بركان- المركز الهولندي لدعم العائدين في المغرب يساعد الزوجات المهجورات

الجمعة, 19 غشت 2011

لا يهدأ رنين الهاتف في "مركز الدعم للمهاجرين العائدين" الهولندي في مدينة بركان المغربية. انه الصيف من جديد، هذا هو السبب. يتم تقديم المساعدة للنساء اللواتي تخلى عنهن أزواجهن هناك، وكذلك مساعدة العائدين من المغاربة لفهم الرسائل التي تصلهم من الموظفين الحكوميين في هولندا. لكن السؤال هو إلى متى ستدوم هذه المساعدة؟

تنفجر مريم بالبكاء وهي تروي عن معاملة زوجها السيئة لها ولأولادهما خلال العام المنصرم. جاءت منذ بضعة أسابيع الى المغرب، حيث تركها زوجها عند والدتها ورحل. اخذ معه جوازات السفر وأوراق الإقامة في هولندا، وذلك لمنعها من مغادرة البلاد مع أولادها.

باشر زوجها بإجراءات الطلاق في هولندا والمغرب من دون علمها. بهذه الطريقة يحاول التخلص من زوجته من دون أن تثير في وجهه المتاعب الجمة. لكن مريم ترفض ان تذعن للامر من دون مقاومة، وفتشت عن المساعدة: "اخبرني احد معارف صهري زوج شقيقتي عن مركز الدعم للمهاجرين العائدين في بركان، كذلك نصحتني السفارة الهولندية بالاتصال بهذا المركز طلبا للمساعدة".

قضايا معقدة

في مؤسسة مركز الدعم للمهاجرين العائدين (اس اس آر) في بركان تكونت خبرات كثيرة في حالات "النساء المهجورات" كما يطلق على هذه المجموعة من النساء. مريم ليست المرأة الوحيدة التي تواجه مثل هذه الحالة، يتلقوا في بركان كل سنة ما بين 30 إلى 40 شكوى مماثلة وخاصة خلال فصل الصيف.

الملفات الضخمة للنساء المهجورات تتطلب الكثير من الوقت والانتباه. المستشارة رشيدة البونداتي تشرح لنا كم هي معقدة حالة مريم: "من اجل اعطائها جوازات سفر جديدة للأولاد يتحتم علينا الحصول على موافقة الوالد، ولذلك في مثل هذه الحالة يطلب من القاضي ان يعطينا الاذن بدلا عنه."

خبرة

في هذه الأثناء تجري إجراءات الطلاق في المغرب، وهناك إمكانية محتملة ان يعطي القاضي حق حضانة الأولاد لوالدهم، وبالتالي لا يعد بامكان مريم مغادرة البلاد مع اولادها. وهكذا تحتاج مريم الى تصريح إقامة جديد للذهاب الى هولندا.

عاشت مريم لفترة قصيرة في هولندا لا تؤهلها للحصول على إقامة منفصلة، لكن أحيانا يكون هناك سببا كافيا لتجاهل هذه القاعدة. وتقول البونداتي "خلال السنوات الماضية تكونت لدينا في مركز الدعم خبرات كبيرة في ملفات النساء المهجورات. علاوة على ذلك نحن الجهة الوحيدة التي تقدم هذه المساعدة المحددة."

الاعتماد على الذات

ومع ذلك فإن السؤال هو ما إذا كان بإمكان النساء مثل مريم التوجه العام المقبل الى مركز الدعم طلبا للمساعدة. فقد قررت وزارة الشؤون الاجتماعية الهولندية وقف التمويل المالي لمركز المهاجرين العائدين. وتعتبر الوزارة ان على المغاربة العائدين تدبير أمورهم بأنفسهم.

تقديم المساعدة للنساء المهجورات ليست المهمة الرئيسية بالنسبة لمركز الدعم. إذ تتركز الأسئلة خلال المشاورات الأسبوعية حول الرسائل التي تأتي من مؤسسات هولندية ويصعب على المهاجرين فهم مضمونها. تقول البونداتي "إن المجموعة المستهدفة من المساعدة هم بحاجة لها بالفعل، إذ ان معظم العمال الذين ذهبوا إلى هولندا للعمل هم اميون، وليس هناك من احد لديهم لمساعدتهم في المسائل القانونية. يعيش أولادهم في الغالب في هولندا ولا يستطيعون المجيء الى المغرب للمساعدة في كل عملية ادارية. من دون المساعدة التي نقدمها نحن أو احد أفراد العائلة يصبح هؤلاء العجزة الأميون فريسة سهلة لمكاتب تقديم المشورة المشبوهة والتي تطلب الكثير من المال، وتجهل في الغالب القوانين الهولندية".

المستشارة القانونية التي استبدلت منذ 4 أعوام عملها كمحامية للعمل في بركان في مركز دعم المهاجرين العائدين، تتوقع ان تكون هناك خلال السنوات القادمة حاجة ملحة للحصول على المساعدة. السبب كما تقول يعود إلى ان التشريعات الهولندية تتغير باستمرار، ولن يقتصر طلب المساعدة على الأميين فقط، بل سوف يتعداه الى المتعلمين منهم. لا يزال يتقدم كل شهر 30 زبونا جديدا طلبا للمساعدة من مركز الدعم.

19-08-2011

المصدر/ إذاعة هولندا العالمية

«أبريل 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
Google+ Google+