالب البالغ 53 سنة، والمزداد ببلدة بني شيكر من إقليم الناظور، منذ 6 سنوات بلدية مدينة روتردام التي تتوفر على أكبر ميناء في المنطقة الغربية من العالم والتي هي بوابة أوروبا من الناحية التجارية، كما شغل سابقاً منصب مستشار وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ونائب بلدية العاصمة الهولندية أمستردام.
نجاة فالو بلقاسم
بزغ نجمها بقوة في فرنسا بعد انتخاب فرنسوا هولاند رئيسا للدولة، حيث استطاعت ابنة بلدة بني شيكر بإقليم الناظور والتي هاجرت وهي لم تتجاوز الرابعة من عمرها رفقة والدتها وشقيقتها الكبرى لتلحق بوالدها الذي كان يعمل هناك، وحصلت على الجنسية الفرنسية وعمرها 18 سنة، من فرض نفسها كأقوى مغربيات 2014 بالخارج، وتحتفظ على تواجدها في الحكومة خلال ثلاث تعديلات تمت على عهد الرئيس الحالي للجمهورية الفرنسية.
مثابرة وجدية نجاة مكنتها من التدرج سياسيا حيث انتخبت في المجلس المحلي لليون وسط فرنسا، لتشغل منصب النائب السادس لعمدة المدينة الاشتراكي جيرار كولومب٬واكتسبت تجربة كبيرة قبل أن تتحمل مسؤوليات على المستوى الوطني داخل الحزب الإشتراكي.
بعد تجربتها ضمن فريق سيغولين رويال خلال حملة الانتخابات الرئاسية، كانت واحدة من المتحدثين باسم فرانسوا هولندا عندما كان مرشحا خلال انتخابات 2012، ليتم تعينها بعد فوزه وزيرة لحقوق المرأة والناطقة الرسمية باسم الحكومة التي كان يرأسها جان مارك ايرولت، لتعين بعد ذلك وزيرة لحقوق المرأة والمدينة والشباب والرياضة في حكومة مانوال فالس، وليعاد تعينها وزيرة للتربية الوطنية في أخر تعديل حكومي شهدته الجمهورية الفرنسية.
حسن بلعربي
استطاع حسن بلعربي، الأستاذ الجامعي والمتحرك ضمن دواليب التدبير بجامعة ألميريا، من فرض اسمه كأحد الكفاءات المغربية بالخارج في علوم الكيمياء، ما خوله خلال سنة 2014 ليكون عضوا بأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات عترافا بمكانته العلمية وأهليته لتقديم خبرته من أجل خدمة بلده، وهو الذي سبق أن نال جائزة من الجامعة العربية عن نشاطه العلمي.
حسن بلعربي، ابن مدينة الناظور و الأكاديمي المختص، استطاع جعل اسمه مطلوبا من طرف عدة ملتقيات دولية، ومرحبا به ضمن مؤسسات منتشرة على مختلف بقاع المعمور ليحاضر أمام طلبتها.
بلعربي أتمّ تحصيله الجامعيّ بجامعة محمّد الخامس بالرباط، التي حصل منها على الإجازة في شعبة الكيمياء، ليلتحق بعدها بجامعة غرناطة قبل أن ينتقل صوب نظيرتها لألمِيريَـا متحصلا على دكتوراه الدولة في الهندسة الكيماويّة عام 1999، ليشغل بعدها منصب أستاذ جامعي، زيادة على تواجده برئاسة ذات المؤسسة الجامعية في مهمّة إدارة التعاون الخارجي للمؤسسة الأكاديميّة.
هدى العلوي هاروني
سنة 2014 كانت متميزة بالنسبة لهدى العلوي هاروني التي انتخبت نائبة لرئيس المجلس البلدي لمدينة هالمستاد السويدية وذلك بعد الانتخابات العامة التي نظمت في السويد، وهو انتخاب اعتبرته هاروني في تصريحات صحفية انتصارا للمغرب والمغاربة.
وكانت العلوي هاروني قد انتخبت سنة 2010 عضوا بالمجلس، وأضحت بذلك أول سويدية من أصل مغربي تنتخب بمجلس محلي في البلد الاسكندنافي، وفازت خلال الانتخابات المحلية التي جرت في هالمستاد بمنصب نائبة رئيس مجلس المدينة ومستشارة بالمجلس مكلفة بالملف الثقافي به.
هدى هاروني مهاجرة مغربية منذ سنة 2003 حيث استقرت بدولة السويد قادمة إليها من مسقط رأسها بمراكش الحمراء، حيث كرست وقتها من أجل تحقيق طموحاتها السياسية من داخل حزب المحافظين، حيث استطاعت أن تتدرج لتصبح اسما يتداول بقوة خصوصا بمدينة هالمستاد الواقعة غرب السويد.
محمد التيجيني
“نجيني تولك” اسم البرنامج الذي يطل منه محمد التيجيني على المغاربة من خلال قناة “مغرب تيفي”، حيث استطاع من خلاله ابن بركان المقيم ببلجيكا أن يلامس مجموعة من المواضيع التي لاقت اهتماما من الرأي العام خلال سنة 2014 ويعلق عليها بطريقته، حيث انتشرت حوارته وإطلالته على اليوتوب وكانت محط نقاشات ليكون بذلك وجها إعلاميا تمكن من جعل نفسه رقما مهما في الساحة.
الجميع يعرف أن التجيني لا يترك فرصة مرور مسؤول سياسي أو شخصية معروفة من الأراضي البلجيكية دون أن يجلس قبالته على بلاطو مغربي تيفي و يحاوره حول ما يعرفه المغرب من جديد، وحتى بعد مغادرته لبرنامج ضيف الأحد الذي كان يبث على القناة الأولى، لازال التجيني حاضرا ومتابعا ومتفاعلا بقوة مع ما يعرفه المغرب، مجسدا بذلك الوجه الإيجابي للمهاجر الذي لا تنقطع الوصال مع وطنه رغم بعد المسافة.
مريم بورحايل
استطاعت بفعل تفانيها في دراستها وتكريس جل وقتها للتحصيل أن تكون ظاهرة سنة 2014 بفرنسا وذلك بحصولها على 21.03 كمعدل في البكالوريا، ليصبح إسم مريم بورحايل متداولا في الصحافة الفرنسية والمغربية التي وصفتها بالمثال والقدوة الحسنة وخير ممثلة للجاليات المقيمة بأوروبا.
مريم بورحايل، ذات الـ18 ربيعا والمنحدرة من منطقة الريف المغربية، استطاعت أن تشد إليها أنظار العالم بإنجازها الدراسي الذي مكنها من التوجه صوب دراسة الطب، حيث حضيت بتكريمات على أعلى مستوى، تجلت في استقبالها من طرف الملك محمد السادس خلال حفل عيد العرش ووشحها بوسام ملكي من الدرجة الأولى بعدما أثنى عليها ونوه بمجهودها، كما استقبلها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزيرة التعليم الفرنسية ذات الأصل المغربي نجاة فالو بلقاسم.
محمد أمين بنعمراوي
أفلح المخرج الشاب محمد أمين بنعمراوي المقيم بالمملكة البلجيكية خلال سنة 2014 من تحقيق حلم راوده منذ أن ولج عالم السينما والإخراج، عندما تمكن من جعل فيلم “وداعا كارمن” منافسا لا يشق له غبار في المهرجانات الوطنية والدولية التي يشارك فيها.
دبي والداخلة والناظور وطنجة ومالمو السويدية وغيرها، مدن توجت “وداعا كارمن” بالجائزة الكبرى، ونوهت بالعمل الناطق بالريفية الذي اعتبرته مستوفيا لشروط العمل الناجح، حيث أثنى كبار النقاذ بجودة ما قدمه بنعمراوي شكلا ومضمونا، متنبئين للشاب بمستقبل واعد بالنجاح في مجال يصعب فيه تحقيق التألق في ظل ضعف الإمكانيات.
رشيد مضران
لا يفتأ أن يذكر كل من يلتقيه أنه مغربي من مدينة بركان، وأنه استطاع أن يصنع مسارا متميزا بفعل الجد والمثابرة، هو رشيد مضران وزير العمل الاجتماعي والتكوين المهني والثقافة والعلاقات الخارجية في الحكومة البلجيكية، و كاتب للدولة المكلف بالتعمير والنظافة العامة بضاحية بروكسيل العاصمة.
مضران من مواليد 15 أبريل 1968 ببلجيكا، حيث تابع دراسته في المهجر إلى حين حصوله على الإجازة في الإعلام والتواصل من جامعة بروكسيل، وعمل صحفيا بمحطة إذاعية، قبل أن يلتحق بعالم السياسة التي دخل غمارها مع الحزب الاشتراكي الذي تدرج من خلاله ليصبح نائبا لرئيس فدرالية بروكسيل بالحزب وكذلك نائبا فيدراليا لدى مجلس النواب وبعدها وزيرا.
كل من يعرف الرجل يؤكد أن عشقه لبلده راسخ، وأن رغبته في تقديم العون لأبناء جلدته كبيرة، أخر زيارة حملت الوزير البلجيكي سنة 2014 إلى عدد من المناطق المغربية وتباحث مع مسؤوليها دون أن يستثني المنطقة الشرقية التي ينحدر منها حيث زار مؤسسات اجتماعية وقدم لهن هدايا، مؤكدا على أنه سيفعل المستحيل لتحقيق شراكات تعود بالنفع على بلده الأم.
محمد العلمي
عرفه المغاربة من خلال قناة الجزيرة وخصوصا من أمريكا، هو محمد العلمي ذو الصوت الجهوري والطلة الحازمة، والذي رغم بعد بلد إقامته عن وطنه الأم ظلت حبال الود قائمة، حيث لا يتردد في التواصل عبر العالم الأزرق مقدما النصح لوالجي مجال الصحافة ولطالبي السؤال.
بينَ جهوريَّة الصوتِ وثقلِ الحضُور على واحدةٍ من أكثر الشَّاشاتِ العربيَّة انتشارًا وَإثارةً للجدل، وذكريَات اليتمِ والعصاميَّة فِي دروب فَاس الضيقة، حيثُ راودهُ الحلم “الإذاعي”، أوَّل مرَّة، خطَّ الإعلاميُّ المغربيُّ المقِيم في الولايات المتحدَة، محمد العلمِي، مشوَارًا فريدًا من الطمُوح والتحدِّي، قبلَ أن يتكلل بالأدبِ؛ وقدْ أثمرَ كتابهُ الموسُوم “كاترِينَا مرَّتْ منْ هُنَا..يوميَّات العاصفة”.
دنيا بوسلهام
رغم صغر سنها استطاعت دينا بوسلهام المغربية المقيمة بإسبانيا أن تتسلق المراتب وتجعل من إسمها متداولا بقوة وهي في الـ24 من عمرها، وذلك بنشاطها الغير عادي في حزب “بوديموس” الذي أصبح أقوى الاحزاب في ظرف وجيز بعد تأسيسه بسبب الانتكاسة السياسية وفقدان الاسبان للثقة في الحزب الاشتراكي ومنافسه الشعبي.
بوسلهام ابنة مدينة طنجة التي غادرتها قبل ست سنوات من أجل إستكمال دراستها، انخرطت بقوة في حركة مطالبة بالتغيير والتي تحولت لحزب سياسي حامل لإسم “بوديموس” في الـ16 من يناير 2014 بعدد منخرطين وصل لـ279321، وتصبح بفعل نشاطاها اليد اليمنى لزعيمه بابلو إيغليسياس طوريون الذي لم يكن غير أستاذها في أحد مراحل دراستها.
وتعتبر دنيا، التي يعرفها الجميع بكونها إخصائية في العلوم السياسية، من الكفاءات المغربية التي بقي ارتباطها حاضرا ببلدها الأم، حيث لا تفوت المناسبات دون تقديم رأيها في مستجدات الساحة السياسية والحقوقية، مقدمة مثالا للمغربية المرتبطة ببلدها رغم الهجرة وصعوباتها.
فؤاد أحيدار
سنة 2014 ستبقى راسخة في ذهن فؤاد أحيدار، حيث تمكن خلالها من تحقيق نجاح سياسي عبر انتخابه نائبا لرئيس برلمان بروكسيل الذي يضم عقب الانتخابات الجهوية لـ 25 ماي المنصرم، ما مجموعه 12 منتخبا من أصول مغربية، وهو البلجيكي المغربي الوحيد الناطق بالهولندية الذي يحصل على مقعد ببرلمان جهة بروكسيل.
ويعتبر فؤاد أحيدار المزداد في الـ13 من أكتوبر سنة 1973 والمنحدر من منطقة تماسينت بالحسيمة من مغاربة المهجر الذين استطاعوا فرض نفسهم بقوة في مجتمعات دول الإستقبال، حيث يعرف البرلماني البلجيكي من أصل مغربي بقوة شخصيته واستماتته في الدفاع عن قناعاته و إصراره على تحقيق الذات بعيدا عن شعبوية السياسيين، ما مكنه من الفلاح في جميع الاستحقاقات التي يشارك فيها.
