أمستردام- هولندا قد توقف التسجيل على أساس العرق

الثلاثاء, 19 يونيو 2012

يجب على الحكومة الهولندية ان تتوقف عن تسجيل مواطنيها على أساس العرق والأصل. وضع الناس في خانات معينة على أساس أصل آبائهم ضرب من الجنون، تقول البرتين فان ديبن من مجلس التنمية الاجتماعية. بينما يعتبر العديد من الباحثين إن هذا التسجيل مفيد بالفعل للدراسات.

قدم مجلس التنمية الاجتماعية الى الحكومة المشورة بحذف مصطلح غربي او غير غربي، واجنبي او مواطن اصلي من سجلات قيد المواطنين. وتقول فن ديبن" التصنيف لا يعتمد على مواصفات الشخص المعني بل على خصائص الآباء. اين يقع مسقط رأس الاب او الام؟ وعندما يتبين انه في الخارج، تصبح آليا أجنبيا في هولندا. هذه وجهة نظر ضيقة. هذا يعني ان اصل الآباء اهم من الشخص المعني الذي ولد وترعرع في هولندا".

ومن جانبه يرحب الكاتب والصحفي وخبير الاندماج فرانس فرهاخن ايضا بالغاء التسجيل على اساس العرقي. " اقترح المكتب المركزي للإحصاء التسجيل على أساس عرقي لغاية الجيل الثالث، أمر سخيف للغاية. هذا يعني انك في ظل ظروف معينة لا يمكن تصبح هولنديا حقيقيا أبدا، ويعني كذلك انك طوال حياتك ستبقى هولنديا من نوع مختلف وذلك بسبب أصل والديك".

الملكة أجنبية

ووفقا للتسجيل العرقي وتصنيفاته بين غربي او غير غربي واجنبي او مواطن اصلي، تكون الملكة بياتريكس وابنها ولي العهد وليم الكسندر من غير المواطنين الهولنديين الأصليين. كلاهما من أب ألماني وبالتالي تصنيف "اجنبي غربي" يشملهما. اما الأميرة ماكسيما وبناتها هم وفقا لتقييم القانون الحالي اجانب وغير غربيين. لان ماكسيما ولدت في الأرجنتين.

يمكن طرح العديد من التساؤلات الكبيرة حول فئات التصنيف هذه. إن فئة الأجانب غير الغربيين وضعت للدلالة على أن هذه الفئة تواجه صعوبات في المجتمع الهولندي.، وتشملها خطط لمساعدتها للتخلص من وضعها المتخلف مقارنة مع الهولنديين "الأصليين". ولكن في الوقت ذاته يقع ضمن هذه الفئة بلدان مثل البرازيل والأرجنتين وهما بلدان يقومان بمجهودات كبيرة. اما اكبر بلد مسلم في العالم، اندونيسيا، فيدخل ضمن فئة الغربيين. هذا امر غير منطقي كليا."

اندماج

ويرى فرهاخن ان الاندماج يجري بشكل جيد، على الأقل "حسب اعتماد معيار ’قبول المهاجرين‘. لكنك ترى أيضا أن أبناء المهاجرين تشابهون مع أقرانهم بشكل عام؛ في التعليم وسوق العمل وأنواع الوظائف التي يقومون بها والسكن والرعاية الصحية". هناك مكاسب في جميع النواحي، ولكن الفضل لا يعود الى سياسة الاندماج، وفقا لفرهاخن.

مع ذلك تصر الحكومة على رؤية كل شيء من خلال نظارات الاندماج. " هذا نوع من الكسل. هكذا تستطيع بسهولة تحليل المشاكل في المجتمع عن طريق ربطها بمجموعات عرقية مثل المجموعة التركية او المغربية".

 

تعطي فان ديبن من مجلس التنمية الاجتماعية الأمن كمثال على ذلك. وتقول" تجد هذه الفئات أكثر تمثيلا في معدلات الجريمة".

منطق ضيق

أما هان انتزنغر أستاذ دراسات الاندماج والهجرة في جامعة ايراسموس فيرى ان مجلس التنمية الاجتماعية يعتمد منطقا ضيقا جدا. وقال في حديث لصحيفة تراو " إن المجلس يتصرف وكأن الأصل العرقي امر لا يهم الآن، وان لا مشاكل تنبع منه ابدا. اذا لم نقم بتسجيل الأصل العرقي فعندها لن نعرف كيف تسير الأمور على صعيد معدل الجريمة بين الشباب المغاربة على سبيل المثال. كما أن التسجيل مهم ايضا لمعرفة التقدم الحاصل في عملية الاندماج".

تحظى هذه النظرة بتأييد كبير في المجال العلمي. "القياس معرفة" يقول العلماء في مجالات الاجتماع والتربية والجريمة. اذا لم يعد بالإمكان قياس ذلك، عندها لا تعرف ايضا ما مدى تأثير العرقية.

وصم

يصر الكاتب فرهاخن على رأيه ان تسجيل العرق هو وصم للناس. " انت تشحذ بذلك التناقضات فقط ". يدعو فرهاخن الى النظر الى المشاكل الاجتماعية الواسعة مثل التعليم والعمل والسعي لحلها من خلال سياسة عامة. كما يجد انه من المفيد النظر الى الخلفية الاجتماعية الاقتصادية للأشخاص.

لم تقرر حكومة تصريف الأعمال بعد ما اذا كانت ستعمل بتوصية مجلس التنمية الاجتماعية ووقف التسجيل العرقي.

20-06-2012

المصدر- إذاعة هولندا العالمية

 

«أبريل 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
Google+ Google+