قضية الهجرة تفرض نفسها على زيارة الرئيس الفرنسي إلى المغرب

الجمعة, 05 أبريل 2013

حظيت قضية الهجرة بمكانة خاصة في البرلمان المغربي يوم الخميس 4 أبريل 2013، وذلك خلال إلقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لكلمة في المؤسسة التشريعية المغربية، في إطار زيارة الدولة التي قام بها إلى المغرب.

 

نموذج الهجرة المغربية في فرنسا.

أخذت الهجرة حيزا مهما من كلمة الرئيس الفرنسي أما البرلمان المغربي، إذ عبر في البداية عن امتنان بلاده لآلافالجنود المغاربة الذين شاركوا رفقة الجيش الفرنسي خلال الحربين العالميتين، معلنا عن قراره إشراك المغرب في الاحتفالات المخلدة للذكرى المائوية للحرب العالمية الأولى والذكرى ال 70 لتحرير فرنسا.

وقال هولاند الذي رافقه في هذه الزيارة الرسمية عدد من الفرنسيين من أصول مغربية، إن حولي مليون مغربي يعيشون في فرنسا ويقومون بكل ما في وسعهم لخدمة لفرنسا سواء من خال عملهم أو إنتاجهم الفكري، كما أن حوالي 80 ألف فرنسي مقيمون بالمغرب يساهمون بدورهم في التنمية الاقتصادية للمملكة.

وأشار الرئيس الفرنسي إلى المفكرين والمقاولين والمسؤولين السياسيين، والسينمائيين والموسيقيين والكومديين الفرنسيين من أصول مغربية الذين اندمجوا كليا في المجتمع الفرنسي ويساهمون في إشعاع فرنسا، مع حفظ الروابط مع البلد الأصلي، "وهذا الانتماء المزدوج يغنينا جميعا"، يضيف هولاند.

كما أشاد بجميع فئات الهجرة المغربية في فرنسا سواء أولئك الشباب الفرنسي المنحدر من أصول مغربية، والمتواجد في المدارس العليا والجامعات الفرنسية، أو الأطر المؤهلة للعمل في مقاولات فرنسا كما في المقاولات المغربية، وكذا العمال المغاربة الذين يقومون بتحويل جزء من أموالهم إلى المغرب من أجل دعم التنمية الاقتصادية لبلدهم الأم، منوها باحترامهم الكلي للقوانين الفرنسية خصوصا قانون العلمانية، "مما يفرض علي كرئيس للجمهورية ان أحارب ضد جميع أشكال التهميش، الظلم وعدم المساواة التي من الممكن أن يتعرضون لها"، يقول هولاند.

من ناحية أخرى أبرز فرانسوا هولاند في كلمته التي استمرت حوالي ثلاثين دقيقة، بأن اللغة الفرنسية تعتبر صلة وصل بين المغرب وفرنسا، ولقد ألهمت أكبر الكتاب المغاربة مثل عبد اللطيف اللعبي والطاهر بنجلون، "الذين يجسدون النموذج المثالي لتلاقي ثقافات البلدين". وأشار إلى الأهمية التي تليها فرنسا لدعم هذا الرابط الإنساني من خلال المعاهد الفرنسية بالمغرب التي تستقبل 65 ألف طالب في أقسامها، داعيا إلى دعم تدريس اللغة العربية في فرنسا الذي بدأ منذ القرن 18، والذي يعمل معهد العالم العربي على تعزيزها.

اعتزاز بمغاربة فرنسا

وفي كلمة سبقت خطاب الرئيس الفرنسي، دعا رئيس البرلمان المغربي، كريم غلاب، إلى استحضار الإطار الإنساني إلى جانب المقتضيات الأمنية والحدودية في التعامل مع البعد المتعلق بالشباب في العلاقات الفرنسية المغربية، وفتح الإمكانية لهجرة منظمة تستند إلى اعتراف فعلي ملموس بالشهادات الجامعية المغربية من طرف شركاء فرنسا والمغرب في الفضاء الأوروبي.

ولم يدع كريم غلاب فرصة إلقائه لكلمة أمام نواب الامة والوفد الفرنسي، تمر دون الإعراب عن اعتزاز المغرب بأفراد الجالية المغربية المقيمة فوق التراب الفرنسي، باعتبارهم سفراء للهوية المغربية، وللذاكرة المغربية، موجها في نفس الوقت الشكر إلى فرنسا لما وفرته لهذه الجالية من مقومات الضيافة الإنسانية والحضارية الكريمة.

محمد الصيباري

Google+ Google+