كشفت إحصائيات حديثة في السويد عن تحول في وضعية هجرة الكفاءات في هذا البلد الاسكندنافي الذي تجذب سياساته الاجتماعية المهاجرين من كل الدول وخاصة من خارج الاتحاد الأوروبي.
وبحسب أرقام رسمية نقلتها إذاعة السويد الحكومية، فإن 17 ألف مهاجر غادروا السويد سنة 2024، أكثر من نصفهم شباب حاصلين على تكوين جامعي، ينحدرون من دول غير أوروبية كسوريا (33 بالمائة) والعراق (35 بالمائة).
وفي تصريح لكبير الاقتصاديين في منظمة أرباب العمل السويدية، باتريك جويس، للإذاعة السويدية، اعتبر أن السويد لا تحتمل خسارة هذا العدد الكبير من المهاجرين ذوي التعليم العالي، مبرزا أن العائق الأساسي أمام ولوج الأجانب من ذوي التكوين الجامعي لسوق الشغل في السويد يكمن في عدم تطابق الشهادات الجامعية الأجنبية مع ما يقابلها بذلك بالسويد ومع الوظيفة التي تتناسب مع الشهادة الأجنبية.
وهو الموقف الذي أكدته الباحثة في علم الديموغرافيا الاجتماعية بجامعة “مالردالين” السويدية، اندريا مونتي، التي أبرزت في تعليق على الموضوع على أن أسباب الهجرة من السويد قليلة لكن قد يكون أحد أسباب هجرة الناس هو صعوبة الحصول على وظيفة في السويد تتناسب مع مؤهلاتهم التعليمية.
بسحب الإحصائيات الديمغرافية للمكتب المركزي للإحصائيات في السويد لسنة 2024 فإن عدد الأجانب المسجلين في السويد بلغ 831 ألف و800 شخص، وهو ما يمثل 8 بالمائة من مجموع السكان.
من جهة أخرى تفيد نفس الإحصائيات بارتفاع عدد سكان السويد في نفس السنة بحوالي 36 ألف شخص مقارنة مع سنة 2023، وهو الارتفاع الديمغرافي الذي يعود فيه الفضل بالدرجة الأولى إلى المهاجرين الذين سجلوا زيادة ب44 ألف و200 شخص، في مقابل انخفاض عدد السويديين الأصليين ب 8200 شخص.
يذكر أن السويد تضم حوالي 3 ملايين شخص إما مزداد بالخارج أو مزداد بالسويد من أبوين مهاجرين، وهو ما يشكل 27 بالمائة من ساكنة البلد.