تمحورت الجلسة العامة لليوم الثاني للمؤتمر الدولي حول المناخ الذي ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج بمدينة مراكش حول دور التعليم في المحافظة على البيئة، وعرفت مشاركة مسؤولين سياسيين وخبراء من المغرب والسنغال وزامبيا ومدغشقر وكندا والكوديفوار.
ونوه رشيد بلمختار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني بمبادرة مجلس الجالية الغربية بالخارج لجمع الكفاءات العلمية الإفريقية في الخارج في هذا المؤتمر وما لذلك من أهمية في نسج علاقات التعاون بين دول القارة، مشددا على أهمية التبادل بين الكفاءات الإفريقية في الخارج «التي تعتمد فقط على مجهوداتها الشخصية من أجل الاجتماع بالرغم من الصعوبات التي لقيتها جل مبادرات تجميع هذه الطاقات ».
وفيما يخص موضوع حماية البيئة، فقد أكد بلمختار على إطلاق الوزارة التي يوجد على يرأسها لمجموعة من البرامج لتقوية انتماء التلاميذ إلى مدنهم وإلى أقاليمهم لما في ذلك من تقوية لحس المسؤولية لديهم اتجاه البيئة، معبرا في نفس الوقت عن قناعته بأنه إذا كان سلوك الإنسان وراء التغييرات المناخية فإن للتربية دور محوري في ذلك.
كما أفاد نفس المتحدث على أنه وبفضل دعم مؤسسة محمد السادس للبيئة التي ترأسها الأميرة للا حسناء، تم إنشاء 1735 مدرسة بيئية، وهناك عمل مستمر على تعميم المعرفة وتحسيس التلاميذ بتحديات المناخ، ودعا في نفس الوقت إلى بلورة توصيات مفي هذا المؤتمر يمكنها التعريف بوسائل التعاون في المجال العلمي بين دول الجنوب.
من جهته قدّم المدير العام للبحث في وزارة التعليم العالي بالسنغال، شيخ بيكاي غاي، البرامج التي أطلقتها وزارة التعليم العالي في السنغال في مجال المحافظة على البيئة، واعتبر أن بلاده شرعت في إصلاح نظامها التعليمي بما يجعل احترام البيئة والوعي بعواقب الاحتباس الحراري يضطلع بمكانة أساسية.
وأردف المسؤول السينغالي بالقول إنه وبمناسبة قمة المناخ السابقة في باريس تم خلق وحدات للبحثفي الجامعات السينغالية وتم دعم زسائل التمويل وتشجيع إنتاجات فرق مدارس الدتوراه للبحث في هذا الموضوع، منوها في نفس الوقت بتنظيم هذا المؤتمر المخصص للكفاءات الإفريقية « الذي يشكل أرضية جيدة للتبادل بين الباحثين الأفارقة والاستفادة من تجارب مختلف الدول » يضيف.
في مداخلة له ضمن هذه الجسلة العامة تساءل نائب رئيس الوزراء الزامبي السابق نيفيرس نومبا، عن السبب وراء ارتفاع نسبة الفقر في إفريقيا بالرغم من توفرها على العديد من الموارد الطبيعية، ليخلص إلا أن الحل يكمن في ضرورة أن تختار الشعوب الإفريقية حكومات مناسبة وبرؤية منفتحة بعيدا عن البكائية وإرجاع جميع الإشكاليات إلى نقص الموارد؛ مبرزا أن الشكل الأساسي في إفريقيا هو غياب الريادة مما يجعل المؤتمرات والاتفاقات المبرمة تبرح مكانها، بحسب رأيه.
وفي نفس السياق أكد سفير غينيا بكندا والوزير المنتدب السابق في البيئة أن الملكة المغربية لخا جميع المقومات لريادة القارة الإفريقية لما أنها تتمتع بثقة الدول الإفريقية، والشرعية التي خولتها لها رئاسة الدورة 22 من مؤتمر الأطراف حول المناخ.
ولم يفوت الدبلوماسي الغيني التنويه بمبادرات مجلس الجالية المغربية بالخارج من أجل تعبئة الكفاءات الإفريقية، مما يجعل كلمة الجاليات الإفريقية مسموعة عبر العالم، داعيا الحكومات الإفريقية إلى دعم هذه الدينامية.
من جانبه ركز وزير البيئة المغربي الأسبق، مولا احمد العراقي، على ضرورة اعتماد إفريقيا على إمكانياتها الذاتية من أجل النهوض وللتقدم، زمذكرا بأن المشكل يكمن في كون إفريقيا تتوفر على موارد طبيعية هائلة وساكتها تمثل 16 في المائة من سكان العالم لكنها لا تساهم إلى بـ 1 في المائة من الاقتصاد العالمي.
وأبرز العراقي في هذا الصدد أن 42 مليون شخص يهادرون عبر العالم بسبب التغيرات المناخية، وفقط مليونين منه يصلون إلى أوروبا ومع ذلك فإن دولها تشتكي، وهو ما يفرض على الدول الإفريقية لأنها ستستمر في مواجهة التحديات المرتبطة بهذه الحركيات.
وناشد العراقي النخب العلمية إلى الانخراط في ديناميات التغيير وعدم التكيف مع الفوضى والمشاركة فيه بطريقة غير مباشرة، داعيا الكفاءات العلمية إلى خلق لجنة بين الجامعات لدعم البحث العلمي الذي لا يمكن للحكومات إلى أن تشجعهم في ذلك.
وفي آخر مداخلة في هذه الجلسة العامة، اعتبر باتريك راجولينا رئيس منظمة « مجمع أصدقاء مدغشقر » البيئية، أن رئاسة المغرب لمؤتمر الأطراف حول المناخ تشكل فرصة لإفريقيا، مبرزا أن المغرب قادر على تقديم الإجابات على تحديات التغييرات المناخية في القارة.
وقال راجولينا في نفس الإطار إن جلالة الملك يحمل صفة الريادة في إفريقيا، والتي ستعزز أكثر بعودة المغرب إلى الاتحادالإفريقي، مضيفا أن القارة الإفريقية تعتمد على خبرة المغرب الاستثنائية في مجال التنمية المستديمة وحماية البيئة.
هيأة التحرير