لا صوت يعلو في منطقة كاطالونيا هذه الأيام على صوت الحملة الانتخابية، وما يميز الانتخابات التي من المنتظر إجراؤها يوم 28 نونبر، هو تزامنها مع استمرار تداعيات الأزمة الاقتصادية التي أثرت بشكل كبير على إسبانيا، مما جعل حكومة خوسي لويس ثاباطيرو تتعرض باستمرار لانتقادات من المعارضة خصوصا من الحزب الشعبي اليميني.
ارتفاع نسية البطالة بمجموع التراب الإسباني، وبنسبة أكبر في منطقة كاطالونيا، جعل الحزب الشعبي اليميني، يتخذ من مهاجمة المهاجرين محورا أساسيا في الحملة الانتخابية لمرشحته في الانتخابات الكاطالونية أليثيا سانتشيز كاماتشو.
هذه الأخيرة وفي تجمع خطابي يوم الأربعاء 10 نونبر 2010 في سانتا كولوما، قدمت مقترحا يحمل عنوان “عقد الاندماج” يقضي بضرورة التزام المهاجرين الراغبين في الحصول على أوراق إقامة، كتابيا بالعودة إلى بلدهم إذا لم يجدوا فرصة للعمل في مدة معينة.
الرد على مقترح مرشحة الحزب الشعبي للانتخابات الكاطالونية، لم يتأخر كثيرا إذ وصف رئيس الحكومة المحلية لكطالونيا، خوسي مونتيا التصريحات بأنها “ديماغوجية وشعبوية”، وأنها تشجع على “معادة الأجانب والعنصرية”، منتقدا خطاب الحزب الشعبي الكطلاني الذي يلمح على أن الكطلانيين لهم حقوق أقل في الخدمات الاجتماعية من المهاجرين.
وفي نفس السياق وصفت مستشارة العدل (وزيرة العدل) بالحكومة المستقلة لكاطالونيا، مونسيرّات تورا، مقترح “عقد الاندماج” ب”البربرية”، بحسب ما أفادت به جريدة إل موندو.
وقالت وزيرة العدل إن عددا كبيرا من المهاجرين اشتغلوا لمدة طويلة بشكل متعب بكاطالونيا في مجال البناء أو في الحقول، مستغربة دعوة الحزب الشعبي إلى إهمال دور هؤلاء ومساهماتهم بمجرد أنهم توقفوا لشهر عن العمل.
وذكرت المسؤولة الثانية في الحزب الاشتراكي بكاطالونيا، بأن العديد من المهاجرين هم مرتبطون بمواطنين مولودين بالإقليم ولهم أبناء يدرسون بالمدارس الكاطالونية.
معاداة المهاجرين في الحملة الانتخابية الكاطالونية لم يتوقف حد “عقد الاندماج” بل تم توظيفها في الإعلان الانتخابي للحزب.
فبحسب مقال بجريدة إل باييس يظهر الإعلان الانتخابي للحزب الشعبي، شخصا في الثلاثين من العمر قضى أزيد من سنة بدون عمل، يعلق ساخرا على مقال بجريدة يفيد بأن حكومة ثاباتيرو قامت بتسوية وضعية مليون مهاجر بإسبانيا، قبل أن يختم الشريط بوعد لمرشحة الحزب تعتزم فيه اتخاذ خطوات لتعديل الهجرة غير القانونية.
محمد الصيباري
12/11/2010