الحزب الشعبي الإسباني وورقة الهجرة قصة لن تنتهي فصولها قبل حلول موعد الانتخابات العامة لسنة 2012، وإلى ذلك الحين كل الوسائل تبقى مشروعة لدى الحزب الشعبي لاستعطاف أصوات الناخبين  الإسبان، عبر وتر المهاجرين الذين رفعت الأزمة الاقتصادية من صداه.

فبعد إخفاق الحزب في الانتخابات الكاطالونية أواخر نونبر 2010 بالرغم من تركيزه في الحملة الانتخابية على دور الأجانب في ارتفاع البطالة في صفوف الإسبان، اختار هذه المرة ورقة استطلاع الرأي لإبراز موقف بعض الإسبان من المهاجرين.

في ندوة صحفية عقدت يوم الخميس 13 يناير 2010 بمدينة مايوركا، قدمت البرلمانية الأوروبية عن الحزب الشعبي روسا إسطاراس، نتائج استطلاع رأي أجرته مؤسسة خاصة تعنى بدراسة السوق لفائدة الحزب الشعبي اليميني، اعتبر بأن 62% من سكان جزر البليار (جنوب إسبانيا) يرون أن الهجرة أمر سلبي لمدنهم.

وبحسب الاستطلاع الذي لم شمل 850 شخصا فإن 53% يرون أن المهاجرين لم يستطيعوا الاندماج في ها الإقليم، كما رأى 41،7% من المستطلعة آراءهم أن الهجرة هي أمر سلبي أيضا على مستوى الاتحاد الأوروبي، بينما سجل استطلاع الرأي أن 34،9% يعتقدون بأن الهجرة من الممكن أن تكون إيجابية إذا تم التحكم فيها من طرف السلطات.

تقديم البرلمانية اليمينية لاستطلاع الرأي لم يمر دون تمرير رسائل سياسية تصب في خانة الحملة الانتخابية، إذ أكدت في مداخلتها بحسب ما أفادت به وكالة أوروبا بريس للأنباء، أن حزبها كان سباقا إلى تبني هذا الطرح المتعلق بالتحكم في الهجرة منذ سنة 2000 مقترحا في هذا السياق قانون الأجانب.

المسؤولة في الحزب الشعبي لم تفوت فرصة انتقاد سياسة الحزب الاشتراكي العمالي، الحاكم، في مجال الهجرة واعتبرت أنه اختار حلولا معقدة للهجرة السرية جعلت اسبانيا تتعرض لانتقادات من الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأوروبية، مبرزة في ذات الوقت أنه يجب استقبال عدد محدد من المهاجرين لأن الهجرة غير المنظمة لم تساعد على عملية الاندماج.

يشار إلى أن استطلاع الرأي هذا أجري بين الأسبوع الأخير من نونبر والأسبوع الأول من دجنبر 2010، وركز على أربع عينات من خمس مدن تنتمي إلى جزر البليار.

محمد الصيباري

13/01/2011

Exit mobile version