أدب الرحلة المغربية

الأحد, 15 فبراير 2015

احتضن رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج في اليوم الثاني من مشاركته في فعاليات الدورة 21 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، (احتضن) في فقرة "فضاء للنقاش" ندوة بعنوان: أدب الرحلة المغربية، بمشاركة كل من: مليكة الزهيدي، ومحمد سعد الزموري، ومصطفى الغاشي، وتولى تسييرها باقتدار عبد المجيد قدوري المؤرخ المغربي والعميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء.

مليكة الزهيدي، الأستاذة الباحثة المتخصصة في تاريخ المغرب الحديث بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، قالت إن موضوع أدب الرحلة هو موضوع مركب وأن نص الرحلة هو نص ممتع، مشيرة إلى أهمية أدب الرحلة في حقل البحث التاريخي.

وذكرت أن السفر والترحال والانخراط في عالم الاغتراب هو حاجة حيوية، موردة بعض شروط الرحلة كشرط وجود مسافر، وشرط المسافة التي تكون جغرافية في الغالب، مذكرة بأن الرحلات إلى الشرق هي الغالبة على الرحلة المغربية.

وقد عرفت مداخلات الزهيدي إشارات متنوعة إلى رواد الرحلة المغربية ونصوصهم التي دونوها في وصف البلدان التي سافروا إليها بدوافع مختلفة مركزة على السفير ابن عثمان المكناسي.

أما محمد سعد الزموري، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان والأستاذ المتخصص في الأدب المقارن، فأشار إلى أن الرحلة هي التحرك في الفضاء والذهاب نحو المكان الآخر واللقاء بالمختلف.

وأضاف أن الرحلة تتضمن أيضا نوعا من التنقل في الزمان وذلك بالنظر إلى الفوارق بين الأمم والشعوب والحضارات، مشددا على أن السفر بمثابة وضعية للاتصال بين الثقافات والحضارات.

إلى ذلك قال الزموري إن معرفة الأوروبيين بالعالم الإسلامي كان ينسج من وحي الخيال وذلك بسبب أن الهجرة إلى بلدان العالم الإسلامي كانت قليلة جدا، ونفس الشيء بالنسبة للعالم الإسلامي الذي كانت الرحلات تقتصر على الداخل الإسلامي.

مصطفى الغاشي، نائب عميد كلية الآداب بتطوان المكلف بالبحث العلمي والتعاون، فذكر في مداخلته أن الرحلة متجذرة في المغرب، وأن الفضاء المتوسطي قد ساهم بشكل كبير في خلق الرحلة وأدبها.

وأشار صاحب أطروحة "الرحلة المغربية والشرق العثماني محاولة في بناء الصورة"، إلى أن الرحلة كانت تتم داخل الفضاء الإسلامي موردا تقسيم الفقهاء المعروف للديار: دار الإسلام ودار الكفر ودار العهد.

هذا وأكد الغاشي أنه قبل عهد الحسن الأول لا نتوفر على رحلة باعتبارها مشروعا متكاملا بمقاصد محددة، وبالتالي فإن تأثيرها كان محدودا جدا.

هذا وقد عرفت هذه الجلسة نقاشات ممتعة ومفيدة حول رواد الرحلة بالمغرب، وكذا بعض نصوص الرحلات إلى المشرق و أوروبا والتي قام أصحابها بوصف دقيق لمظاهر الحياة هناك في أدق تفاصيلها، ومنها ما يسمى بالرحلة الافتراضية ومثال على هذا النوع من الرحلات قيام البعض بوصف كيفية القيام بالحج بإبداع قل نظيره، وذلك من أجل تسهيل أداء الحج لمن استطاع إليه سبيلا.

هيأة التحرير

 

Google+ Google+