الزوفري: المغرب مطالب بالتحرك لحماية شبابه في المهجر

الخميس, 23 يناير 2014

الزوفري مصطفى أستاذ للفنون التشكيليَة والفنان التشكيلي المشتغل من بروكسيل، وهو مغربيّ مراكم لـ33 عاما من العيش ببلجيكا، يواظب على العطاء أيضا بالمجال الجمعويّ.. فهو واحد من مؤسسي جمعية ابن سينا التي تأسست قبل 34 عاما من الآن، وقد تدرّج بعدد من مواقع المسؤولية بها، ويشغل الحين مسؤولية أمين المال، كما يدير المركز الذي تشرف عليه الجمعية بالعاصمة الأوروبيّة، كما هوالمسؤول عن البرامج بذات المنشأة.


"الهدف من جمعية ابن سينا هو العمل مع الشباب المغربي و البلجيكي حول كل ما هو ثقافي، خصوصا ما يرتبط بالثقافة الأصلية، وثقافتنا التي يجب أن نبدع فيها كجالية مقيمة بالخارج.. خلال 33 سنة من عمر الجمعية حققنا الكثير، منها المقر الذي يتوفر على قاعات رياضية ومستودعات ملابس، وورشات في الطابق الأول، ومقهى كفضاء استقبال، كما نتوفر على مقر ثان في مدينة اندرلخت" يقول مصطفى لهسبريس.

المركز الذي يديره الزوفري ببروكسيل يتم فيه الاشتغال مع الشباب على كل ماهو ثقافي، كالمسرح و ورشات التعبير والإبداع، زيادة على التصوير والرسم والنحت، وأيضا كل ما يتعلق بالتعليم، حيث تنعقد دروس التقوية في المواد العلمية كي يستفيد منها المتمدرسون على أيدي أساتذة يتلقون أجر خدماتهم من ميزانية الجمعية.. ومن الناحية الإجتماعية يتم البصم على تدخلات من أجل مساعدة المنقطعين لمتابعة مسارهم ضمن التكوينات المهنية أو حتى ولوج مدارس أخرى أو البحث عن فرص شغل.. كما يتم التوسط لحل المشاكل بين الشباب وأسرهم، خاصة ما يهم المراهقين، ويتم أيضا الاستماع للمكتئبين ومعاونتهم لتخطي العثرات.

"من الناحية الرياضية نتوفر على قاعة للرياضة، نمارس فيها كرة السلة و كرة القدم المصغرة، ولدينا فرق لطاي بوكسينغ و الملاكمة، فرق للذكور وأخرى للإناث، و يبلغ عددهم الإجمالي 100 من الشباب الذين يستفيدون، كما تستفيد مدارس أخرى من قاعتنا الرياضية في الفترة الصباحية.. 

ونقوم أيضا بأنشطة خارج فضاء المقر كمشاهدة الأفلام، و نسافر لمدن أخرى، ومؤخرا قمنا بنشاط فسيفساء بمدينة أكادير، كما بصمنا على تبادل ثقافي مع جمعية إموران بنفس المدينة، و قمنا بمشروع مع جمعويّين بالسينغال، و قمنا خلال المدة الأخيرة بزيارة إلى أمستردام الهولندية خلال عطلة نهاية السنة الدراسية قمنا خلالها بزيارة معارض ومشاهدة مسرحيات، نريد من خلال كل هذا أن نحسس الشباب بجودة الحياة و عدم تضيع وقتهم في المقاهي، وندفعم للاستفادة مما يمكن أن تقدمه لهم بلجيكا، وبخصوص بلدنا نعمل مع الشباب على الثقافة المغربية، تحديدا ما يخص الفن الإسلامي كالخط العربي و الفسيفساء العربية الإسلامية، و كذلك نعمل معهم في مجال السينما" يورد مصطفى لهسبريس بشأن نشاطات المركز الذي يديره.

ويرى ذات الفنان والجمعوي المغربي القاطن ببلجيكا أنّه لا يمكن الحديث عن اندماج الشباب المغاربة ضمن الثقافة البلجيكية معتبرا أن ذات الفئة لا توفر لها الثقافة التي تطمح إليها، وفي نفس الوقت ينغلق ذات الشباب على نفسه دون إيجاد حل.. ويسترسل ذات الفاعل في تصريحه لهسبريس بالقول: "الحل الوحيد الذي يجده الشباب هنا يتمثل في الثقافة التي تروج بالمساجد القريبة من المساكن، لكن فئة صغيرة اندمجت لتدرس في المدرسة البلجكية، وإذا فتشنا قليلا نجد أنهم على قطيعة مع ثقافة بلد الإستقبال باعتبارها غريبة عنهم، أمّا الثقافة المغربية ليس لها صدى هنا، كان لنا أمل أن تقوم وزارة شؤون الهجرة، أومجلس الجالية المغاربة المقيمة بالخارج، بتطوير هذا الأمل ويحققوا شيئا مما نصبوا إليه.. وللأسف لا وجود لذلك.. حتى دار الثقافة المغربية البلجيكية فشلت 100% بمقرها المغلق حاليا رغما عن صرف المغرب مليون أورو عليها".

ووفقا لما يرصده الزوفري فإنّ الشباب المغربي يضعف ثقافيا بسبب غياب المغرب عن هذا المجال تجاه مواطنيه الموزعين حول العالم، إذ يرى مصطفى أن ذلك ينعكس من خلال إقبال المغاربة على الفلكرة والثقافات الأخرى التي لا يفهمها والتي هي بعيدة عن "تمغربيت".. "أريد أن أذكر بمهرجان كان يقام في الدار البيضاء في عهد وزير الثقافة الأسبق محمد الأشعري، حيث قال حينها إنه قد حان الوقت كي يعيد المغرب الاعتبار لحدوده الثقافية وألّا يربطها بالحدود الجغرافية، لأن الثقافة المغربية لم تعد تنتج في الحدود الجغرافية للمغرب، بل في العالم.. وأضن أنه حان الوقت لكي يأخذ المغرب بعين الإعتبار الإبداع الذي ينجز خارج أرض الوطن، لأنه هو القادر على جلب اهتمام شباب الجالية" وفق تعبير مصطفى الزوفري ضمن تصريحه لهسبريس.

%عندما يأتي الوزراء إلى هنا يجمعون بعض الأشخاص ويعرضون بعدها ذلك في التلفاز.. هم يكذبون على الناس بقولعم إنهم يجتمعون مع المهاجرين.. اسمحوا لي أن أثير الانتباه بأنّهم، كي يلتقوا مع أناس الهجرة، يجب أن يجتمعوا بالجمعيات الحقيقية رغما عن ضعفها، لا يجب إقصاءها، فهي تتوفر على فعاليتها في المجال الاقتصادي وكذا السياسي و الاجتماعي" يقول مصطفى قبل أن يسترسل: "المسؤولون المغاربة، سواء كانوا وزراء أو من مجلس الجالية، يعمدون للتوجه نحو نفس الأشخاص هنا، سواء تعلق الأمر بالاقتصاد أو الثقافة أو غيرهما.. يتم هنا تفضيل المجاهرين بـ: العَامْ زِينْ، أمّا الذين يتوفرون على غيرة و حب للوطن فهم سيشتغلون أكثر و سيقولون لملاقيهم إنّنا وسط غبن ثقافي و اقتصادي و اجتماعي".. تحسين العلاقات مع أفراد الهجرة المغربية نحو الخارج، وفق الزوفري، رهينة بربط علاقات وطيدة مع الشباب بعيدا عن "الوجوه التي كانت تؤدى خدمات في فترة ما"، وذات الناشط يرى بأنّ "استمر الوضع الحالي سيدفع المغرب مقابله ثمنا غاليا في المستقبل"..

جدير بالذكر أن مركز جمعية ابن سينا ببروكسيل يعدّ دار شباب، لديها 5 أجراء يشتغلون لتأطير الشباب، وهو تعداد غير كاف بالنظر مع الأعداد الكبيرة التي يتم التعامل معها ومع أوضاعها.. لذلك يتطلب الأمر مساعدة باب تقديمها مفتوح بالتحرك صوب المركز، الكائن غير بعيد عن La gare de Midi ببروكسيل.. فالميزانية المتوفرة لا تكفي لتأدية التزامات مالية إضافية، بينما مجال الاشتغال بإمكانه استقبال متطوعين داعمين.. وذلك وفق مصطفى الذي قال: "نطلب من مسؤولي المغرب أن يفتحوا معنا حوارا لبناء مستقبل الشباب مع المغرب و بلجيكا، ولكي لا نبقى متحركين في اتجاه واحد، ونحن على أبواب الاحتفال بمرور 50 سنة على تواجد المغاربة في بلجيكا، وهناك أنشطة تنظم بين CCME و وزارة شؤون الهجرة و بعض السياسيين الذين سيستغلونها، خصوصا مع قرب الإنتخابات في بلجيكا، و بعدها ستعود الأمور إلى وضعها.. أدعو هنا أيضا لفتح مركز ثقافي ودعم الجمعيات بهدف اليصم على عمل جاد ذي برامج ومرامٍ".

عن موقع هسبريس

 

«أبريل 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
Google+ Google+