بوصوف يدعو أئمة فرنسا إلى المعرفة العلمية لفهم السياق الأوروبي والانفتاح على المجتمع

الثلاثاء, 30 يناير 2018

نظم المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة بالشراكة مع اتحاد مساجد فرنسا يوم الثلاثاء 30 يناير 2018 دورة تكوينية للأئمة بالعاصمة الفرنسية باريس.

ويأتي تنظيم هذه الدورة في إطار مواصلة المجلس مشروعه في تأهيل الأئمة ليكونوا في مستوى أدائهم لرسالتهم في السياق الأوروبي بما يخدم قيم العيش المشترك الكفيلة بتعزيز أسس الأمن والاستقرار الاجتماعي.

وقد أطر الدورة كل من الأستاذ الطاهر التجكاني رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة والأستاذ عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج والأستاذ محمد موساوي رئيس اتحاد مساجد فرنسا والأستاذ سعيد شبار رئيس المجلس العلمي ببني ملال.

خلال مداخلته في أشغال هذه الدورة تطرق الدكتور عبد الله بوصوف في كلمته إلى وضع المسلمين في أوروبا اليوم، ولفت الانتباه إلى الوضعية المزرية التي يعيشونها اليوم على كل الأصعدة، حيث وصفها بحالة إفلاس، متسائلا إن كانت هذه الحالة قابلة للتغيير بالنظر إلى ما تراكم من مظاهر سلبية وصور نمطية شكلت ذهنيات ونفسيات سواء عند المسلمين أو عند عموم المجتمعات التي يعيشون فيها.

SG 2018 2

وبعد استعراضه لجملة من هذه المظاهر وتذكيره بالظروف التاريخية والدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي ساهمت في إنتاج هذه المظاهر وتكريسها، انتهى إلى ضرورة استنهاض الإرادات من أجل تغيير هذا الوضع، مشددا على الإمكانات والفرص التي توفرها المجتمعات الأوروبية من أجل تجاوز هذه الحالة ورفع التحديات.

 وأكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج في ثنايا حديثه على أن القيم المشتركة تتأسس في الإسلام على المعرفة بالآخر وبالسياق الذي يجمعنا مع الآخر، ملفتا النظر إلى أن إعلاء القرآن الكريم من قيمة التعارف كغاية للاجتماع الإنساني يشترط المعرفة ابتداء بين الناس والمجتمعات.

واعتبر بوصوف أنه ولتحقيق المعرفة للوصول إلى التعارف، لابد من معرفة دقيقة، بالسياق الذي يعيش فيه المسلمون، المحلي والعالمي، "ذلك أن المسلمين في عمومهم منفصلون عن سياقات واقعهم وعصرهم"، وهو الانفصال الذي جعل من دينهم وتراثهم منصات لإعادة إنتاج الماضي فكرا وسلوكا، وبوابة للخروج من التاريخ والعصر؛ مذكرا في نفس الوقت بما يزخر به الدين والتجربة التاريخية من قواعد ونماذج من العيش المشترك، على اعتبار أن الأصل في هذه التجربة هو التعدد والتنوع على مختلف المستويات.

وختم الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج كلمته بالتأكيد على ضرورة جعل المؤسسات الإسلامية معابر للدخول إلى مجتمعات إقامتها والمساهمة في الانخراط في بنائها والحفاظ على توازناتها، "لا جعلها حصونا تفصلنا عن زماننا وتعزلنا عن مكاننا".

وختم كلمته بدعوة الأئمة إلى ضرورة معرفة سياقات المجتمعات التي يشتغلون فيها معرفة علمية دقيقة لتأهيلهم لإنتاج اجتهادات تلامس هموم وقضايا مواطنيهم انطلاقا من النص القرآني الثري في معانيه ومراميه.

الصحافة والهجرة

Google+ Google+