تشكل مسألة الهجرة في أنغولا قضية محورية في هذا البلد الجنوب إفريقي الغني من حيث الموارد الطبيعية.
وتستقبل أنغولا عددا كبيرا من المهاجرين السريين القادمين من دول مجاورة خصوصا من جمهورية الكونغو الديمقراطية، الذين أصبحوا يرون فيها بلد استقبال أساسي من أجل العمل والاستقرار خاصة بعد انتهاء الحرب الأهلية فيها سنة 2002 والطفرة التي حققتها نتيجة استغلال النفط والماس التي تعتبر ثاني أكبر منتج له في إفريقيا جنوب الصحراء.
إلا أن هذا “الفردوس” الذي قد يتصوره المهاجرون الأفارقة كملجئ آمن لهم، لا يخلو بدوره من مشاكل تواجه المهاجرين غير القانونيين، قد تصل أحيانا إلى التعنيف الجسدي وانتهاك لحقوق الإنسان.
وللوقوف على وضعية المهاجرين السريين بأنغولا ومدى تعرضهم للعنف من طرف السلطات الأنغولية في المناطق الحدودية، قام المبعوث الخاص للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة مارغوت والستروم، بزيارة يوم الأحد 13 مارس 2011 للعاصمة لواندا من أجل التباحث مع المسؤولين الأنغوليين حول هذا الموضوع.
بحسب ما أفادت به وكالة أنباء عموم إفريقيا (بانا برس) يوم الاثنين 14 مارس، فإن زيارة المبعوث الأممي جاءت في إطار تسليط الضوء على المعلومات التي تتحدث عنى تعرض المهاجرين غير القانونيين للتعنيف الجنسي في أنغولا.
من جهته نفى وزير الخارجية الأنغولي جورج ريبيلو شيكوتي، خلال استقباله للمبعوث الأممي، ما وصفها بالإدعاءات التي تقول بتورط رجال شرطة بلاده في تعنيف نساء كونغوليات متواجدات بصفة غير شرعية في أنغولا، مبرزا في نفس الوقت ما تتعرض له بلاده من مشاكل بسبب محاولات المهاجرين غير القانونيين استخراج الماس بصفة غير شرعية.
جدير بالذكر أن الإحصاءات الرسمية الصادرة عن قسم الهجرة والأجانب الأنغولي تفيد بأن عدد المهاجرين السريين الذين تم توقيفهم في يناير وفبراير من سنة 2011 بلغ 500 ألف مهاجر. كما تفيد الأرقام الرسمية على أن عدد الأجانب المتوفرين على بطاقة للإقامة في هذا البلد الإفريقي يصل إلى خوالي 300 ألف شخص، بينما يصل عدد اللاجئين إلى 10 ألاف لاجئ.
محمد الصيباري
14/03/2011