هاشم بن الصالح العلوي مغربي يخبر نظم المعلومات بالمؤسسات الكندية

الإثنين, 25 مايو 2015

"كان الأمر مجرد صدفة"، هكذا يعلق هاشم بن الصالح علوي على الطريقة التي قرر بها الهجرة إلى الديار الكندية سنة 1989، إذ لم يكن ذا إصرار مسبق على مغادرة المغرب، حيث كان يشتغل في القطاع البنكي الذي كان الاشتغال فيه يعتبر حينها ذا أفق مغر، وحلما كبيرا بالنسبة للكثيرين.

بعد اتمام دراسته في مجالي البيولوجيا، تم الإعلاميات بمكناس، انتقل ابن مدينة أزرو إلى الدار البيضاء، حيث اشتغل في القطاع البنكي؛ وكان وضعه المهني المريح أبعد من أن يجعله أمام خيار التفكير في الهجرة خارج أرض الوطن، ولم يتصور حينها الشاب المغربي نفسه يوما مديرا عاما لنظم المعلومات في أحد اقوى القطاعات الاقتصادية في كندا.

"سمعت عن هجرة زميلة لي في العمل... فقررت أن أستقصي الأمر. ذهبت إلى السفارة الكندية بالرباط للاستفسار، ثم قدمت وثائقي الشخصية والمهنية. وقد تطلبت جميع المراحل بما فيها الفحص الطبي، واللقاء المباشر بالسفارة الكندية بالمغرب سبعة أشهر. كان الأمر صدفة وقررت أن اتخذ مسلك الهجرة، ولعل الصدفة خير من ألف ميعاد"، يقول هاشم في حوار أجرته معه أسبوعية الأيام المغربية.

لم تكن الأيام الأولى لهاشم في كندا مفروشة بالورود، حيث عاش الشاب المغربي حديث العهد بأرض الأحلام فترة صعبة، أجبر معها على الإشتغال في مهن لم يتصور نفسه يوما يقوم بها، بداية ببيع الجبن وانتهاء بالعمل في وكالة أسفار بعيدا كل البعد عن مجال تخصصه.

 "كنت استيقظ كل صباح، أحمل نسخا من سيرتي الذاتية، أقصد شارعا مهما بمدينة مونتريال وأضع في كل شركة نسخة من سيرتي الذاتية.. كنت أرسل ما لايقل عن 20 إلى 30 طلب شغل يوميا" يضيف هاشم.

 على الرغم من قسوة حياته، إلا أن ابن الصالح كان مصرا على متابعة دراسته بالمهجر منذ الأيام الأولى على وصوله لمونريال، حيث درس في الجامعة مابين سنتي 1989 و1994 قبل أن يتوج مساره الأكاديمي بالحصول على شهادتي الإجازة والماستر في الإعلاميات، وكان يشتغل طوال اليوم ليتكمن من تغطية نفقات دراسته في المساء.

كفاءة هاشم بن الصالح علوي وتكمنه في مجال تخصصه سيشكلان له نقطة تحول كبرى في سنة 1995، نقلته من واقع المهاجر المغربي الذي بالكاد يغطي نفقات دراسته بكندا، إلى إطار في وكالة الإحصائيات الكندية بالعاصمة أوتاوا، ليكون بذلك أول مهاجر في كندا يلج الوظيفة العمومية بالدرجة الثانية، حيث جرت العادة هناك أن يرتب الوافدون الجدد في الدرجة الأولـى، بمن فيهم المواطنون الكنديون.

سيتمكن بن الصالح مرة أخرى من الظفر بأحد مناصب المسؤولية بوزارة الصناعة الكندية كإطار في قسم المعلوميات، ليكون المترشح الوحيد الذي يجتاز مباراة شغل هذا المنصب بنجاح، من أصل 100 مترشح.

 حظي بن الصالح خلال ممارسة مهامه في وكالة الإحصائيات الكندية، وفي وزارة الصناعة بثقة كبيرة من طرف رؤسائه وكذا مرؤوسيه، ثقة ستعيده من جديد إلى مكتب الإحصائيات بطلب من مسؤولة في المكتب، للإشراف على أحد المشاريع الكبرى التي كان يعدها المكتب آنذاك.

في سنة 2002، سيعين هاشم بن الصالح مديرا في  وزارة المالية الكندية، في مهمة أصعب،  تجمع بين ثلاثة وزارت هي المالية والخزينة العامة والوظيفة العمومية، قبل ان يلتحق بوزارة الخزينة العمومية في أوتاوا، مكلفا  بمشروع  استرتيجي يهدف إلى إعادة هيكلة وتوحيد نظم الأهرام المهنية في الوظيفة العمومية الكندية؛ ومنها  إلى وكالة الوظيفة العمومية الكندية برتبة مدير عام ورئيس قسم، وهناك أشرف على  مشاريع هيكلية تهم التوظيفات والمراقبة والافتحاص، ليستقر به المقام حاليا في وزارة الصيد البحري كمدير عام نظم المعلومات منذ سنة 2013.

يفسر بن الصالح تنقله بين العديد من المرافق العمومية في كندا على أنه اختيار شخصي، إذ يرى الإطار المغربي أن الدور الذي يتقنه هو التأسيس لمشاريع جديدة والعمل على تطوير مشاريع موجودة، وأنه لن يقبل العمل في أي منصب مالم يكن في حاجة إلى مشروع تغيير.

إلى جانب نشاطه المهني، ينخرط هاشم بن الصالح  بقوة في أنشطة الجالية المغربية المقيمة بكندا، خاصة عبر تنظيمات جمعوية متنوعة في إطار شبكة منتدى الكفائات المغربيىة المقيمة في كندا، والذي يعمل داخله على التعريف بفرص الاستثمار داخل المغرب، و على تنظيم ندوات ذات علاقة بالاقتصاد المغربي وتشجيع استثمارات الجالية المقيمة في كندا وتقوية جسور التبادل الثقافي بين المغرب وكندا.

وليد بقاس*

صحافي متدرب

الصحافة والهجرة

مختارات

Google+ Google+