كتاب مغاربة وإسبان يناقشون أهمية نشر تعدد الثقافي المغربي عبر الأدب المكتوب بالإسبانية

الجمعة, 25 مايو 2018

احتضنت المكتبة البلدية "أوخينيو ترياس" بمنتزه « ريتيرو » بمدريد يوم الجمعة 25 ماي 2018 ندوة مغربية-إسبانية حول "أهمية الأدب في التقارب الثقافي بين المغرب وإسبانيا"، وذلك يوم 25 ماي 2018 التي نظمت بشراكة بين مجلس الجالية المغربية بالخارج ومنشورات ديوان والجمعية الثقافية والاجتماعية من اجل التعاون « سينيا ».

وفي كلمته الافتتاحية خلال هذه الجلسة التي حضرها أكاديميون وكتاب مغاربة باللغة الإسبانية وكتاب إسبان متخصصين في المغرب، قدم عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج في إسبانيا محمد هيضور، نبذة عن المجلس كمؤسسة استشارية تعنى بقضايا الهجرة المغربية ومن بين أدوارها ربط وتعزيز العلاقات الثقافية مع بلدان الإقامة وتقوية الروابط الثقافية والهوياتية مع مغاربة العالم؛ بينما ركز القنصل العام بمدريد أمين الشودري، في كلمة ترحيبية على أهمية الثقافة في تعزيز التواصل والحوار بين المغرب وإسبانيا.

عندما تصبح الإسبانية حاملا للثقافة المغربية

أما الأستاذ بجامعة محمد الأول بالناضور، حسن العربي، الذي أشرف على تسيير هاته المائدة المستديرة، فقد نوه  بتنظيم هذه المبادرة بشكل تشاركي بين مؤسسة مغربية رسمية ومؤسسة ثقافية مغربية في إسبانيا اختار القائمون عليها الاستثمار في مطبعة لنشر الثقافة المغربية في إسبانيا وإعطاء صورة أخرى عن الهجرة المغربية في هذا البلجد الأوروبي، والتعريف بالموروث الثقافي المغربي والإنتاجات الأدبية المغربية باللغة الإسبانية.

IMG 9590

من جهته ركز رئيس شعبة الدراسات الإسبانية في جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، عبد الرحمان فتحي، في مداخلته على تقديم مقترحات عملية لتعزيز التبادل الثقافي بين المغرب واسبانيا، بهدف تجاوز التراجع المسجل في هذا المجال في السنوات الأخيرة والذي ينعكس أيضا على عدد الطلبة المسجلين في الشعب الإسبانية في المغرب السائر في التراجع.

ومن بين المقترحات العملية التي قدمها الأستاذ والكاتب المغربي في هذا الإطار، مواصلة تشجيع مباردة « طريق سيربانتس » التي انطلقت في تطوان مؤخرا والهادفة إلى وضع مقولات للكاتب الإسباني الشهير على امتداد المناطق المغربية الواردة في مختلف أعماله الأدبية، لكي تأخذ العلاقات بين البلدين شكلا رمزيا وإنسانيا يدعم الذاكرة والتاريخ المشتركة بين ضفتي المتوسط، وأيضا لخلق فضاء للتبادل بين الثقافتين وللحوار بين الأديان.

من جانبه قدم الكاتب المغربي عبد القادر الشاوي ملاحظات حول العلاقات الثقافية المغربية الإسبانية وتعقيدات العلاقات السياسية التي لم تكن متوازنة تاريخيا، وأخذت أشكالا صدامية. وبعد التوقف على أهم المحطات التاريخية في الأدب المغربي باللغة الإسبانية، أكد الشاوي أن هذا الأدب الذي وصل إلى مرحلة النضج ليشكل تيارا قائما بذاته، ويتميز بكونه أدبا مغربيا يقدم في إطاره المؤلفين تجارب إبداعية انطلاقا من ثقافتهم المغربية ولكن يعبرون باللغة الإسبانية لنشر هذه الثقافة خارج حدودها الوطنية.

كما انتقد الشاوي بطء انتشار الأدب المغربي باللغة الإسبانية واعتماده على أدوات تقليدية، وعدم قدرة هذا التيار الأدبي على الانخراط في الأدب الإسباني العالمي.

ضرورة إنشاء مركز ثقافي مغربي في إسبانيا

أما الكاتب المغربي باللغة الإسبانية، احمد مغارة فقد توقف على تجربته الإبداعية باللغة الإسبانية التي يحاول فيها التعريف بالمغرب وبمدينته تطوان لجميع الإسبان الذين يقرأون هاته الكتابات، منتقدا في نفس الوقت تراجع الحضور الأدبي باللغة الإسبانية في المغرب الذي وصل إلى مرحلة وصفها بالاحتضار، بحيث لم يتجاوز عدد المؤلفات الصادرة باللغة الإسبانية في المغرب 19 مؤلف خلال السنة الماضية، في غياب أي دعم رسمي إسباني لهذه المبادرات.

IMG 9610

وبخصوص التعريف بإبداعات المغاربة المقيمين في إسبانيا وكذا الكتاب المغاربة باللغة الإسبانية دعا نفي نفس المتدخل إلى ضرورة إنشاء مراكو ثقافية مغربية في المدن الأساسية لإسبانيا بهدف نشر الثقافة المغربية في هذا البلد الأوروبي.

في نفس الاتجاه ذهب أيضا واقترح ان يشكل المغرب مراكز ثقافية في في المدن الأساسية في إسبانيا التي تعرف حضورا مهما للمهاجرين المغاربة لنشر الثقافة المغربية وتقديم دعم للمهاجرين المغاربة لكي يكتبوا باللغة الإسبانية تكون في مستوى العلاقات التاريخية بين البلدين.

في نفس الاتجاه ذهبت مداخلة المستعرب الإسباني المتخصص في الأدب المغربي باللغة الإسبانية، فيرناندو دي أغريدا، التي أكد فيها على أن إنشاء مركز ثقافي مغربي في إسبانيا سيساعد على التعريف بتنوع وتعدد إنتاجات الكتاب المغاربة بالإسبانية، وتقريبها من الشباب المغربي والإسباني الذي يهتم أكثر فأكثر باللغة والثقافة الإنجليزيتين.

المترجم المغربي المقيم بإسبانيا وعضو إدارة منشورات ديوان، محمد الشويردي أعطى بدوره نبذة عن الأدب المغربي المكتوب الإسبانية من أول افتتاحية نشرت للصحفي حسن ميمون في جريدة "إمبارسيال" الإسبانية سنة 1877، إلى غاية جيل الرواد الذي برز في سنوات الثمانينات؛ وخلص إلى أن عراقة هذا الأدب لم تمكن إصدارات هؤلاء الكتاب من الانتشار بالشكل المطلوب في الأوساط الثقافية المتحدثة باللغة الإسبانية.

كما عرف هذا اللقاء كلمة للكاتبة الإسبانية كريستينا لوبيز باريو، التي تعرف روايتها الأخيرة « ضباب في طنجة » إقبالا ملفتا ووصت نهائي جائزة، « بريميو بلانيطا »، عبرت فيها على مدى تعلقها بالمغرب وبتنوعه الثقافي وموروثه الشعبي؛ كما عبرت على بعض من الدوافع الروحية التي جعلتها تخصص مؤلفها لمدينة طنجة التي تربطها بها علاقة وجدانية منذ أول زيارة لها للمدينة وهي في سن الثامنة عشر.

وقالت الكاتبة والمحامية الإسبانية إنما أرادت تقديمه في مؤلفها حول طنجة هو إعجابها الذي يعكس شغف كاتبة إسبانية لبلد يعتبر ملتقى الثقافات، داعية إلى المحافظة على علاقات الانجذاب الموجودة بين المغاربة والاسبان والارتباطات التاريخية والثقافية بين البلين.

قراءات متقاطعة لكتاب مغاربة وإسبان

كما عرفت الجلسة الثانية لهذه الندوة المغربية الإسبانية لقاء للكتاب المغاربة باللغة الإسبانية المقيمين في إسبانيا وكتاب إسبان، تم فيه تقديم مجموعة من الأعمال الأدبية لكل كاتب على حدى.

وفي هذا الإطار قدم الباحث هشام جمال كتابه حول القاصرين المغاربة غير المرافقين في جهة مدريد، وهو عبارة عن بحث ميداني يقف على الوضعية المعقدة لهاته الفئة خصوصا التناقض بين قوانين الهجرة الإسبانية وقوانين حماية الطفولة.

IMG 9604

بينما قدمت الكاتبة المغربية المقيمة بإسبانيا نجاة المزوري الشقروني روايتها الجديدة « غالية والحب الممنوع » التي تحكي قصة شابة مغربية ولدت في عهد الحماية الإسبانية بإحدى قرى الشمال قبل أن تنتقل للعيش في مدينة طنجة، ومعاناتها مع صعوبات تغيير بعض الأفار السائدة في المجتمع.

أما الأستاذ في شعبة الدراسات العربية والاسلامية في جامعة مدريد الحرة، محمد الظهيري، فقد تحدث في مداخلته على مؤلفين صدرا له حديثا، يتطرقان لأعمال كتاب مغاربة باللغة الإسبانية طبعوا الأدب المغربي في إسبانيا هما محمد شقور ومحمد الصيباري، وهما العملان اللذان يهدفان إلى إخراج هذا الإبداع الثقافي والإنساني من الهامش وجعل الأكاديميين يهتمون به ويوصون بمؤلفاته في الأعمال البحثية لتحقيق الانتشار والتأثير.

كما عرف اللقاء الذي سيرته الشاعرة الإسبانية فيكتوريا كارو بيرنال، مداخلة للأستاذ بجامعة أكادير محمد أبركاش، وقراءات شعرية للكاتبة والمتخصصة في الأداب المغاربي ليونور ميرينو.

هيئة التحرير

الصحافة والهجرة

مختارات

Google+ Google+