كلمة السيد سعد الكتاني

السبت, 13 يونيو 2009

ملتقى

مغربيات من هنا وهناك، مراكش

كلمة السيد سعد الكتاني

المندوب السامي لجمعية الذكرى 1200 لتأسيس مدينة فاس

السيدة مستشارة صاحب الجلالة

السيدات والسادة الوزراء

السيد رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج

أيتها السيدات، أيها السادة

اسمحوا لي بأن أعرب عن سعادتي وفخري بأن أشارككم هذه اللحظة القوية التي ستدخل دون شك في تاريخ المغرب، وبشكل أخص تاريخ المرأة المغربية. فهذا الملتقى الذي يجمع نخبة نسائية مغربية من هنا ومن العديد من بلدان المعمور هو موعد بالغ الأهمية يندرج بشكل كامل في الخطوات المجددة لصاحب الجلالة الهادفة إلى تشييد مغرب عصري، ديمقراطي وتضامني، مغرب ضارب في جذور تاريخه لكن متوجه بثبات نحو المستقبل...

 

وكما تعلمون، فنحن نحتفل هذه السنة بمرور 12 قرنا من تاريخ المملكة المغربية. وارتكز تخليد هذه الذكرى، أولا وقبل كل شيء، على قراءة لأهم العبر المستخلصة من المسار التاريخي للمغرب والمغاربة بدءا من تأسيس مدينة فاس، الذي شكل نقطة تحول في تاريخ بلدنا الممتد لآلاف السنين. وتمت ترجمة تلك الدروس والعبر إلى محاور أساسية كانت وراء مجمل الأنشطة والبرامج التي شرعت فيها جمعية الذكرى 1200 لتأسيس مدينة فاس أو أنجزتها أو صادقت عليها. ومن بين المحاور المعتمدة عقب قراءة معمقة للتجربة المغربية، هناك محور يتعلق بـ"مغرب النساء" يهدف إلى رد الاعتبار للدور البارز الذي تلعبه المرأة المغربية على مر العصور.

وكانت تلك بالمقابل المرة الأولى التي تم فيها تنظيم ندوة بعنوان "مغرب النساء"، وكان ذلك مباشرة عقب حفل افتتاح مكتبة القرويين بفاس، حيث تمت إماطة اللثام عن دور المرأة في تاريخ المغرب السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري والديني. وكان الهدف يكمن في إطلاق مسلسل بحث لدى الجامعيين والعلماء من أجل الاهتمام عن قرب بالمرأة المغربية، من جهة، وإثارة انتباه عامة الناس إلى المساهمة، المستصغَرة في الغالب، للمرأة في بناء الدولة والمجتمع المغربيين.

ومما لاشك فيه أن مساهمة المرأة المغربية في بناء الهوية والأمة المغربيين تعود إلى ما قبل التاريخ. فبالنسبة لنا، مرور 1200 سنة على التأسيس عبارة أيضا عن لحظة للتأمل في مساهمة المغربيات في تشييد المغرب وفي بناء شخصيته التاريخية وهويته الثقافية. وكان من الواجب إطلاق مسلسل لرد الاعتبار للفاعلات في الذاكرة المغربية الجماعية والاحتفاء بالمرأة المغربية، التي ساهمت، من خلال شجاعتها وإبداعها وتفانيها، على امتداد تاريخ المغرب، في تشكيل صفة "مغربي".

 

وستفهمون، لا محال، سعادتنا البالغة بانضمامنا إلى مجلس الجالية المغربية بالخارج في تنظيم هذا الملتقى الذي يندرج في تتمة منطقية لهذه المسيرة الهادفة إلى استلهام قيم ماضينا من أجل مستقبل أفضل لبلدنا، وهو المستقبل الذي لا يمكن بناءه دون المساهمة الفاعلة للمرأة، مثلما هو معهود فيها على الدوام.

شكر:

وأود في الختام أن أوجه خالص شكري لمجلس الجالية المغربية بالخارج، الذي يقوم منذ تأسيسه بعمل رائع وغاية في المهنية؛ وما لقاءنا اليوم إلا واحد من التجليات العديدة لهذا العمل. كما أود أن أهنئ الرئيس ادريس اليازمي والأمين العام عبد الله بوصوف وكافة الفريق العامل بالمجلس على جودة العمل الذي يقومون به.

 

 

الصحافة والهجرة

مختارات

Google+ Google+