مقتطف من كتاب «نحن هنا» المنشور من قبل جمعية asbl vzw/ Foyer في إطار الاحتفالات بمرور خمسين سنة على الهجرة المغربية والتركية إلى بروكسيل في .(2014
كان عـلى كل مـن يريـد الاسـتقرار في بلجيـكا كعامـل مهاجـر أن يسـجل نفسـه في البلديـة وأن يطلـب رخصـة الإقامـة. والعـمال المغاربـة الذيـن اتبعوا هــذه المســطرة الرســمية للتشــغيل، والذيــن جــاؤوا إلى بلجيــكا بعقـود عمـل، لم يتعرضـوا لمصاعـب كبيرة، عكـس أغلب مواطنيهـم الذين جـاؤوا يحملـون تأشـيرة سـياحية فقـط، بـل وجـاء بعضهـم دون أي وثيقة رسـمية، مـما سـبب بطبيعـة الحـال مشـاكل للمصالـح البلديـة.

كانـت العـادة تقـضي بتسـوية وضعية «السـياح» الذيـن اسـتطاعوا العثور عـى عمـل، غـير أن مسـطرة التسـوية تلـك كانـت تصطـدم بمشـاكل ذات طبيعـة إداريـة. فالوثائـق البلجيكيـة تفـرض ذكـر تاريـخ الميـلاد، غـير أن كثـيرا مـن العـمال لم يكونـوا يعرفون ذلـك التاريخ بدقة، نظـرا لأن المصالح المختصـة في بلادهـم لا تسـجل سـوى سـنة الميـلاد لا غـير. لذلـك تجـد أن كثـيرا مـن المغاربـة من الجيـل الأول قـد «ولدوا» يـوم فاتح ينايـر أو فاتح يوليـوز، حسـب جـواز سـفرهم. وهنـاك مشـكل آخـر يتمثـل في ترجمـة الوثائـق الأصليـة إلى الهولنديـة. فالمغاربـة كانـوا يمتلكـون وثائـق مكتوبـة بالعربيــة، مـما يقتــضي اللجــوء إلى ترجــمان محلــف للقيــام بترجمتهــا، وهـو مـا لم يكـن بالأمـر السـهل.