كريم زيدان.. مهندس مغربي يطور محركات BMW

الجمعة, 05 يونيو 2015

هو واحد من أنجح الكفاءات المغربية في ألمانيا، ويصنف ضمن أمهر المهندسين المختصين في تطور المحركات، والبحث في مجال المحركات الاقتصادية والصديقة للبيئة.

 كريم زيدان، ابن مدينة سوق الاربعاء الذي عشق الميكانيكا منذ الصغر، تشجيع أسرته له وحلمه بأن يصبح منهدس سيارات حملاه إلى الديار الألمانية، حيث سيصبح نموذجا لكفاءة مغربية لمع نجمها في عالم صناعة السيارات.

سنة 1987 حصل زيدان على شهادة البكالوريا، لينتقل بعدها إلى كلية العلوم حيث درس الفيزياء لمدة سنتين، بعدما لم يوفق في ولوج المدرسة المحمدية للمهندسين، ليكون ذلك وقودا لمحرك الهجرة داخل الشاب المغربي منذ ذلك الحين.

تقدم الشاب المهووس بالميكانيكا لعدد من المنح لجامعات بفرنسا والولايات المتحدة، لكنه آثر إلا أن يختار ألمانيا وجهة له لسبب وجيه هو سمعة الجامعات الألمانية، وتنافسية التكوين الألماني في مجال صناعة السيارات على الصعيد العالمي. بعد اجتياز زيدان لسنته التحضيرية في ألمانيا، سيلتحق بجامعة ميونيخ العريقة، ليبدأ الشاب المغربي مساره الحقيقي في عالم المحركات.

يلخص زيدان الصعوبات التي واجهها خلال أيامه الأولى بألمانيا في أمرين أساسيين، أولهما مشكل اللغة الألمانية لم يكن يتقنها، والتي شكلت هاجسا بالنسبة له منذ بدايات تفكيره في الهجرة إلى ألمانيا وهو طالب في كلية العلوم بالمغرب، حيث ظن أن اللغة الألمانية من أصعب اللغات، وظل متسائلا عن كيفية ضمان نجاحه في مساره الدراسي بهذه اللغة.

تحد آخر وجاهه كريم زيدان يتمثل في الاختلاف الثقافي الكبير بين الإنسان الألماني، والإنسان المغربي، حيث تطلب الأمر وقتا بالنسبة لزيدان قبل أن يندمج مع الألمان الذين "لامكان للعاطفة في تعاملهلم مه الآخر" على حد قوله.

اندماج زيدان في سوق الشغل بدأ منذ سنوات الدراسة في ميونيخ، حيث مكنه نظام الدراسة الذي يزاوج بين التكوين النظري والتدريب الميداني من أن يشتغل في شركة عالمية للاستشارة والافتحاص خلال السنتين الأخيرتين من دراسته بميونيخ. بعد تخرجه من الجامعة، التحق زيدان بشركة أخرى متخصصة في تطوير المحركات كمهندس. هذه التجربة مكنته من الأبحاث العلمية، وتنفيذ مجموعة من الأفكار المبتكرة في تطوير المحركات لصالح كبار مصنعي الشركات، الأمر الذي سيقوده للاشتغال بعملاق صناعة السيارات الألمانية "بي إم دابليو"، حيث يشتغل مهندسا في مجال تطوير المحركات منذ سنة 2004.

في حوار أجرته معه أسبوعية الأيام الصادرة يوم الخميس 4 يونيو 2015، لم يخفي كريم زيدان تفكيره في العودة إلى المغرب، فهذا الأمر ظل يرواضه منذ أن بلغ الأرض الألمانية، انطلاقا من إيمانه أنه من واجب الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج أن تساهم في تطوير البلد، ونقل الخبرات التي تمكنوا من اكتسابها في بلاد المهجر إلى الشباب المغربي، والإسهام في تطوير البحث العلمي بالجامعات المغربية.

 في هذا الإطار، يرأس زيدان شبكة الكفاءات المغربية المقيمة بألمانيا، والتي تم تأسيسها سنة 2007 من أجل العمل على نقل خبرات مغاربة ألمانيا إلى المغرب عن طريق تقديم الدعم للطلبة المغاربة بألمانيا، ومنح معدات بحثية لجامعات مغربية، وجلب مشاريع تنموية وشراكات علمية في مجالات الصناعت المتجددة والبحث العلمي والتعاون الجامعي بين فاعلين ألمان ومغاربة.

هيأة التحرير

الصحافة والهجرة

مختارات

Google+ Google+