“سنواصل العمل لعرض حلول على المدى القصير والبعيد” هكذا قال إدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، في كلمته خلال الجلسة الختامية لفعاليات الملتقى الأول لمغربيات أوروبا، عند حديثه عن الصعوبات الناجمة عن تطبيق مقتضيات قوانين الأحوال الشخصية ببلدان الإقامة.

إدريس اليزمي أبرز خلال الجلسة الختامية لملتقى مغربيات أوروبا، الذي نظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج في إطار الدورة الثالثة لمغربيات من هنا وهناك بالعاصمة البلجيكية بروكسيل يومي 18 و19 دجنبر، أن إحدى الرسائل القوية للقاء تطرقه إلى حجم التمييز الذي تتعرض إليه النساء المغربيات المهاجرات، معتبرا أن تعرض المغربيات للتمييز إما بسبب جنسهن أو أصلهن يتم حتى في الدول الديمقراطية.

وذكر رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج أن هذه الحالة من التمييز تفاقمت في المجتمعات الأوروبية، مضيفا أن هناك “توظيفا حزبيا سياسويا” من طرف عدد من التيارات السياسية، وخاصة اليمين المتطرف الذي يعد عاملا في تفاقم هذا التمييز”.

وشارك في هذا الملتقى 250 امرأة من امرأة من المغرب واسبانيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وألمانيا وسويسرا وفنلندا ورومانيا وإيرلندا والمملكة المتحدة.

وناقشت المشاركات ثلاثة محاور ارتكزت على وضعية النساء المغربيات في أوروبا في إطار التحولات التي تعرفها الدول والتي تفرض على المجتمعات تحديات جديدة، تجعل فئة المهاجرين أمام أسئلة عديدة.

أهمية الملتقى لم تقتصر فقط على تنوع دول استقبال المشاركات، ولكن أيضا جودة المتدخلين، إذ عرفت المحاور الثلاثة للملتقى تدخلات لفاعلين وباحثين في قضايا الهجرة وحقوق المرأة، بالإضافة إلى كلمات لشخصيات سياسية وحقوقية مغربية وأوروبية.

بالنسبة للمحور الأول المتعلق بالعمل ضد أشكال التمييز، تم التطرق إلى  السياسات العمومية الأوروبية بخصوص مكافحة أشكال التمييز، والتي تعتبر النساء المهاجرات ضحاياه بسبب جنسهن وأصولهن. بينما ناقش محور “العمل من أجل المساواة” القضايا المتصلة باللامساواة القانونية، ولا سيما تلك المتعلقة بإجراءات الأحوال الشخصية (مدونة الأسرة) وتنازع القوانين الناشئة عن تطبيقها في بلدان الإقامة، أما محور “نساء ومواطنات” فعرض لمبادرات التي قامت بها مغربيات أوروبا من أجل تحسين حقوقهن الاجتماعية، وتعزيز مشاركتهن في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والمساهمة بفعالية في بناء مجتمع أفضل ومتضامن.

ملتقى بروكسيل وإضافة إلى مناقشة القضايا المحورية للنساء المغربيات بأورويا، عرف تكريم شخصية أجمعت التصريحات على مسارها الفريد وثمنت ما قدمته كمهاجرة في أوروبا إلى لقضية الهجرة من خلال برنامج في الإذاعة والبلجيكية الفرنكفونية موجه للجاليات المهاجرة.

يتعلق الأمر بالإعلامية البلجيكية من أصل مغربي للاخيتي أمينة بنهاشم منتجة ومنشطة سابقة لبرنامج “إليكم”، والتي قالت عنها فضيلة لعنان وزيرة الثقافة والسمعي البصري والصحة وتكافؤ في الحكومة البلجيكية، بحضور ليلى شهيد المندوبة العامة لفلسطين لدى الاتحاد الاوروبي، إنها ذاكرة حية لتاريخ المغرب ببلجيكا.

للاخيتي بنهاشم المزدادة بأزرو سنة 1947، التحقت ببلجيكا سنة 1970 وهناك درست الحقوق والصحافة بالجاكعة الحرة لبروكسيل، لتلتحق بعد ثلاث سنوات بالإذاعة والتلفزية البلجيكية الفرنكفونية وتولت تقديم برنامج “إليكم” في إطار برامج موجهة للجالية العربية.

ويعتبر لقاء “مغربيات من هنا وهناك” ببروكسيل الثالث من نوعه بعد دورتي 2008 و2009 اللتين عقدتا بمراكش. وستليه لقاءات جهوية مخصصة للنساء المغربيات بالبلدان العربية وبإفريقيا جنوب الصحراء وبالأمريكيتين خلال النصف الأول من سنة 2011.

محمد الصيباري

20/12/2010

Exit mobile version