أفريقيا.. إلى أصول التحركات البشرية

الخميس, 13 فبراير 2014

 للمرة السادسة على التوالي سيكون جمهور المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء على موعد مع برمجة غنية ومتنوعة يقترحها رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج، والذي اختار هذه السنة تسليط الضوء على إفريقيا، مهد الإنسان ومصدر الحركات البشرية.

فبعد أن سلطت مشاركة المجلس في الدورة الماضية  من المعرض الدولي للكتاب والنشر الضوءَ على الآداب الإفريقية في الهجرة، من خلال تقريب أدب المنفى الإفريقي أو "الزنجي" إلى الجمهور المغربي، وجعله ينفتح على أعمال إيمي سيزير، وليوبارد سيدار سنغور، وآخرين ممن بصموا الأدب العالمي وساهموا، بمعية آخرين، في التأسيس لتيار "الزنجية" الذي ارتبط بالهجرة والمنفى؛ ارتأى المجلس خلال هذه المشاركة التغلغل في عمق المغرب الإفريقي والعودة إلى أصول التحركات البشرية من خلال بوابة الهجرة بالنظر للحضور التاريخي للمغاربة في إفريقيا، وبدرجة أكبر في جزئها الغربي، واعتبارا للتاريخ المشترك في الهجرة الذي طبع منذ عقود الوجود القوي للمهاجرين المغاربة جنبا إلى جنب مع مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في أوروبا بصفة عامة، وفي فرنسا على وجه الخصوص، وصولا إلى تحوّل المغرب من بلد عبور بالنسبة للمهاجرين الأفارقة إلى أرض استقبال مع كل ما يفرضه ذلك من تحديات ورهانات.

ستمكن مشاركة المجلس في هذه الدورة التي استدعى لها المجلس 13 دولة إفريقية من وضع أسس التفكير المشترك والتشاور مع المؤسسات المكلفة بالهجرة في هذه الدول حول القضايا الاستراتيجية المرتبطة بالهجرة، سواء بين المغرب والدول الإفريقية، أو بخصوص الإشكاليات التي يواجهها المهاجرون المغاربة المنحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء في دول الاستقبال.

إن التحولات العميقة التي عرفتها الهجرة في أوروبا في السنوات الأخيرة خصوصا في الدول المتأثرة بالأزمة الاقتصادية العالمية قد ساهمت في بروز مظاهر العنصرية والتطرف والإسلاموفوبيا مما يضع الهجرة في مواجهة مباشرة مع هذه الإشكاليات، وهو الأمر الذي يتطلب تظافر الجهود من أجل الضغط المشترك والدفاع عن مصالح الجاليات المهاجرة، ومصالح إفريقيا عموما؛ وتكوين قوة في دول الهجرة للتحسيس على الأقل بأهمية المهاجرين في دول الاستقبال؛ وهو هدف آخر يسعى المجلس لبلوغه خلال هذه الدورة.

بالإضافة إلى التركيز على إفريقيا باعتبارها ضيف شرف المجلس خلال هذا الموعد الثقافي، ستعرف برمجة رواق المجلس لحظات قوية تتجسد في الجودة والغنى الفكري الذي تقترحه الموائد المعرفية والثقافية المستديرة، وجلسات النقاش طيلة أيام المعرض بحضور أزيد من مائة مشارك قادمين من 25 دولة بالإضافة إلى المغرب؛ كما سيتم أيضا تسليط الضوء على خمسينية الاتفاقيات التي وقعها المغرب مع كل من بلجيكا والسنغال.

وتكريما لمغاربة العالم وتشجيعا للكفاءات المغربية التي يسطع نجمها في دول الإقامة سيحتفي المجلس خلال هذه الدورة بنخبة من مغاربة العالم خلقت الحدث في دول الإقامة هذه السنة.

 

الصحافة والهجرة

Google+ Google+