التشنجات الهوياتية في أوروبا

السبت, 21 فبراير 2015

شكل موضوع التشنجات الهوياتية في أوروبا محور الندوة الأخيرة التي احتضنها رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج يوم السبت 21 فبراير 2015 والتي شارك فيها كل من الكاتب الفرنسي ميشيل فيفوركا والفيلسون الفرنسي المغربي علي بنمخلوف وأستاذ العلوم السياسية عبد الله الطوزي وتولى تسييرها الأمين العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة خالد حاجي.

Ali Benmakhloufخلال أولى مداخلات هذه الندوة دافع الفيلسوف الفرنسي المغربي علي بنمخلوف على كونية المباديء الإنسانية ووحدة مبادئها التي تشكل هوية واحدة بالنسبة للانسانية جمعاء.
واعتبر بنمخلوف من خلال مجموعة من الأمثلة الفلسفية أن هناك محاولة لتفكيك الهوية الواحدة للقيم الانسانية حتى يظهر على أن هناك جزء من العالم يدافع عن القيم الانسانية بينها هي قيم كونية، وعلى الجميع الحفاظ عنها بشكل ملموس.
وأكد الفيلسوف المتخصص في الفلسفة العربية وفلسفة المنطق، صاحب كتاب معجم ابن رشد أن قيمة الأخوة مثلا الموجودة في الفصل الاول من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان ليست فكرة أو تصور ولكنها فعل يجب أن يظهر عبر الممارسة اليومية.
وحول التصور الغربي للإسلام دعا بنمخلوف الى ضرورة الابتعاد عن جعل الاسلام شكل تبريري للأحداث الحالية وصد الفكرة التي يتم تمريرها حول الخوف من كل شيء والتي تهدف الى تفريق الهوية الانسانية الواحدة.
Michel Wieviorkaأما الكاتب الفرنسي ميشل فيفيوركا فقد خصص مداخلته الى تقديم جرد تاريخي للتوترات الهوياتية مؤكدا بأنها ليست وليدة اللحظة الحالية ولكنها متواجدة منت وقت طويل.
واستعرض عالم الاجتماع ومدير مركز التحليل والعمل الميداني السوسيولوجي بعض المحطات التاريخية للتوترات الهوياتية التي بدأت تظهر جلية مع بروز مفهوم الدولة الأم الذي لا يقبل هوية أخرى غير الهوية الواحدة للدولة "في في نهاية الستينات داخل الدولة الامة الاوروبية ظهر ت مجموعات جهوية تطالب بخصوصياتها والاعتراف بحقوقها في الاختلاف، وأعقبها مجيء مبدأ التعايش الثقافي الذي كان يطبعه الالتفاؤل قبل أن يبرز المسلمون كمكون جديد في المجتمعات الغربية أصبحت معه هذه المجتمعات من فقدان ثقافتها".
وطرح السوسيولوجي الفرنسي بعض النقط للتفكير في قضية الهوية أهمها أن الأخيرة لا ترتبط بالقيم الموروثة لكنها مبادي تنتج وتدخل عليها تحولات، كما أن الهوية ليست نقيضا للفردانية بل إنها مرادف لها بحكم ان الإنسان يختار ثقافته وهويته بشكل فردي، بالإضافة إلى كون الهوية لا تتكون عبر التكنولوجيا والعوالم الوهمية بل هي نتاج للقاءات مباشرة وملموسة.
Mohamed Tozyأما محمد الطوزي فقد تناول موضوع الهوية من وجهة نظر العلوم السياسية، وبالضبط من منظور تدبير الهوية سياسيا.
واعتبر الطوزي أن ما يحدث في بعض الدول الاسلامية مرتبط بالإقحام الذي وقع في مرحلة من التاريخ للخطاب التوحيدي في الدولة الحديثة والذي لا جعلها لا تقبل بالخلاف وهو ما يؤدي الى التوترات الهوياتية.

Google+ Google+