مينة حيدرة: لا توجد في الكوت ديفوار فرص عمل للمهاجرات الغير مؤهلات

نبهت مينة الكرازبي حيدرة رئيسة جمعية النساء المغربيات بساحل العاج، إلى الصعوبات التي تعانيها المغربيات في إفريقيا؛ خاصة تلك المشاكل المتعلقة باستغلالها من طرف الشبكات المتخصصة في الدعارة، التي تقنع الفتيات بالعمل في المجال السياحي، ليجدن أنفسهن ضحية شبكات متخصصة في الدعارة.

وبعد الحديث عن تجربتها في الهجرة بالكوتديفوار، اعتبرت مينة حيدرة في حوار مع بوابة مجلس الجالية المغربية بالخارج، على هامش مشاركتها في الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، أن الكوت ديفوار ترحب بالمغاربة، وأنه بلد يقدم مؤهلات للاستثمار لكنه ليس كذلك بالنسبة للمهاجرات الغير مؤهلات.

وفيما يلي نص الحوار.

في البداية نود لو تحدثينا عن قراركم الهجرة والاستقرار في مجتمع تختلف عاداته وتقاليده عن المجتمع المغربي؟

هاجرت إلى الكوت ديفوار سنة 1993 بعد زواجي من مواطن إيفواري، وكان اندماجي في المجتمع الإيفواري سهلا مقارنة بالأسر التي يكون فيها كلا الزوجين من المغرب. والشعب الإيفواري شعب يرحب بالمغاربة، ويتمتعون هنا بسمعة جيدة. بالنسبة لي لم يكن هنالك أي عائق يمنعني من ان أندمج في المجتمع.

استطعتم بناء مسيرة مهنية في الكوت ديفوار، هل كان الأمر متوقعا أم جاء فقط بمحض الصدفة؟

ليس من السهل على المرأة المغربية الهجرة إلى إفريقيا. ففي بداية ولوجي ميدان العمل كنت أتعرض لمضايقات، لم أستطع معرفة أسبابها في بداية الأمر؛ بعد ذلك أدركت أن السبب هو وجود جانب مظلم  يتمثل في حضور الفتيات المغربيات ضحايا شبكات الدعارة، واللواتي يعشن في ظروف سيئة.

ففي البداية كانت هذه السمعة تجعل من الصعب عليّ أن أشتغل بالرغم من توفر الشهادات والخبرة. ولكن ولله الحمد استطعت بعد ذلك دخول ميدان الشغل، وأيضا اقتحام ميدان السياسة، واستطعنا أن نثبت أن المغربيات فعلن الشيء الكثير وأتبتن حضورهن في جميع الميادين في العالم بأسره.

كيف جاءت فكرة خلق جمعية للدفاع عن الفتيات المغربيات ضحايا شبكات الدعارة؟

في الأول كان لدي موقف من هؤلاء الفتيات، ولكن عندما اقتربت منهن واطلعت على مشاكلهن اكتشفت أن غالبيتهن هن ضحايا استغلال من طرف شبكات كثيرة خصوصا لبنانية؛ وذلك من خلال وهم الاشتغال في الفندقة. نحن نعرف أن أغلب هؤلاء الفتيات غير مؤهلات للشغل في المغرب وليس لديهن مستوى دراسي عال، وينحدرن من عائلات بسيطة منها من تقترض لتوفير مصاريف سفر الفتاة، التي تعتقد بأنها ستشتغل لمساعدة أهلها مما يضعها في مأزق لا يمكن معه الرجوع إلى الوراء.

هل استطاعت جمعيتكم الحد من بعض مظاهر استغلال الفتيات؟

أعتقد أن هناك تطورا ملموسا؛ لأننا بدأنا منذ حوالي عشر سنوات بالحديث عن هذا الإشكال الذي كان بمثابة طابو، وأنا أشكر مجلس الجالية المغربية بالخارج الذي استطعت من خلاله أن ألتقي بمسؤولين من أجل تبليغ رسالتنا بخصوص ما يقع للفتيات المغربيات الغير مؤهلات في الكوت ديفوار، والتقيت بأمهات كن على وشك الإقدام على إرسال بناتهن للعمل في الفنادق. والحمد لله فإن الرسالة وصلت أيضا من خلال وسائل الإعلام.

ألا ترون بأن الإعلام المغربي يساهم في تكريس أحكام جاهزة عن هؤلاء المهاجرات، مما يجعلهن ضحايا حتى في بلدهم الأصلي؟

بطبيعة الحال، فكما سبقت وأن قلت فإنهن ضحايا، بالفعل هناك من يهاجرن لهذا الغرض، ولكن الأغلبية يتم توريطهن من طرف شبكات تستغلهن استغلالا كبيرا وفي بعض الأحيان تكون الضحية فتيات قاصرات. وهذا أمر كارثي، وأنا أحمل مسؤولية كبيرة للإعلام.

هنالك الكثير من الفتيات اللواتي يهربن ويتوجهن نحو الجمعية من أجل مساعدتهن في العودة إلى المغرب. إذن لو تم تحذيرهن من قبل لما وجدن أنفسهن في هذا الموقف.

الكوت ديفوار ليست بها فرص عمل لغير المؤهلين. من أراد التوجه نحو الكود ديفوار للاستثمار أو لمزاولة عمل تجاري، فإن الكوت ديفوار بلد ليبرالي مفتوح وله مؤهلات كبيرة. أما بالنسبة لغير المؤهلين الذين يعتقدون بانهم سيشتغلون في ميدان السياحة فذلك مجرد وهم؛ لأن اليد العاملة في الكوتديفوار رخيصة والدخل الأدنى ضعيف مقارنة مع ما هو عيله الحال في المغرب. أنا أفضل أن تشتغل هؤلاء الفتيات في المغرب على التوجه نحو الكوتديفوار.

 

الصحافة والهجرة

Google+ Google+