تمكن العداء المغربي إلياس فيفا، المقيم حاليا بالجارة الشمالية، من الفوز بالميدالية الذهبية في سباق 5000 متر، وذلك ضمن منافسات بطولة أوروبا لألعاب القوى التي احتظنتها العاصمة الهولندية أمستردام، بتوقيت 13 دقيقة و40 ثانية و85 جزء من المائة. وحل بالمركز الثاني المتسابق عادل مشعل، المنحدر أيضا من مدينة تطوان، فيما اكتفى العداء الألماني ريتشارد رينجر بالميدالية النحاسية.
إلياس، الذي هاجر إلى إسبانيا مختبئا أسفل شاحنة وهو لم يتجاوز بعد 17 عاما، هروبا من وضع معيشي صعب بمسقط رأسه طنجة، يستعد للسفر للمشاركة في الألعاب الأولمبية التي ستقام بالعاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو، لاسيما أن "تحقيقي لهذه الميدالية الذهبية أكسبني ثقة للمثابرة والاجتهاد أكثر، كما أني أطمح إلى أن أصنَّف ضمن العدائيين الثمانية الأوائل"، وفق تصريحه لصحيفة "ماركا" الإسبانية.
وكان المهاجر المغربي إلياس، الحاصل على الجنسية الإسبانية منذ شهر يوليوز 2015، يعيش بمراكز إيواء الأطفال القاصرين الأجانب "Santa Perpetua de Mogoda" الواقع ببلدية "فايش أكسيدونتال" بمحافظة برشلونة، ليلتحق بعد ذلك بـ"جمعية عدائي إقليم كتالونيا" بدعوة من المدربة إستير رودريغيث التي اكتشفت فيه مميزات بطل عالمي في رياضة الجري، قبل أن يثير اهتمام أكبر النوادي الإسبانية.
وقال فيفا، في تصريح لصحيفة "إلموندو ديبورتيبو" الإسبانية، إنه كان في بداياته يحاول أن يوازن بين عمله المتمثل في تنظيف واجهات مقاولة خاصة لضمان عيشه، وبين رياضته المفضلة، مضيفا: "هاجرت من المغرب نحو إسبانيا لتحقيق أهداف، وهذا الفوز أهديه إلى زملائي الرياضيين وإلى الفيدرالية الإسبانية والنادي الرياضي لبرشلونة وعائلتي بالمغرب وإسبانيا، وسأعمل بجد لنيل الميدالية الذهبية بالبرازيل".
واستطرد المتحدث لـ"Marca" أن "العالم كله يعلم أني كنت قد فشلت مرات في احتلال المركز الأول، لكن هذه السنة حققت هذا النجاح التاريخي بفضل مدربي البرشلوني رفا كارو، لاسيما وأني كنت على استعداد تام لخوض هذا الغمار، في انتظار منافسات ريو دي جانيرو"، وزاد: "عائلتي تقطن بالمغرب بعيدا عني، كما أن أمي تابعت السباق عبر شاشة التلفار، وسوف أتصل بها أيضا لأهديها هذا الفوز"، على حد قوله.
