فاعلون من مغاربة العالم يناقشون الهويات المتعددة والالتزام المواطَن

الجمعة, 15 فبراير 2019

احتضن رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء يوم الجمعة 15 فبراير 2019 ندوة حول موضوع "الهويات المتعددة والالتزام المواطَن".

وفي تقديمه ذكر  الإعلامي والأكاديمي المغربي المقيم بإيطاليا زهير الواسيني، الذي أدار هذه المائدة المستديرة، أن مسألة الهوية تطرح إشكاليات متعددة وذلك بالنظر إلى التعدد الذي تتميز به.

وأشار الواسيني إلى أن تجارب مغاربة العالم مختلفة، مؤكدا وجود إرادات من أجل خلق تأثير وبناء مسار متميز في المجتمعات التي يعيشون فيها.

SIEL19 D8 TR1 OUASINI ZOUHAIR

تحدث أحمد الخنوس، السياسي البلجيكي من أصل مغربي، عن إسهام الهجرة المغربية في بناء بلجيكا، مبينا الحضور القوي للمغاربة في شتى الميادين. 

وفي هذا السياق تطرق الخنوس إلى الانخراط السياسي لمغاربة بلجيكا في المجتمع البلجيكي، والذي جاء بعد تفكير طويل، وفي ظل لحظات صعبة؛ ملاحظا وجود وعي سياسي كبير لدى قطاعات واسعة من مغاربة بلجيكا.

وفيما يخص دوافع الانخراط السياسي ذكر المتدخل دافع الإحساس بغياب العدالة وحضور التمييز.

SIEL19 D8 TR1 KHANNOUS

كما أوضح أن الانخراط السياسي لمغاربة بلجيكا يتم باستصحاب تاريخ البلد الأصلي وتراثه والقيم العائلية الأصلية.

ومن ناحية أخرى، انتقد الخنوس تواتر الحديث في العديد من الدول الأوروبية عن الاندماج، منبها على أنه لا يمكن الحديث عن الاندماج بالنسبة للأجيال الجديدة التي حققت نجاحات متميزة في مختلف المجالات، مبينا أن ما ينقص مغاربة العالم هو وضع استراتيجية للتعريف بالنماذج الناجحة ومواجهة الصور النمطية.

وسلّط الخنوس الضوء على مجموعة من التحديات التي تواجه مغاربة بلجيكا منها التمييز خاصة في مجال الشغل، وصعود اليمين المتطرف ونزعات الإسلاموفوبيا... 

ولم يفت المتدخل الإشارة إلى أن الحكومات الأوروبية تتحمل مسؤولية تنامي التوجهات المتطرفة داخل المجتمعات الأوروبية.

أما فاطمة أورستلي، المتخصصة في القانون والخبيرة الاستشارية، فشدّدت على الواجب الذي يتحمله مغاربة العالم تجاه بلدهم الأصلي وثقافتهم...

SIEL19 D8 TR1 OUSRELTI FATIMA

وذكرت المتدخلة أنه بالرغم من أن قضية الهجرة كانت مرتبطة بالشغل؛ إلا أن مغاربة أوروبا حققوا إنجازات كبيرة في حقول شتى جعلتهم يلجون إلى مناصب استراتيجية، وبأن الالتزام والانخراط في مجتمع الإقامة هو الأساس في عملهم، طبعا  مع الحفاظ على الجذور التي تربطهم بالثقافة المغربية. 

وفي هذا السياق قالت أورستلي إن الثقافة المغربية في أوروبا لا تشكل أي مشكلة، مشددة على أهميتها مع ضرورة حصول تكييف لهذه الثقافة مع السياق الأوروبي.

بالنسبة لنسرين الشحلاف بنسعيد، المحامية والصحفية المغربية المقيمة بإسبانيا، فإن التركيز على الحديث عن الاندماج يجانب الصواب في أحايين كثيرة.

SIEL19 D8 TR1 BENSAID

وفي هذا الإطار قالت المتدخلة إنه يتم استعمال هذه الكلمة وكذا الارتباط بالبلد الأصلي من أجل تبرير عملية تهميش الأجيال الجديدة.

كما أنه يتم استعمال الحديث عن الانتماءات الدينية من أجل تبرير عزل الجاليات المغربية؛ منبهة على أنه لا يمكن ان يحصل الذوبان داخل مجتمعات الإقامة لأن الارتباط بثقافة الأصل قوي.

وفصّلت المتدخلة القول في المسألة الأخيرة بالإشارة إلى ضرورة التمييز بين الإسلام من جهة، وبين صورة وتمثلات الإسلام، وأن الانتماء الديني هو شأن يخص الفرد.

 وتطرقت نسرين الحشلاف بنسعيد إلى الفروقات بين الجيل الأول من الهجرة والأجيال اللاحقة مشيرة إلى أن الأوائل لم تشغل مسألة المطالبة بالحقوق موقعا في عملهم، عكس الأجيال الجديدة فإن مسألة المطالبة بالحقوق؛ خاصة الدينية والثقافية، تعد محورية.

وركزت المتدخلة في النهاية على أهمية التكوين والبيداغوجيا بالنسبة للأجيال الجديدة.

هيأة التحرير

 

 

Google+ Google+