بوصوف: ثلاثة اختلالات تواجه تدبير إسبانيا لملف المسلمين

الخميس, 24 غشت 2017

طرحت الهجمات الإرهابية الأخيرة بمنطقة كاتالونيا في إسبانيا مرة الأخرى السؤال حول قضية اندماج المسلمين في إسبانيا. في حديث له مع وكالة الانباء الإسبانية إيفي، يقدم الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج عبد الله بوصوف مكامن الخلل في تدبير الحكومة الإسبانية في الشأن الديني، ويطرح مجموعة من المقترحات لتحسين ممارسة الشعائر الدينية للمسلمين وتسهيل اندماجهم بشكل تام في المجتمع الإسباني وعدم السقوط في فخ التطرف والإرهاب.

بالنسبة لعبد الله بوصوف فإن منظومة تدبير الشأن الديني المتعلق بالمسلمين في إسبانيا تعاني من ثلاث إشكاليات أساسية: غياب أماكن محترمة للممارسة الدينية، وضعف التكوين الديني لدى الأئمة، وغياب أقسام للتأطير الديني في المدارس.

بالنسبة للإشكالية المرتبطة بأماكن العبادة يرى الدكتور عبد الله بوصوف أن قلة المساجد الحقيقية في إسبانيا تجعل المسلمين يشعرون بأنهم ليسوا مواطنين كاملي المواطنة يمكنهم المطالبة بحقوق وتكون عليهم واجبات، مبرزا بأن هذا الامر لا يشرف إسبانيا.

"كيف يعقل أن لا تتوفر إسبانيا التي تضم أزيد من مليون مسلم سوى على 5 أو 6 مساجد فقط؟ وفي كاطالونيا التي تحتضن أزيد من 300 ألف مسلم ليس هناك أي مسجد" يقول بوصوف قبل ان يضيف بأن اضطرار المسلمين في إسبانيا إلى الصلاة في الكراجات او في أماكن مشابهة يولد لديهم نوعا من التذمر خصوصا لدى الشباب الذين نشؤا في إسبانيا على أساس أن لهم حقوق وأنهم مواطنون.

اما فيما يتعلق بقضية الأئمة فقد شدد بوصوف على ندرة الأئمة ذوي التكوين الجيد، وعلى عدم إجادة العديد منهم للغة الإسبانية، مؤكدا على ضرورة توفر الإمام في أوروبا على تكوين مزودوج يضم الجانب الديني وكذا العلوم الإنسانية التي تمكنه من الاطلاع على تاريخ وحضارة وقوانين دول الإقامة.

وذكر بوصوف في هذا الشأن بأن المغرب بإمكانه تكوين هؤلاء الأئمة باتفاق مع بلد الإقامة كما كان الشأن مع ألمانيا (اتفاق تكوين 40 أماما سيبدؤون العمل في شتنبر المقبل) وأيضا مع فرنسا (تكوين 50 إماما) وهولندا التي عبرت عن اهتمامها باتفاق مماثل، بينما ترفض إسبانيا هذا الامر لأسباب سياسية !

وبالنسبة للإشكال الثالث لنموذج التدبير الديني الإسباني، المرتبط بالتأطير الديني في المدارس، فيرجع بوصوف ذلك إلى غياب أقسام لإعطاء دروس في الدين للأطفال المنحدرين من أسر مسلمة ما عذا في سبتة ومليلية، وهو الأمر الذي يضرب عرض الحائط الاتفاقات الموقعة سنة 1992 بين الدولة الإسبانية والجمعيات الممثلة للمسلمين. "إذا لم يجد الشاب الباحث عن هويته الدينية أجوبة في وسط العائلة وليس لديه مسجد ولا معلمين يرشدونه في المدرسة أين سيجد هذه الأجوبة؟ يتساءل بوصوف مردفا بأن الجواب يجده في الإنترنت حيث ينتشر الفكر الديني المتشدد.

بالنسبة للأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج والخبير في الشأن الديني في أوروبا، فإن التعاون مع المغرب في قضية تكوين الأئمة واختيار المعلمين سيساعد في تجاوز إشكاليات اندماج المسلمين في إسبانيا "غير أن الإشكال يكمن في ضعف ثقة إسبانيا في هذا المسار اعتقادا منها بأن ذلك سيجعل المغرب يفرض تحكمه مفي 800 ألف مغربي مقيمين في التراب الإسباني".

بالإضافة إلى هذا يعتبر بوصوف بأن النموذج الديني المغربي يمكن ان يكون مفيدا لإسبانيا لقيامه على ثلاثة أعمدة هي المذهب المالكي الذي يحث على تأقلم المسلم مع السياق الاجتماع يوالثقافي الذي يعيش فيه، والعقيدة الأشعرية التي ترفض تكفير الآخر، وكذا التصوف الذي يعزز الجانب الروحاني، وكلها عناصر مضادة للتطرف.

ودعا بوصوف في هذا الحوار مع وكالة الانباء الإسبانية حكومة مدريد إلى العمل على وضع حد للانقسامات في صفوف الجاليات المسلمة في إسبانيا والإطارات الرسمية الممثلة لهم مثل اتحاد الجاليات المسلمة في إسبانيا، والفدرالية الإسبانية للهيآت الدينية الإسلامية.

هياة التحرير

الصحافة والهجرة

مختارات

Google+ Google+