كشفت إحصائية رسمية نشرت اليوم تراجع عدد سكان إسبانيا للمرة الأولى منذ عام 1996 نتيجة عودة مئات آلاف الأجانب القاطنين فيها إلى بلادهم في ضوء الأزمة الاقتصادية الحادة التي تشهدها إسبانيا.
وأظهر المعهد الوطني للإحصاء في تقرير له أن عدد السكان في إسبانيا انخفض بمعدل 8،205 ألف مواطن في عام 2012 ليستقر العدد الإجمالي للسكان القاطنين في البلاد عند 05،47 مليون في يناير الماضي ما يمثل انخفاضا قدره 5،0 في المئة مقارنة بالشهر نفسه من العام 2011.
ووفق وكالة الأنباء الكويتية (كونا) التي نشرت خلاصة لهذه الإحصائية، فإن التقرير عزا ذلك التراجع بشكل أساسي إلى رحيل 1،216 ألف أجنبي وعودتهم إلى بلادهم خلال العام الماضي نتيجة تقلص فرص العمل في إسبانيا لافتا في الوقت نفسه إلى ارتفاع عدد المواطنين الإسبان بأكثر من 3،10 ألف مواطن خلال العام الماضي.
وأوضح أن نحو 5،41 مليون من السكان القاطنين في إسبانيا هم من المواطنين الحاملين الجنسية الإسبانية فيما يبلغ عدد الأجانب 5،5 مليون أي ما يمثل 7،11 في المئة من المجموع العام للسكان المسجلين في اسبانيا.
وتعد تلك المرة الأولى التي يتراجع فيها عدد السكان في إسبانيا منذ بداية سلسلة الإحصاءات عام 1996 رغم أن عدد الأجانب القاطنين فيها كان قد تراجع بمعدل 15 ألف شخص في عام 2011 محققا تحولا نوعيا في اتجاه تدفق الهجرة في ظاهرة لم تشهدها البلاد من أكثر من عشر سنوات.
وكان تقرير أعده المعهد الوطني للإحصاء في شهر نوفمبر الماضي قد توقع تراجع عدد سكان إسبانيا بمعدل عشرة في المئة في غضون 40 عاما لينخفض إلى 5،41 مليون في عام 2052 في حال استمرار الاتجاهات الديموغرافية الحالية.
وأشار إلى أن الهجرة إلى الخارج بحثا عن العمل وارتفاع عدد الوفيات وانخفاض معدلات المواليد الجدد نتيجة انخفاض عدد النساء في سن الإنجاب تعتبر الأسباب الرئيسة لانخفاض عدد السكان في البلاد.