حكيمة الطيبي .. أو حين يقتفي المسار الوظيفي المتألق الاندماج السلس في أرخبيل الكناري

الجمعة, 02 مارس 2018

إذا كان ليس من السهل أن تنجح في وظيفتك الجديدة ببلد غير بلدك وثقافة مغايرة لثقافتك فإن الأمر يختلف مع شخصية من طينة حكيمة الطيبي تلك الفتاة الريفية المتواضعة والمليئة بالحيوية والنشاط التي استطاعت أن تكسر هذه القاعدة وتتفوق في بلاد الغربة بجزر الكناري.

وكانت وصفتها لتحقيق ذاتها والنجاح في مسيرتها المهنية كما تقول حكيمة الطيبي هي المثابرة والدقة والإحساس بالمسؤولية ولكن أيضا وقبل كل شيء الطموح وهو ما مكنها من التفوق ـ ليس بدون صعوبات ـ وبالتالي تمكنت من فرض ذاتها كإطار مكلفة بالبرمجة بالمدرسة المرموقة لإدارة الأعمال ( بيزنس سكول إم بي آ ) بلاس بالمالس لكناريا الكبرى.

بعد حصولها على الإجازة في القانون بجامعة وجدة سنة 2004 تسجلت حكيمة بجامعة لاس بالماس لمتابعة دراساتها العليا لتحصل بعد ثلاث سنوات على دبلوم الدراسات المعمقة في مسلك السياحة وحتى تتمكن من تمويل دراستها اضطرت للاشتغال كمتدربة بمدرسة إدارة الأعمال ( إم بي آ ) .

وقال ناتشو زاباليطا كايهلر مدير مدرسة ( بيزنس سكول إم بي آ ) " إن حكيمة استطاعت منذ الأشهر الأولى أن تبرز كفاءتها ومؤهلاتها وأظهرت مهارة كبيرة ومنذ ذلك الحين أصبحت مرجعا في هذه المدرسة " مشيرا إلى أن هذه الشابة المغربية التي تمتلك طاقة كبيرة تمثل " مثالا جيدا للاندماج الناجح " سواء بين زملائها أو في المجتمع الإسباني.

وأكد أن حكيمة تمثل في هذه المدرسة التي ستحتفل قريبا بالذكرى 25 لتأسيسها " نموذجا يحتدى من حيث الاجتهاد والمثابرة " وهو نفس الانطباع الذي عبرت عنه المديرة الأكاديمية بهذه المدرسة دانييلا سيسيتش التي أعربت عن إعجابها بكفاءة ومؤهلات حكيمة " هذه السيدة التي رغم أنها لم تتجاوز بعد سن الأربعين فإن جميع الطلبة بالمدرسة ينادونها ب ( ماما حكيمة ) " مؤكدة أنها " محبوبة ومحترمة " من طرف الجميع لأنها تمكنت من أن تطور بشكل جيد حس الملاحظة لديها كما أنها تجيد الإنصات .

ولعل السر في نجاح حكيمة الطيبي واندماجها في المجتمع وتفوقها في عملها يعود إلى الابتسامة التي لا تفارقها وأيضا إلى روح البذل والعطاء التي تميزها وتكشفها ملامحها وجوارحها في كل تصرفاتها وعلاقاتها .

وقالت السيدة حكيمة وهي متزوجة وأم لطفلتين بلهجة إسبانية لا تخفي انتمائها لمدينة الحسيمة أين تعلمت منذ صغرها لغة ( سيرفانتيس ) إن على المرء إذا أراد أن ينجح ويتفوق في بيئة جديدة مغايرة لبيئته " أن يبدأ أولا بالتأقلم والتكيف مع هذه الثقافة الجديدة ثم ثانيا إبراز مهاراته والاعتماد على مؤهلاته وفرض شخصيته " .

وأكدت بثقة كبيرة ولكن بتواضع أن " المقاولة إذا استدعتك واعتمدت عليك فلأن لديك الكفاءة التي تبحث عنها وبالتالي فيجب عليك أن تنخرط كليا وتضاعف جهودك حتى تكون دائما في المستوى المطلوب " .

وبالنسبة لهذه السيدة المغربية فإن " التواضع يمنح المرء في الغالب وقتا للتأمل المفيد وللملاحظة كما أن هذا الارتباط بين التأمل والملاحظة يساعد على النجاح في الاندماج وكل هذا له علاقة بالشخصية وبالمهارات والكفاءة التي يمتلكها أي شخص " .

وتعتز حكيمة دائما بمغربيتها وهي تدافع بكل جوارحها عن أصولها وعن التقاليد والعادات التي تربت عليها وعاشت في كنفها كما أنها تجيد فن الطبخ خاصة المغربي وهو ما يجعل زملائها وأصدقائها يطالبونها دائما بإعداد بعض الوصفات المغربية ك ( الكسكس والبسطيلة أو الطاجين ) وهو الأمر الذي تستجيب له لأن إعداد مأكولات مغربية والالتقاء بالأهل والأصدقاء يجعلها تستعيد ذكرياتها في المغرب حيث العيش المشترك كما أنها تصر في مثل هذه المناسبات التي تستقبل فيها ضيوفها على ارتداء الأزياء التقليدية .

تقول حكيمة التي تحلم بتنظيم عرض كبير للقفطان المغربي بلاس بالماس " هنا نحن سفراء لبلادنا وبالنسبة لي فإن الزي التقليدي المغربي يختزل التقاليد العريقة التي راكمها الأجداد في مجال فن العيش كما يعكس هويتنا الحضارية وهو أحسن وسيلة للتعبير عن تشبثنا بالوطن وفخرنا واعتزازنا بأن نكون مغاربة " .

ووعدت هذه السيدة المغربية التي تجسد المثال الحي للنجاح المهني والوظيفي والاندماج السلس في بلد الاستقبال أنها ستواصل شغفها بالعمل والتألق سواء في مسيرتها المهنية أو في حياتها الخاصة.

عبد الواحد لبريم

عن وكالة المغرب العربي للأنباء

الصحافة والهجرة

Google+ Google+