المغاربة والفلسطينيون: مسارات متضامنة

الجمعة, 13 فبراير 2015

احتضن رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج اليوم الجمعة 13 فبراير 2015، بمناسبة المعرض الدولي للنشر الكتاب في دورته 21، مائدة مستديرة حول موضوع: "المغاربة والفلسطينيون: مسارات متضامنة".

وذكر يوسف حجي، المكلف بمهمة بمجلس الجالية المغربية بالخارج، والذي تولى تسيير هذه المائدة أن المغاربة في فلسطينيحضون بحب كبير، ويتمتعون بسمعة طيبة لدى المجتمع الفلسطيني.

عدنان أبو دية المؤرخ وعالم الآثار الفلسطيني، تحدث عن تاريخ المغاربة بفلسطين، وفي القدس تحديدا، مشيرا إلى أن المغاربة كانوا يقصدون القدس بعد أداء فريضة الحج، كما أنهم توجهوا إلى فلسطين من أجل طلب العلم، كما أن المغاربة كانوا على وعي بما يهدد بيت المقدس من غزو مما يفسر وجودهم بكثافة في القدس والخليل، ووجود عدد كبير من العقارات في المدينة المقدسة وخارجها.

وتطرق أستاذ الآثار الإسلامية في قسم السياحة والآثار في جامعة الخليل بفلسطين إلى نماذج من العلماء والرحالة المغاربة في القدس كسيدي صالح حرازم الشيخ المقري التلمساني.

ثم بعد ذلك فصل عدنان أبو دية القول في تاريخ وأوقاف المغاربة في مدينة القدس، منها حارة المغاربة في القدس، وقرية عين كارم، وقنطرة أم البناة، وزاوية المغاربة، والمدرسة الأفضلية، وزاوية أبي مدين والجامعة الملحقة بها، وهناك أوقاف مغربية أخرى في القدس، ومتوضأ حارة المغاربة، وباب المغاربة.

تطرقت ثريا الشاد جاموس، المحامية والأم المغربية المقيمة بفلسطين، للحديث عن بدايات علاقاتها بفلسطين والاستقرار بنابلس سنة 1986، حيث كان ذلك راجعا بالأساس إلى زواجها بفلسطيني كانا يتابعان معا الدراسة الجامعية بالمغرب.

تشتغل ثريا جاموس محامية عسكرية تتولى مهمة الدفاع عن المعتقلين والأسرى الفلسطينيين، وحرصت على ارتباطها وربط أبنائها الخمسة بالمغرب.

أما ابنتها إيمان جاموس، أول امرأة قاضية بفلسطين، والقاضية المدنية والجنائية لدى محكمة نابلس، فقالت إنها تعتز بأصولها المغربية، وبانتمائها المزدوج، وأنها نشأت على حب البلدين فلسطين والمغرب؛ فهي مغربية بالروح والانتماء والقانون مع مدونة الأسرة المغربية.

زياد الجعبري الذي شغل منصب نائب رئيس جامعة الخليل الفلسطينية، ورئيس جمعية الصداقة الفلسطينية المغربية تحدث عن مسار تأسيس هذه الجمعية التي تسعى إلى تعميق الصداقة والعلاقة بين المغرب وفلسطين، ونقل التراث المغربي والواقع المغربي إلى المجتمع الفلسطيني للاستفادة من التحولات التي يعيشها المغرب، وأيضا التعريف بالصحراء المغربية والحكم الذاتي المغربي، وربط العلاقات مع المؤسسات المغربية.

أما سلسبيل دواي، خريجة مؤسسة العلوم السياسية في ليون بفرنسا، والمتخصصة في دراسات العالم العربي والقانون الدولي العام فتحدثت عن الخبرة التي راكمتها خلال دراستها في بير زيت عندما اختارت العلوم السياسية مجالا للدراسة، وكذا اشتغالها في القنصلية الفرنسية في القدس في مجال التعاون الأكاديمي والإداري؛ مشيرة إلى أن استقرارها بفلسطين مكنها من التعرف على العالم العربي وتعلم اللغة العربية واللهجة الفلسطينية والقضية الفلسطينية، وأن ذلك مكنها أيضا من اكتشاف الهوية العربية والمغربية في فلسطين.

وختمت دواي مداخلتها موضحة أن الكثير من القضايا التي درستها نظريا في مادة القانون الدولي الإنساني، عاينتها بشكل مباشر في فلسطين كمسألة الجدار والحصار والحرب ومنع التجول والتصريح والحواجز...

نشير إلى أن مجلس الجالية المغربية بالخارج يشارك للمرة السابعة على التوالي في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء المنعقد بين 13 و22 فبراير 2015 من خلال رواق يتضمن برنامجا غنيا ومتنوعا تتمحور أنشطته حول موضوع "هجرة، تنوع، مواطنة: تحدي العيش المشترك".

هيأة التحرير

Google+ Google+