سعاد المعلم... حسناء بومبارديي

الأربعاء, 09 أكتوير 2013

إذا كان الفضل يعود لشخص في اختيار إحدى اكبر شركات صناعة الطيران في العالم، شركة بومبارديي، إقامة مصنع لها في المغرب بقيمة استثمارات ستصل إلى 200 مليون دولار أمريكي، فلن يعود سوى لمهاجرة مغربية اسمها سعاد المعلم.

تمثل سعاد المعلم أحد النماذج الناجحة لمغربيات استطعن البصم على مسارات متفردة في دول الهجرة مع الاحتفاظ بعلاقات متينة مع وطنهم الأم، المغرب.

من مدينة الدار البيضاء المغربية بدأت سعاد مسارها، وبالضبط في كلية الحقوق حيث قررت بعد نيل إجازتها في القانون خوض تجربة الهجرة من أجل استكمال مسارها الدراسي؛ فكانت الوجهة معهد الدراسات العليا في التجارة HEC بمدينة مونتريال الكندية سنة 1993؛ "كنت في الطائرة وكانت لدي رغبة كبيرة في العودة إلى منزلي، لكنني تيقنت في نهاية الأمر أنني سوف أؤسس حياتي بمونتريال" تصف سعاد المعلم شعورها، في حوار مع جريدة ميترو الكندية صدر يوم 18 يناير 2012.

بعد نيلها دبلوم إدارة الأعمال سنة 1998 وإدارة العمليات والإنتاج والنظام المعلوماتي، استهلت المهاجرة المغربية مشوارها المهني من شركة الاتصالات Nortel Networks/FCI، وقضت هناك خمس سنوات، ثم انتقلت إلى شركة بومبارديي المتخصصة في صناعة الطائرات سنة 2001.

منذ التحاقها بالشركة المتخصصة في صناعة الطيران حققت سعاد المعلم نجاحات مطردة على المستوى المهني، ونظرا لرغبتها في الاطلاع على تطور صناعة الطيران في شمال إفريقيا، لم تدع سعاد المعلم فرصة تواجدها في المغرب في عطلة عائلية تمر دون اكتشاف مجال صناعة الطائرات في المغرب. ومكنتها دعوة من المجموعة الصناعية المغربية لصناعة الطيران لزيارة قطب صناعة الطائرات في الدار البيضاء من الوقوف على المؤهلات التي يمكن للمغرب تقديمها في هذا المجال.

"راودتني الفكرة عندما كنت في سفر مع عائلتي نحو المغرب، ودفعني حب الاستطلاع إلى الوقوف على مؤهلات صناعة الطائرات في المغرب وقمت بزيارة العديد من المصانع وتفاجأت بجودة المؤهلات" تقول سعاد المعلم في إحدى الحوارات الصحفية.

اقتناعها بمؤهلات المغرب في مجال عمل الشركة الكندية، جعل تفكير سعاد المعلم ينصب على كيفية تقديم وعرض هذه المؤهلات على مسؤولي شركة بومبارديي، وكان لها ما أرادت فعادت إلى المغرب سنة 2009 في زيارة عملية هذه المرة رافقها خلالها نائب رئيس "بومبارديي"، ولم تعد إلى مونتريال إلا ومعها موافقة مبدئية من الشركة في فتح مصنع في الجهة الأخرى من المحيط الأطلسي.

بعد عشرين سنة من رحلة الهجرة إلى كندا، وبالضبط يوم 30 شتنبر 2013 تحول حلم سعاد المعلم إلى حقيقة؛ فبالإضافة إلى توشيحها اعترافا بدورها في تنمية مجال صناعة الطيران في المغرب، قام الملك محمد السادس، بتدشين المحطة الصناعية المندمجة الخاصة بمهن صناعة الطيران والفضاء "ميدبارك"، حيث سيكون مصنع "بومبارديي" الأول الذي يفتح أبوابه بهذه المحطة.

محمد الصيباري

الصحافة والهجرة

Google+ Google+