مجلس الجالية المغربية بالخارج يحتفي بأمهات مغربيات في الهجرة

الأحد, 22 فبراير 2015

في مبادرة منه لتكريم الأم في الهجرة اعترافا لما قدمته لجميع أجيال الهجرة المغربية في العالم، كرم مجلس الجالية المغربية في الخارج في حفل بالدار البيضاء يوم السبت 21 شتنبر 2015، عددا من الأمهات المغربيات المهاجرات في مناطق العالم الأربعة.

وفي جو من التأثر والحنين الى الوطن الأم قدم مجلس الجالية المغربية بالخارج لكل أم من الأمهات الأحد عشر المحتفى بهن، رحلة لأداء مناسك العمرة مدفوعة التكاليف، وهي الخطوة التي لاقت استحسانا من جانب الامهات اللائي عبرن في كلمات لهن خلال هذا اللقاء على مدى الفخر بالانتماء الى المغرب وامتننانهن على هذا الاعتراف بمجهوداتهن لعقود في ديار المهجر، وسعادتهن بربط جسور التواصل بين مع الوطن الأم.
وقد حضر ذات الموعد الاحتفالي الذي ساهمت في إحيائه الفنانة المغربية المقيمة بالولايات المتحدة نضال إيبورك، عدد من الضيوف المنتمين لصفوف الجالية المغربية المقيمة بالخارج، إلى جوار سياسيّين و أكاديميّين وحقوقيّين ونشطاء جمعويّين وفاعلين إعلاميين، وكذا أسماء شاركت بالأنشطة التي احتضنها رواق مجلس الجالية وسط فعاليات الدورة الـ21 من المعرض الدولي للنشر والكتاب.
وللوقوف على جوانب من حياة الأمهات المكرمات، نقدم لكن نبذة مختصرة عن مسار كل أم على حدى:

 لطيفة بنزياتن/ فرنسا

عندما هاجرت في 1977 بزوجها العامل في السكك الحديدية بفرنسا وسنها لا يتجاوز السابعة عشرة سنة، استطاعت لطيفة بن زياتن التأقلم مع والاندماج في المجتمع الفرنسي بالرغم من صعوبة الأمر وبرودة النورمانديين.
أسست هناك عائلتها ونهلت في تربيتها أبناءها من ثقافتها المغربية المنفتحة والقيم الفرنسية وبذلت مجهودا جبارا لتنجح في رسالة تربية الأبناء.

 

Ibn Ziaten


هذه الحياة الجميلة عكر صفوها اغتيال ابنها عماد الجندي الفرنسي، مما جعلها تتحول الى رمز للأم المغربية التي تواجهه جرحها بقوة وحزم في سبيل نشر رسالة السلم والمحبة حتى تذوق أمهات أخريات مرارة فراق الابن بسبب التطرف.
فوزية برادة/ الكوت ديفوار

بعد زواجها في المغرب كانت هجرة فوزية برادة نحو الكوت ديفوار سنة 1978 بهدف التجارة بإلحاح من الأب، وهناك كونت عائلتها التي تضم أربعة أبناء، ولد ثلاثة منهم في أبيدجان بينها شاءت الظروف أن يزداد الرابع في المغرب، وربت أبناءها الأربعة على الطريقة المغربية.
بالرغم من مرارة الهجرة والبعد عن الأهل لم تجد فوزية برادة صعوبة في الاندماج في المجتمع الايفواري، بالنظر للاحترام والود الذي يكنه الايفواريون الى المغرب والمغاربة.

Fouzia BERRADA


الاحداث السياسية التي عاشتها الكوت ديفوار سنة 1999 أثرت بشكل سلبي على حياة فوزية برادة وعائلتها، مما اضطرها إلى مواجهة الأمر بعزيمة وإصرار أم مغربية حريصة على تحدي المرض والبدء من نقطة الصفر أملا في تحقيق عودة كريمة يوما ما إلى الوطن الأم.

امينة لعشيري/ بلجيكا

يمكن اعتبار أمينة لعشيري من الجيل الأول للهجرة المغربية الى بلجيكا، فقد التحقت بزوجها منذ الستينات لتبدأ حياة الزوجة والأم.بعد أن رفض زوجها أن تخرج الى العمل، خصصت امينة كل وقتها وطاقتها لرعاية أسرتها التي ما فتئت تكبر حتى أصبحت مكونة من ستة أبناء وربيبين في بداية الأمر، وانضاف اليها بعد ذلك خمسة عشر حفيدا وحفيدة.كان الاحتكاك بالمجتمع البلجيكا في سنوات الستينات امرا صعبا على المهاجرة المغربية خصوصا في فترة مرض الزوج، واحساس الغربة يكون أعمق في غياب جاليات عربية ومسلمة في بلجيكا، لكنها اليوم ولارتباطها الوثيق بالأبناء والأحفاد لا تتصور أمينة حياة بعيدة عن منزلها هناك.

Amina LAACHIRI

الباتول جرمون/ الامارات العربية المتحدة

بالرغم من كون هجرتها جاءت متأخرة نوعا ما، لكن عزيمة الباتول جرمون في الكد والعمل وحفظ الكرامة والتكفل بأبويها حتى آخر يوم في حياتهما كان حافزا أساسيا للسيدة المغربية في التوجه إلى الامارات العربية المتحدة منذ سبع سنوات.
في وقت قصير تمكنت الحاجة الباتول من إيجاد مكانتها وفرض احترامها على العاملين معها ورسائها في أحد فنادق دبي الذي ارتبطت شهرته بشهرة ولذة الأطباق المغربية التي تبدعها أنامل السيدة المغربية.

Batoul Jarmoun
مصدر فخرها وفرحها هو الاعجاب الذي تلقاه أطباقها من طرف زوار الفندق والشكر والامتنان الذي يصلها من الأجانب وكذا من الإماراتيين الذين غالبا ما يكون سبب زيارتهم للفندق هو الاستمتاع بالمطبخ المغربي وبمأكولات الحاجة الباتول.
الصافية ولاد مومن/ اسبانيا

مثل العديد من السيدات المغربيات كانت هجرة الصافية ولاد مومن في اطار التجمع العائلي. في اسبانيا أسست الصافيا عائلة من خمسة ابناء ولد ثلاثة منهم في طنجة بينها ولد اثنان منها في مدريد.

Safia Oulad Mouman
منذ ايامها الاولى حرصت الصافية على ان يتلقوا تكوينا عالية الجورة وبذلت مجهودا كبيرا من أجل هذا الهدف ومجهودا مضاعفا لكي يتمكن ابناؤها الخمسة من تلقي تكوين في اللغة العربيم والثقافة المغربية.
اشتغلت الصافية لسنوات طويلة مع جمعيات ومؤسات عمومية للتعريف بالثقافة المغربية، اساهمت في ربط جسور التواصل والتعارف بين العديد من السيدات المغربيات المقيمات في إسبانيا، وهي حاليا جدة لثلاثة أحفاد.

ميرة الوراد/ كندا

لم تقتصر هجرة السيدات المغربيات للالتحاق بعائلاتهم على اوروبا فقط بل شملت دولا بعيدة عن المغرب، كما هو شأن الأم المغربية ميرة ورّاد التي استقرت في كندا بداية التسعينات.

Mira EL WARRAD
بالنسبة للسيدة المغربية فإن التجمع العائلي لم يقم به الأب كما جرت العادة بل أحد أبنائها الذي سبق وهاجر الى كندا قبل أن يلتحق به أبويه وباقي إخوانه وأخواته.
أم لبنتين وثلاثة أولاد وجدة لخمسة عشر حفيدا خصصت ميرة الوراد حياتها في الهجرة لرعاية الأبناء وإدارة البيت وهي الآن تعيد نفس الأمر مع الأحفاد.

فاطمة الدكالي/ انجلترا

مثل أغلب السيدات المغربيات اللائي هاجرن خلال سنوات السبعينات كانت هجرة فاطمة الدكالي سنة 1977 في إطار التجمع العائلي.

Fatema DOukali
في البداية كانت فاطمة الدكالي تعتقد بأن مقامها في الديار الانجليزية سيستمر لمدة قصيرة تنتهي بانتهاء سنوات العمل. ومع تأسيسها لعائلة من خمسة أبناء هناك في ديار المهجر استقرت فاطمة ولا فكرة لديها للعودة لأن مستقبل أبنائها مستمر في الهجرة.
فاطمة التاوي/ هولندا

سنة 1977 هاجرت فاطمة التاوي إلى هولندا في إطار التجمع العائلي، لتبدأ مسيرة سيدة مغربية في بلاد لا تعرف عنها شيئا سوى عائلتها الصغيرة.

Fatema Taoui
عائلة صغيرة سرعان ما كبرت مع مجيء خمسة أبناء لتبدأ رحلة أخرى هي تربيتهم على الثقافة المغربية في المجتمع العولندي.مستوى فاطمة التاوي التعليمي مكنها من أخذ زمام المبادرة داخل المنزل وتلقين أبنائها مبادئ الثقافة المغربية واللغة العربية، التي تفتخر بأن جميع أبناءها ملمون به كتابة وقراءة.

العطواني زهرة/ هولندا

في سنة 1980 تركت زهرة العطواني وظيفتها في المغرب في سبيل الالتحاق بزوجها المهاجر في هولندا في إطار التجنع العائلي.هذا الأمر لم تندم عليه يوما زهرة العطواني وهي ترى أربعة أبناء يكبرون أمام أعينها ويتزوجون وينجبون لها سبعة أحفاد.

Zahra Atouani
هذا الانشغال بتربية الأبناء لم يتني زهرة على مواصلة العمل الجمعوي الذي بدأته في المغرب، مما جعلها صلة وصل بين مدينة روتردام وجهة وجدة حيث لا تتوقف عن تنظيم قافلات طبية ومدرسية لفائدة أبناء المغاربة، كيف لا وهم الوطن حملته منذ سن السادسة عشرة عندما شاركت في المسيرة الخضراء.

لطيفة الحمياني / ايطاليا

لم تكن لطيفة الحمياني تعتقد أن مرورها من ايطاليا في سفر عابر سيتحول الى إقامة ستتجاوز ربع قرن.مسار لطيفة الحمياني في الهجرة يختلف عن مسار أغلب الأمهات اللائي هاجرن في اطار التجمع العائلي، فاختيار الهجرة كان محض ارادتها الخاصة.

Latifa Hamiani
أم لبنت واحدة متزوجة في ايطاليا تقدم سيدة الأعمال المغربية في روما، للايطاليين وللسياح الوافدين على ايطاليا لمستها المغربية في الاطباق المقدمة في مطعمها وسط روما.

جهّار كبيرة/ الولايات المتحدة الأمريكية

عندما قررت كبيرة جهّار الهجرة قبل ست سنوات تاركة وراءها مسيرة إعلامية امتدت لعشرين سنة في الاذاعة والتلفزة المغربية، كان دافعها الأول والأخير هو الأمومة.

Kabira Jahar
فارتباطها الوثيق بفلذات أكبادها وعدم قدرتها على الفراق جعلها تتخذ قرار الهجرة بعدما اختار أبناؤها التوجه إلى الولايا المتحدة الأمريكية من أجل التحصيل العلمي.
بحنكة الصحافية المهنية خاضت كبيرة جهّار غمار العيش بعيدا عن الوطن وبالرغم من سهولة الاندماج في المجتمع الأمريكي المتعدد الثقافات لكن تحقيق الذات مهنيا في أرض الفرص هو أمر في غاية الصعوبة، إلا أن رغبة الأم في لم شمل أسرتها سواء داخل الوطن أو خارجه تبقى فوق كل اعتبار.
هيأة التحرير

تصوير: منير الميموني (موقع كازا سيتي)

 

Google+ Google+