يبدو أن الحلم الأمريكي لم يعد مسموحا به للمهاجرين غير القانونيين بالولايات المتحدة. هؤلاء المهاجرون الذين استبشروا خيرا بوصول رئيس من أصول مهاجرة إلى حكم البلاد، أصبحوا في العديد من الولايات فريسة لمشاريع قوانين متشددة يتقدم بها نواب جمهوريون من أجل تضييق الخناق عليهم أو على الراغب في الالتحاق بهم.
ولاية أريزونا في الحدود مع المكسيك كانت سباقة صيف 2010 إلى تبني قانون يجرّم التواجد في الولاية بدون أوراق الإقامة. قانون أثار جدالا حادا آن ذاك إلى حد اعتبره البعض قانونا عنصريا، وتطلب الأمر تدخلا من الرئيس باراك أوباما لتهدئة الوضع واعتزامه دعوة وزارة العدل إلى مراجعته.
لكن ذلك لم يمنع من الاستمرار في التصدي لهؤلاء المهاجرين وتضييق الخناق عليهم، وقد وافقت الغرفة الثانية ببرلمان ولاية أريزونا يوم الثلاثاء 15 مارس 2011 على إجراءات تمهد إلى خلق صعوبات لهولاء الأشخاص لإيجاد شغل والعيش ضمن النظام العام في الولاية، من بينها ضرورة أن يثبت الراغب في الاستقرار بالولاية أنه مواطن أمريكي أو يتوفر على أوراق إقامة.
وينتظر أن توافق الغرفة العليا بولاية أريزونا ذات الأغلبية الجمهورية على مشروع قانون أكثر قسوة، من بين مضامينه بحسب تقارير صحفية إلزام المستشفيات بطلب وثائق إثبات الإقامة للمرضى، بل ومنع المقيمين سرا من السياقة أو ولوج الجامعات.
وفيما كان المهاجرون ينتظرون تفعيلا لما وعد به الرئيس باراك أوباما خلال حملته الانتخابية بتسوية وضعية المقيمين غير الشرعيين في بلاده، بدأت تتناسل النقاشات لفرض قوانين متشددة اتجاههم لتشمل كلا من فلوريدا وكنساس وكارولينا الجنوبية، وولايات أخرى في بلاد العم سام.
حيث أعطى مجلس النواب بولاية تكساس الضوء الأخضر لمقترح يمنع مجالس التسيير البلدية من حماية المهاجرين غير القانونيين، وفي نفس السياق تذهب ولاية جيورجيا إلى تجريم الهجرة غير الشرعية وإلزام الشرطة وكذا المشغلين من التأكد من وضعية المهاجرين، ولم تشكل ولاية فلوريدا الاستثناء وتقدم منتخبون فيها بمشاريع بقوانين متشددة في مجال الهجرة.
في ظل هذه النقاشات حول الهجرة كتبت صحيفة لوس أنجلس تايمز يوم الاثنين 14 مارس 2011 أن على أوباما أخذ خطوة جريئة في اتجاه تعديل القوانين المنظمة للهجرة لتفادي قيام الولايات الفدرالية بذلك، مشيرة إلى أن الكثير من الولايات أصبحت تبحث عن قوانين خاصة بها في ظل غياب تحرك للحكومة الفدرالية والكونغرس الذي لم يستطع منذ سنوات التوصل لمخرج يحل مشاكل ملايين المهاجرين غير الشرعيين.
وفي انتظار ما سيسفر عنه القادم من الأيام، يبقى التساؤل مطروحا هل سيحقق الرئيس الأمريكي وعوده بحياة أفضل لحوالي 11 مليون مهاجر غير شرعي في البلاد، أم أن تشريعات أريزونا المتشددة حول الهجرة ستصبح قاعدة بعدما كانت استثناء ؟
محمد الصيباري
16/03/2011