الشباب اليهودي المغربي يتقاسم تجاربه الخاصة للإسهام في بناء مستقبل من العيش المشترك

الخميس, 15 نونبر 2018

تضمن برنامج اليوم الثالث من اللقاء الدولي حول «اليهود المغاربة: من أجل مواطنة متقاسمة »، تنظيم ندوة حول موضوع: وصلـة الشـباب: جنبـا إلـى جنـب، وجهـا لوجـه، معـا وبشـكل منفصـل، كيـف يبنـى المسـتقبل؟ » وذلك يوم الخميس 15 نونبر 2018 بمدينة مراكش.

زهور رحيحيل ومجهودات المتحف اليهودي المغربي 

في مداخلة لها في هذه الندوة التي تولى تسييرها عزيز رفقي، مكلف بمهمة بمجلس الجالية المغربية بالخارج، أبرزت محافظة المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء، زهور رحيحل: الانفتاح المحتف اليهودي على المسلمين والانشطة التي تم تنظيمها في العديد من المناسبات بشراكة مه مؤسسات مسلمة في المغرب وفي مجموعة من المدن في الخارج، مثل المعرض الفوتوغرافي الذي تم تنظيمه بمسجد سان إتيان بشراكة مع اتحاد مساجد فرنسا.

كما رصدت رحيحل في مداخلتها الزيارات التي يقوم بها الشباب المغربي للاطلاع على الموروث الثقافي اليهودي المغربي والورشات التكوينية التي يستفيدون منها في مجموعة من المواضيع المتعلقة بتاريخ اليهود المغاربة، بهدف نقل قيم السلم والتعايش والعيش المشترك إلى الأجيال، مشيرة إلى التعاون الأكاديمي الذي يربط المتحف اليهودي بالدار البيضاء بين مجموعة من الجامعات المغربية.

هشكار ورحلة تنغير ذهابا وإيابا

من جانبه نوه المخرج المغربي كمال هشكار بتنظيم هذا اللقاء ولخصه في مقولة لجون بيير فانون 'لكي تكون انت يجب الغوص في كل ما هو غريب"، متحدثا عن هجرته لفرنسا في سن صغيرة من مسقط رأسه في تنغير، من أجل الالتحاق بوالده المهاجر وعودته إلى تنغير ليجعل منها ومن هجرة اليهود منها موضوعا لشريطه "تنغير جيروزالم".

وتحدث هشكار عن لقائه بسيمون ليفي، ورغبته في مسائلة الأجيال الشابة عبر الفيلم، وأيضا عبر مشروع "العودة إلى البلد الأصلي" من أجل إعادة الاعتبار للعناصر المكونة للموروث الثقافي المغربي المشترك بين الجميع، وربط أواصر الماضي من أجل بناء المستقبل.

ويرى هشكار أن دستور المملكة هو فعل سياسي مهم جدا وأرضية يمكن من خلالها للفنانين إنتاج إبداعات تحفظ هذا الجزء المهم من هويتنا المغربية.

ماكسيم كاروتشي ونشأته في المدينة القديمة 

من جهته نوه الفنان والفاعل الجمعوي المغربي  ماكسيم كروشي، بالدور الذي لعبه المناضل سيمون ليفي في إيقاد شعلة المغربية في قلبه، مؤكدا على أن العيش المشترك بين اليهود والمسلمين في المغرب مسألة بديهية في المدينة القديمة للدار البيضاء التي ترعرع فيها، حيث المشاركة والتفاعل بين اليهود والجيران المسلمين تصل إلى درجة ترك الأم اليهودية لأبنائها عند جارتها المسلمة عند ذهابها لقضاء مصالحها اليومية.

وفي هذا الإطار تحدث كاروتشي على نشأته كيهودي مغربي بالرغم من كون الثقافة اليهودية لم يتك الاهتمام بها بالشكل الكافي في المقررات الدراسية، مستعرضا في نفس الوقت مجموعة من الأبطال الرياضيين المغاربة المنتمين إلى الدانة اليهودية مثل ماكس كوهن والملاكم مارسيل سيردان. وعن مساره الفني أكد ماكسيم أن يقوم في أكثر من مناسبة بإحياء حفلات أعراس لعائلات مسلمة من دون أي عائق، داعيا إلى تنشئة الأبناء على القيم المغربية بعيدا عن السياسة التي يمكنها أن تخلق شرخا داخل المجتمع.

دانان: اليهود المغاربة يمكنهم نقل قين التعدد للشباب المهاجر

كما عرفت هذه الندوة مداخلة للباحث في التاريخ والفاعل الجمعوي المغربي الفرنسي، أريال دانان، نوه فيها بالمجهودات العلمية للمؤرخين المغاربة في النبش في ذاكرة وتاريخ اليهود في المغرب وفي شمال إفريقيا، والتي يمكنها أن تشكل نموذجا يحتدى من لدن الجامعات في دول أخرى، كما تحدث عن رحلته الأولى إلى مدينة فاس وزيارته لمعالمها اليهودية حيث أحيت فيه انتماءه المغربي وزادت من تعطشه إلى المعرفة والبحث في هذا المجال.

وعن الحضور اليهودي المغربي في دول الإقامة أكد دانان أن الرهان الأساسي هو نقل هذا الإرث القيمي من التعدد والعيش المشترك المغربي إلى الأجيال الجديدة في الهجرة، خصوصا في الأحياء الهامشية، مشددا على أن الجالية اليهودية المغربية يمكنها الاطلاع بدور مركزي في نقل قيم الثقافة المغربية إلى الشباب المهاجر من أجل حمايته من السقوط في الكراهية والتشدد. 

وشهدت هذه الندوة تقديم الأنشطة التي تقوم بها  جمعية ميمونة، لإعادة الاعتبار للإرث الثقافي اليهودي المغربي، وجعله منفتحا على باقي مكونات المجتمع المغربي، استعرضها الفاعل الجمعوي والعضو المؤسس للجمعية المهدي بودرا.

يذكر ان اللقاء الدولي حول «اليهود المغاربة: من أجل مواطنة متقاسمة » ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج بشراكة مع مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من 12 إلى 18 نونبر 2018.

هيأة التحرير 

الصحافة والهجرة

Google+ Google+