كنزة إسناسني .. عندما تتحول مأساة إلى حافز للنضال من أجل السلام

الإثنين, 06 يناير 2014

منذ الحادث العنصري الذي أودى بحياة والديها، اتخذت حياة كنزة إسناسني منحى جديدا، حيث لم تتوقف هذه الفتاة الشابة ذات الأصول الريفية، عن الدفاع عن قيم التسامح والتعايش والسلام حاملة بذلك مشعل التطوع أينما حلت وارتحلت.

في صباح ذلك اليوم المشؤوم في السابع من ماي 2002، اقتحم أحد المتعصبين من مناصري حزب اليمين البلجيكي المتطرف شقة عائلة إسناسني ببروكسيل وقتل والديها وأصاب اثنين من أخويها، قبل أن يضرم النار في المنزل. واليوم وقد بلغت الثلاثين من عمرها، لازالت آثار ذلك الحادث المأساوي لم تندمل ، لكنها تحولت إلى حافز بالنسبة لهذه الشابة الريفية لتوجيه كل طاقاتها وجهودها للمضي قدما خاصة في نثر بذور التسامح والتضامن حولها.

وتستحضر هذه الشابة التي ولدت في بروكسل من أسرة متواضعة، اختارت الهجرة إلى بلجيكا خلال سنة 1960، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، الجيل الأول من المهاجرين، الذي ترى أنه يتعين عليه "مضاعفة الجهود لاثبات ذاته في المجتمع لأنه يجد صعوبة في الاندماج في بلد لا يحمل نفس قيمه".

وأكدت أنها مباشرة بعد هذه الفاجعة، اتخذت قرارا حاسما بان لا تقف مكتوفة الأيدي ولكن "الأساس بالنسبة لها هو عدم تبني موقف الضحية"، مضيفة "آباءنا علمونا الكفاح لذا يجب علينا أن لا نتوقف أبدا عن الدفاع عن حقوقنا وترسيخ قيمنا الثقافية وتعاليمنا الدينية".

وكانت أولى بداياتها في المجال الإنساني، مشاركتها في قافلة المناضل البريطاني جورج غالاوي "تحيى فلسطين" التي انطلقت في دجنبر 2009 من بريطانيا في اتجاه قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على الشعب الفلسطيني، حيث تمثلت مهمتها الرئيسية في جمع الأموال لشراء سيارة إسعاف وأدوية مخصصة لسكان القطاع المتضررين مباشرة بعد الهجوم الإسرائيلي.

وتحتل القضية الفلسطينية مكانة خاصة لدى كنزة اسناسني التي لا تخفي تأثرها بالمعاناة اليومية التي تعيشها الأسر هناك من قبيل الحصار وصعوبة الولوج إلى الخدمات والتمييز وتهجير الساكنة، معبرة عن احتجاجها "على الصمت الذي يحيط بهذه الأوضاع والمس بحقوق الإنسان".

أربعة أشهر بعد ذلك، وبالتحديد في ماي 2010، ستخوض كنزة أحد تجاربها القاسية في حياتها، حيث اقتربت من الموت للمرة الثانية من خلال مشاركتها في "أسطول الحرية" المشهور. ويتعلق الأمر بثمانية سفن محملة بما يقرب من 15 ألف طنا من المساعدات الإنسانية التي كانت موجهة إلى قطاع غزة.

كنزة التي كانت على متن سفينة "مافي مرمرة" التركية نجت بأعجوبة من الرصاص الإسرائيلي، لكنها قضت ثلاثة أيام في سجون الدولة العبرية، على الرغم من أنها لا تزال تحتفظ بذكريات مروعة عن تلك اللحظات، فإنها هذه التجربة دفعتها للانخراط أكثر ومواصلة كفاحها من أجل حقوق الإنسان، قائلة بكل فخر واعتزاز "حققنا هدفنا في تسليط الضوء على الوضع اللا- إنساني الذي تتتجرع مرارته ساكنة قطاع غزة".

وبعد هذه اللحظات الأليمة، واصلت الشابة كنزة مبادراتها التضامنية من خلال إطلاق "قافلة المعرفة"، التي تروم توزيع حقائب مدرسية للأطفال المعوزين المنحدرين من عدد من المناطق القروية بالريف.

وتطمح كنزة إسناسني، الشابة المغربية النموذجية، دائما إلى رؤية "عالم أفضل على الرغم من انتشار القيم الفردانية في المجتمعات الحالية"، فضلا عن "تقديم المزيد للإنسانية" في العالم، والعمل بلا كلل من أجل تعزيز القيم الإنسانية العالمية.

عن وكالة المغرب العربي للأنباء + موقع هيسبريس

«آذار 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
25262728293031
Google+ Google+