شباب La Relève يوفرون وجبات لمحتاجين جمعتهم الفَاقَة ببرُوكسِيل

الإثنين, 20 يناير 2014

صفّ طويل يواظب على البروز بجوار البوابة الخلفية لمحطّة بروكسيل الشماليّة بمعدّل مرّتين أسبوعيّا، مشكّلوه فرّقتهم الجنسيات والأعراق والديانات والمواصفات البدنيّة، فيما وحّدتهم الفاقة التي تجعلهم محتاجين لما يسدّ الرمق، ولو إلى حين.. يتقدّمون مثنَى مثنَى صوب عربة تحلّق حولها شبَّان من أجل توزيع أكياس لامّة لوجبات غذائيّة.

يتعلّق الأمر بمؤسسة La relève ASBL التي يقف المنتمون إليها وراء هذه المبادرة، وقد تأسست قبل 3 أعوام على أيدي 7 أفراد كلهم من أصل مغربيّ، فيما يبلغ عدد نشطائها حاليا العشرين.. "رغم الإمكانات الضعيفة، كنا نبدأ توزيع وجبات الأكل على المعدمين و البدون مأوى في حدود الثامنة مساء، و نتمم عملية التوزيع في الثانية ليلا، و شيئا فشيئا بدأنا نتقوى ونضبط تدخلنا" يقول أحد المنتمين للمؤسّسة المفضّلة لـ "عدم البروز إعلاميا".

تواصل عمليات توزيع الطعام بالمحطّة، منذ سنين، جعل المستفيدين يحفظون طريقة التنظيم بشكل غدا ذاتيا.. فكلّ واحد منهم يمسك بكيس بلاستيكيّ في انتظار دوره، بعدها يتقدّم لأجل تسلّم كاضمة للغذاء الساخن، وخبزة وقارورة ماء، وكذا وعاء حساء.. تماما كما رصدت هسبريس حين حضورها واحدة من عمليات التوزيع التي تنتهي بإشراف شبّان العمل الخيري على تنظيف فضاءات المحطّة التي يتناول بداخلها المستفيدون ما تمّ تقديمه إليهم.

ذات المتحدّث قال لهسبريس، على هامش عملية توزيع حضرتها الجريدة الإلكترونية ببروكسيل، إنّ تلقي المساعدات يبقى رهينا ببعض المغاربة، زيادة على ما يتم توفيره من إمكانات ذاتية، دون إغفال مساهمات أهالي المبادِرين، بعيدا عن أي أموال من الدولة أو مؤسسات رسمية.. بينما تعدّ الوجبات المقدّمة لـ "البدون مأوى" و"المعدمين" منزلية صرفة لإشراف النساء من أقارب شباب La relève على إعدادها.

"نقوم بعمليات التوزيع وفق برمجة تجعل تواجدنا، كلّ يوم الأربعاء بمحطة القطار الشمالية لبروكسيل، حيث يستفيد 130 فردا من وجبات متكاملة، زيادة على يوم الأحد الذي يشهد توزيع القوت بمحطة القطار المركزية، إضافة لنظيرتها الشمالية، وكميّا يتمّ توفير 150 وجبة بكل محطة على حدة" يقول متحدّث باسم المؤسسة لهسبريس، رافضا الكشف عن هويته للعموم، قبل أن يزيد: "اقتنينا مؤخرا شاحنة صغيرة مكنتنا من القيام بحملات في شوارع بروكسيل لثلاث مرات أسبوعيا، خصوصا في المناطق التي تعرف تواجد القاطنين في العراء، حيث يتمّ مدهم بالحساء والقهوة و الحلويات، زيادة على ذلك نتحدث معهم، لأن هذه الفئة لا يهمها الأكل فقط بل هي في حاجة أيضا لمن يتواصل معها.. لا نقوم بالتمييز على حساب العرق أو الديانة، بل نعمم مساعدتنا على الجميع".

وتسعى La relève حاليا إلى تأسيس تشبيك اجتماعية من أجل مساعدة الأفراد المتواجدين ببروكسيل في وضعية غير نظامية، إذ يتطلع شباب المبادرة إلى الاستمرار في توزيع الغذاء المجاني إضافة لإمكانية توسيع التدخلات الإنسانية حتّى تطال ملاجئ الأيتام.. ووفقا لشباب التنظيم فإنّ الضابط الأساس لعملهم يتمثل في تغييب الميز وتغليب الرؤى الإنسانية القادرة على زرع الابتسامات على شفاه الجميع.

جدير بالذكر أن إمكانية المساهمة في خطوات La relèveASBL يمكنه التواصل معها عبر موقع التواصل الاجتماعي فَايسبُوك، وتضع المؤسسة نفسها رهن إشارة كلّ من يرغب في تلقي المعلومات عن كيفية المساعدة والمشاركة ضمن التدخلات الميدانية الإنسانيّة.

عن موقع هسبريس

 

مختارات

«مايو 2022»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
3031     
Google+ Google+