نظرات متقاطعة لإعلاميين مغاربة في الخارج عن حضور الثقافة المغربية ماوراء الحدود

الأحد, 17 فبراير 2019

في إطار البرنامج الثقافي الذي يشارك به في الدورة الـ 25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، نظم مجلس الجالية المغربية بالخارج مائدة مستديرة يوم السبت 16 فبراير 2019 برواقه بالمعرض، ندوة تحت عنوان «وسائل الإعلام وصورة المغرب في الخارج ».

 وناقشت هذه الندوة ماهية ونوعية المواضيع الثقافية التي يتم عرضها على مغاربة العالم، واستحضرت أدوار وسائل الإعلام في تعزيز هذا الحضور، مع محاولة لاستشراف إجابات على الإشكاليات المتعلقة بصورة المغرب في العالم.

SIEL19 D9 TR3 SAIBARI

وشارك في هذه الندوة كل من الإعلامي والأكاديمي المغربي في إيطاليا زهير الواسيني، والإعلامية المغربية المقيمة بواشنطن فدوى مساط، والصحافي والفاعل الجمعوي في الإمارات أنس بوسلامتي، والصحافي المغربي بفرنسا مصطفى الطوسة، مدير قناة « تي في 5 الفرنسية الموجهة لشمال إفريقيا والعالم العربي » نبيل بوحجرة، وسير أطوارها المكلف بمهمة داخل المجلس محمد الصيباري.

أنس بوسلامتي: الثقافة المغربية وسيلة لتصحيح الصور النمطية

قال أنس بوسلامتي في مداخلته إن الثقافة المغربية حاضرة ومكتفية بذاتها، ولا تحتاج مجهودا ليتم إبرازها وتسويقها، وأكد أن الثقافة هي الوسيلة الأنجع لتصحيح الصور النمطية وتصحيح نظرة الآخرين على البلد.

SIEL19 D9 TR3 BOUSLAMTI

وذكر الصحافي المستقر بالإمارات، إن مجموعة من الفعاليات تنظم داخل هذا البلد الخليجي تساهم في التعريف بالمغرب، من بينها المعرض الثقافي المغربي الي صار مناسبة سنوية في أبو ظبي، إضافة إلى تخصيص شهر نونبر من سنة 2018 للحديث عن المغرب في التلفزيون الإماراتي باعتبارها مشرقا للحضارات، وكان هذا الشهر فرصة لتسويق الثقافة المغربية من الشمال إلى الجنوب.

وأشار بوسلامتي إلى أن مسؤولية الإعلام ثابتة وتظهر من خلال اعتماد الصحافة الخليجية بالأساس على ما ينشر في الصحافة المغربية الوطنية خاصة حين يتعلق الأمر بأحداث داخلية، داعيا إلى ضرورة محاربة الصور النمطية داخل المغرب أيضا، من خلال فتح نقاش واسع داخل الوسط الإعلامي حول سؤال المهنية.

وأشار رئيس تحرير سكاي نيوز عربية في ختام حديثه إلى أن اللهجة المغربية واختلافها عن اللهجات المشرقية ليس عائقا في حد ذاته أمام فهم الآخر واستيعابه للمضامين المغربية، بل هو ناتج عن إعراض الآخرين وعدم رغبتهم في بذل أي مجهود يذكر.

مصطفى الطوسة: المغرب فوت فرصة تاريخية ذهبية للترويج لثقافته

أما الإعلامي المغربي في فرنسا مصطفى الطوسة فقد أكد أن  صورة المغرب على العموم هي صورة مستقرة لا تحتاج تلميعا، باعتبار موقعه الجغرافي ووضعه السياسي المستقر، واقتصاده الواعد؛ مضيفا أن انخراط بعض الأشخاص من أصول مغربية في الأعمال الإرهابية ساهم في تلويث هذه الصورة الإيجابية والتشويش عليها.

SIEL19 D9 TR3 TOUSSA

وأكد الإعلامي المغربي الأصل أن التسويق لمنتوج ما وتصديره للخارج يستلزم نجاحه محليا؛ مشيرا إلى أنه قبل التفكير في طرق للتعريف بالثقافة المغربية يجب طرح التساؤل حول ما إن كانت هذه الثقافة مرضية للمغاربة الذين يعيشون فوق التراب الوطني أم لا.

واعتبر المتحدث أن المغرب فوت فرصة تاريخية ذهبية للترويج لثقافته، مفسرا ذلك بكون المغرب سباقا إلى إطلاق أول قناة تلفزيونية خاصة، كان من الممكن أن تكون وسيلة لفرض ثقافته وعولمتها. وأضاف أن عولمة الثقافة المغربية محدودة بسبب اللهجة المختلفة عن باقي اللهجات المشرقية.

ودعا في نهاية مداخلته الإعلاميين المغاربة الذين يشغلون مناصب القرار في مؤسسات إعلامية دولية إلى ضرورة عقد لقاءات ومنتديات لمناقشة طرق ووسائل تخدم صورة المغرب عالميا.

زهير الواسيني: التعريف بالمنتوج الثقافي غير كاف بل يجب الحرص على جودته

ومن جهته قال زهير الواسيني إن على الإعلاميين الفصل بين التواصل والتسويق والإعلام؛ لأن مهمة الصحافي التي تنحصر في الوصف -حسب قوله- تجعله يتجنب الحديث بشكل إيجابي عن بلده الأصلي حتى يحافظ على جانب من الموضوعية وحتى لا يفقد مصداقيته أمام الجمهور الإيطالي.

SIEL19 D9 TR3 ZOUHAIR

وأكد الإعلامي المغربي بإيطاليا، أن الثقافة المغربية يحملها المهاجرون إلى دول المهجر من خلال تمثلها في تصرفاتهم وتعاملهم مع الآخرين، وأضاف أنه بدل التسويق لمنتوج معين ينبغي العمل على تحسين المنتوج في حد ذاته، مشيرا إلى أن التعريف بالثقافة المغربية غير كاف بل ينبغي الحرص على جودة المنتوج الثقافي.

وأضاف المتحدث أنه بالنظر إلى واقع الإعلام اليوم يمكننا أن نستنتج أه يعتمد على الانطباعات وليس على الوقائع، ويركز على الأخبار السيئة أكثر من الأخبار الإيجابية.

فدوى مساط: النظرة الأمريكية للمغرب نظرة فولكلورية

من جهتها قالت فدوى مساط في مداخلتها إن المهاجرين المغاربة بالولايات المتحدة الأمريكية يحاولون حماية هويتهم في مواجهة الاجتياح الثقافي، خصوصا التركي، وذلك من خلال الاحتفاظ بأدوات منزلية وألبسة مغربية، مضيفة إلى أن بعض المنتوجات لم تعد حكرا على المغاربة بل تم التسويق لها من طرف شركات أمريكية كالفوانيس المغربية مثلا التي أصبحت موضة متداولة هناك.

SIEL19 D9 TR3 FADWA

وتؤكد الإعلامية أن المغرب قام بمجهودات جيدة من أجل التعريف بثقافته من خلال استضافة مؤثرين ومصممين عالميين تأثروا باللمسة المغربية وقاموا بالتسويق لها بين قاعدتهم الجماهيرية.

وأشارت الصحافية المغربية بواشنطن أن الثقافة المغربية الحاضرة في الولايات المتحدة الأمريكية تتعلق أساسا بالطبخ واللباس والأثاث، دون وجود أي ذكر للمجالات الأخرى كالأدب، وهو ما يجعل المغرب يبدو بلدا يصدر الفولكلور فقط. وبالحديث عن صورة المغرب داخل السينما الأمريكية، تقول المتحدثة إن حضور المغرب يأتي في سياق سلبي في كثير من الأحيان.

نبيل بوحجرة: الإنتاج السينمائي فاعل رئيسي في الترويج للثقافة

وعبر نبيل بوحجرة في مداخلته عن التزامه الدائم تجاه بلده الأصلي المغرب من خلال إعطاء الأسبقية لتغطية الفعاليات المغربية؛ وأضاف أنه عمل على جعل قناة تيفي 5 الموجهة للمغرب العربي وشريكا إعلاميا رسميا لمختلف الأنشطة مثل المعرض الدولي للنشر والكتاب، ومهرجان مراكش للضحك، ومهرجان موازين وغيرها.

SIEL19 D9 TR3 NABIL

وأكد المتحدث أن الثقافة المغربية تملك من التميز والفرادة ما يجعلها متألقة عبر العالم، لكن التسويق لهذه الثقافة ضعيف مقارنة بنماذج دولية أخرى نجحت في التسويق لثقافتها عن طريق الإعلام.

وذكر موزع الأفلام السابق أن لوسائل الإعلام دورا مهما في التسويق للثقافة لكنه ليس منوطا بالصحافي بالضرورة، فعلى سبيل المثال النموذج التركي نجح في التسويق للثقافة والسياحة التركية من خلال الأفلام والمسلسلات التي تعتمد قصصا بسيطة في الأحداث من أجل إبراز الثقافة التركية، مشيرا في الآن ذاته إلى أن المنتوج السينمائي المغربي يعتمد قصصا معقدة من صميم المجتمع المغربي لن يستطيع المشاهد العادي فهمها واستيعابها. 

 

Google+ Google+